صحيح أن "مجموعة العشرين" كانت وليدة الأزمة المالية سنة 2009، ومن ثم فإن الهم الاقتصادي هو الدافع وراء وجود كيانها العملاق، إلا أن الملفات السياسية تبدو هي المتصدرة في اجتماع قمتها الأرجنتينية يومي الجمعة والسبت، رغم أن للنفط والحرب التجارية حضوراً كبيراً.
يُصادف أن القمة تأتي قبل أيام قليلة من عقد "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك) اجتماعها في فيينا يوم الخميس المقبل، وسط ضغوط هائلة يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً على السعودية، من أجل إبقاء أسعار النفط العالمية منخفضة، بما ينفع الدول المستهلكة، ولا شك في أنه يحدّ من أرباح الدول المنتجة.
كما يتزامن انعقاد القمة مع تصاعد حدة الحرب التجارية بين إدارة ترامب من جهة، وشركائه وخصومه من جهة أخرى، وهم المعترضون على سياساته الحمائية التي لا تضر المصدّرين إلى الولايات المتحدة فحسب، بل تمتد أضرارها إلى قطاعات واسعة من الاقتصاد الأميركي ذاته، لدرجة الإضرار بسوق العمل، مع ارتفاع عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى في 6 أشهر.
وبهذا المعنى، يتصدر ملفا التجارة والطاقة نقاشات الجوانب الاقتصادية، سواء على طاولة المتحاورين أو في الكواليس بعيداً من عدسات وسائل الإعلام.
غير أن العناوين السياسية الساخنة بدت، من التغطيات الإعلامية على الأقل، أنها الأكثر تداولاً، ولا سيما التوتر الروسي الأوكراني وانعكاسه الأولي في إلغاء لقاء كان مرتقباً على المستوى الثنائي بين الرئيسين الأميركي ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وكذلك سعي ولي العهد السعودي للتنصّل من مسؤوليته في جريمة اغتيال الصحافي والكاتب جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية.