دعت دول مجموعة "أوبك+" في ختام اجتماعها في أبو ظبي، اليوم الخميس، جميع مُنتجي النفط إلى الامتثال الكامل لتخفيضات الإنتاج، وقالت إنّ مراقبة السوق مستمرة حتى اجتماع "أوبك"، في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، مشيرة إلى أنّ التوترات التجارية والضبابية المحيطة بالاقتصاد الكلي، لا تزال مستمرة.
وقبل الاجتماع، صعدت أسعار النفط، اليوم الخميس، لتعوّض بعض الخسائر الثقيلة التي مُنيت بها في الجلسة السابقة، بفعل مؤشرات على انحسار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وانخفاض مخزونات النفط الأميركية إلى أدنى مستوى في نحو عام.
وبحلول الساعة 6:50 بتوقيت غرينتش، صعد سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 0.4% إلى 61.04 دولاراً، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 0.5% إلى 56.03 دولاراً، وفقاً لأرقام وكالة "رويترز".
وجاء هذا الارتفاع، بعدما قرّرت الصين إعفاء أدوية أميركية لعلاج السرطان، ومنتجات أُخرى من الرسوم الجمركية.
ويأتي ارتفاع أسعار النفط، اليوم الخميس، بعد تراجع حاد للخامين القياسيين العالميين، أمس الأربعاء، بعد تقرير أشار إلى أنّ الرئيس ترامب يبحث تخفيف العقوبات المفروضة على إيران وهي خطوة قد تعزز إمدادات الخام العالمية.
وتعززت المعنويات الإيجابية في السوق، بعدما أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الأربعاء، أنّ مخزونات الخام انخفضت، الأسبوع الماضي، إلى أدنى مستوى خلال عام تقريباً حيث رفعت المصافي إنتاجها بينما انخفضت الواردات.
وتراجعت مخزونات الخام للأسبوع الرابع، وانخفضت 6.9 ملايين برميل، في الأسبوع المنتهي في 6 سبتمبر/ أيلول، وهو ما يتجاوز توقعات المحللين بانخفاضها 2.7 مليون برميل.
اجتماع "أوبك+"
وقبل صدور بيان الاجتماع الختامي، نقلت "رويترز"، عن مصدر في مجموعة "أوبك+" قوله إنّ المجموعة التي تضم أعضاء منظمة "أوبك" وحلفاءها، بحثت تحسين الامتثال لتخفيضات إنتاج النفط، ما سيؤدي إلى خفض فعلي للإنتاج بنحو 400 ألف برميل يومياً.
بدوره، قال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، اليوم الخميس، إنّه يتعيّن على جميع الدول الالتزام بتخفيضات إنتاج النفط. وقال الوزير، قبيل اجتماع اللجنة الوزارية لـ"أوبك+"، التي تراقب الالتزام بتخفيضات الإنتاج في أبوظبي، إنّ "أوبك" وحلفاءها يرغبون في تحقيق الاستقرار في سوق النفط والتلاحم بين المنتجين.
وأضاف أنّ سياسة السعودية النفطية ستظل من دون تغيير، وذكر أنّ مجموعة "أوبك+" ستعلن مسار تحركاتها المستقبلية بعد الاجتماع.
أما وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، فقال إنّ "الجهود المشتركة لها أثر مستدام وإيجابي على أسواق النفط العالمية"، مضيفاً أنّ "الهدف الأساسي هو الحفاظ على الامتثال الكامل لتخفيضات إنتاج النفط"، مبدياً ثقته في أنّ "أوبك+" ستواصل تعزيز الشراكة والتضامن.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية، عن مصدر قوله إنّ لجنة مراقبة "أوبك+" ليس لديها أي شكوى بخصوص مستوى امتثال روسيا.
كما نقلت عن مصدر لم تُسمّه أنّ اللجنة الوزارية المشتركة بين "أوبك" والدول غير الأعضاء، ناقشت تخفيضات إنتاج النفط غير الكافية في العراق ونيجيريا.
وكالة الطاقة الدولية تتوقع استمرار ضعف طلب النفط
في سياق متصل، توقعت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الخميس، أن يبقى نمو الطلب العالمي على النفط ضعيفاً؛ بسبب ضعف الاقتصاد، وتأثير الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً، في تقريرها الشهري، إنّ "العلاقات التجارية الدولية شهدت مزيداً من التدهور في الأسابيع الأخيرة، لكن مفاوضي الولايات المتحدة والصين أعلنوا أنّ المفاوضات التجارية ستستأنف مطلع أكتوبر/ تشرين الأول".
وأضافت أنّ "الخلافات التجارية وتزايد الشكوك بشأن تأثير خروج المملكة المتحدة الممكن من الاتحاد الأوروبي تؤدي إلى خفض النمو العالمي عبر إضعاف ثقة قطاع الأعمال والمستهلكين، وإعادة تقييم سلسلة الإمدادات، وتقليص الاستثمار وخفض التجارة بشكل مباشر".
وفي مواجهة هذه الشكوك، أبقت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب في 2019 و2020، التي كانت خفضتها، الشهر الماضي، بلا تغيير عند 1.1 مليون برميل يومياً و1.3 مليون برميل على التوالي، بحسب ما أوردته "فرانس برس".
وأضافت الوكالة أنّه في الوقت نفسه "سيرتفع الطلب بشكل كبير معززاً بأسعار النفط الأدنى بـ 20% مما كانت عليه، قبل عام، وتعزيز القدرات البتروكيميائية".
وتؤكد أرقام يوليو/ تموز هذا التوجه، إذ ارتفع العرض بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً.
على صعيد الإمدادات، أشارت الوكالة إلى أنّ الإنتاج العالمي سيرتفع، في أغسطس/ آب، بمقدار 0.53 مليون برميل، ليبلغ 100.7 مليون برميل يومياً.
وأوضحت أنّ الزيادات في إنتاج الولايات المتحدة والنرويج والبرازيل، تفترض زيادة نمو الإنتاج خارج منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، بمقدار 1.9 مليون برميل في 2019، و2.3 مليون برميل في 2020، ليعادل إنتاج "أوبك".
وقالت إنّ "إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك سيخفض الحاجة إلى 28,3 مليون برميل يومياً في النصف الأول من 2020، أي أقل بـ1.4 مليون برميل من إنتاج المجموعة في آب/أغسطس".
وتابعت أنّ الولايات المتحدة تقدمت، في يونيو/ حزيران، على السعودية لتصبح الدولة الأولى المصدرة للنفط في العالم.