الحرائق والليرة تؤرّق مزارعي سورية

20 مايو 2020
ظروف قاسية يكابدها المزارعون السوريون (فرانس برس)
+ الخط -
يعاني الفلاحون في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من الحرائق التي تلتهم المحاصيل بفعل مجهولين، كما يعانون من تقلب سعر صرف الليرة السورية والانخفاض الحاد في قيمتها خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي فاقم من خسائرهم.

وبشكل عام تعيش المنطقة حالة اقتصادية سيئة بسبب تدهور قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية والذهب، إذ تجاوزت خلال اليومين ألفي ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد.

مصدر محلي قال لـ"العربي الجديد" إن عشرات الدونمات المزروعة بالقمح والشعير احترقت اليوم الأربعاء في قرى المفرق وصديق والميليبة ومجرجع وبرزان وسيد علي في ريف الحسكة، متسببة بخسائر اقتصادية للمزارعين في المنطقة.

وبحسب المصدر فقد شهدت المنطقة خلال الأسبوع الماضي احتراق أكثر من ألفي دونم من القمح والشعير، بالإضافة إلى آلاف الدونمات في ريفي الرقة والحسكة، في حين ما تزال أسباب تلك الحرائق مجهولة.

وفي ظل غياب التعويض من السلطات المحلية متمثلة بـ"الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" والمجالس المدنية التابعة لها والبلديات، يعاني المزارعون الذين أمضوا طوال الشتاء بالعناية بمحاصيلهم وصرف ما يملكون من مدخرات في عملية الزراعة.

وتحدث "أبو شادي" أحد المزارعين في المنطقة عن خسارته للموسم بسبب الحرائق في قرية المفرق، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أنه ينتظر فيما إذا كان المكتب التنفيذي التابع للإدارة الذاتية سيمنح تعويضات للمتضررين من الحرائق كما حدث العام الماضي. وفي حال لم تقم الإدارة بتعويض المتضررين فإن خسائرهم ستكون كبيرة وفق قوله.

وفي هذا الشأن قال مصدر مقرب من "المكتب التنفيذي" التابع لـ"قسد" إن الأخير وبسبب الضائقة الاقتصادية في المنطقة سمح للتجار بشراء الشعير من الفلاحين بشكل مباشر، بعد أن كان شراؤه حكرا على الإدارة، فيما بقي شراء القمح حكرا على الجهات التابعة لـ"قسد"، مؤكدا أنها حددت شرط الشراء بألا يقل سعر الكيلو الواحد عن 150 ليرة سورية، وهو سعر متدن أيضا، وفق المزارع "أبو شادي".

كذلك حددت الإدارة سعر شراء القمح من الفلاحين للجهات التابعة لها بـ225 ليرة سورية، وذلك بزيادة قدرها 65 ليرة على سعر الكيلو عن الموسم الماضي، مع إبقاء بيعه ممنوعا للتجار في السوق.

ووفق المصادر فإنه وخلال الأيام الثلاثة الماضية حدث انخفاض كبير في سعر الليرة السورية وهذا يعني خسائر كبيرة للمزارعين في حال البيع بهذا السعر، ونتيجة الاعتراض من الفلاحين قررت "الإدارة الذاتية" أن تعيد الاجتماع مع الفعاليات المحلية بهدف إصدار سعر جديد للكيلو الواحد من القمح.

وذكر المصدر أن مدينة القامشلي شهدت اليوم إضرابا من قبل أفران صناعة الخبز الخاصة، وذلك من أجل الضغط على الإدارة الذاتية في ظل غلاء الأسعار وهبوط قيمة الليرة السورية.

وفي حال استمرّ الإضراب فذلك يهدد الأمن الغذائي للسكان الذين يعتمدون على الخبز بشكل رئيسي في المعيشة، كما أن ارتفاع سعره سيؤثر سلبا أيضا على المواطنين في ظل الضائقة الاقتصادية واستمرار تدهور قيمة الليرة السورية.

وأكد المصدر أن الإدارة وعدت أصحاب الأفران بإصدار تسعيرات جديدة للخبز والطحين والقمح تتناسب مع الواقع الجديد لليرة السورية والذي يأخذ في الانحدار يوما بعد يوم.

وفي السادس من الشهر الجاري كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن تصدير "قسد" ثلاثين شاحنة محملة بالقمح إلى مناطق سيطرة النظام السوري، حيث حملت كل شاحنة قرابة خمسين طنا من القمح.

وتشير المصادر أيضا إلى أن تلك الشاحنات التي حملت القمح تتبع لشركات حسام القاطرجي، مشيرة إلى أن رجل الأعمال المنحدر من حلب هو وكيل جميع أنواع التجارة التي تتم بين الطرفين.
المساهمون