الصين مستعدة لـ"أي ثمن" في الحرب التجارية مع أميركا

06 ابريل 2018
الجانب الصيني سيذهب حتى النهاية بأي ثمن (Getty)
+ الخط -
حضّت الصين، الجمعة، الاتحاد الأوروبي على "اتخاذ موقف مشترك" ضد الحمائية الأميركية، في وقت يتصاعد فيه الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين، ما يهدد أيضاً بإرباك أوروبا. في وقت أكد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض أن هناك محادثات صينية أميركية جارية بشأن التجارة. 

وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة والصين تجريان محادثات بشأن التجارة، لكنه لم يحدد مستوى المفاوضات.

وأبلغ كودلو شبكة "فوكس بيزنس" أن "هناك محادثات جارية. لا أريد أن أذكر أسماء... لكن هناك محادثات جارية، وستكون ذهاباً وإياباً بين الولايات المتحدة وبكين".

وسبق لرئيس بعثة الصين لدى الاتحاد الأوروبي زهانغ مينغ أن قال في بيان أرسل إلى وكالة "فرانس برس" إن "على الصين والاتحاد الأوروبي اتخاذ موقف واضح ضد الحمائية، والحفاظ معاً على النظام التجاري متعدد الأطراف المبني على القواعد، والحفاظ على سير الاقتصاد العالمي في مسار سليم ومستدام".

وتابع أن "هذه مسؤولية مشتركة للصين والاتحاد الأوروبي. يجب أن نعمل معاً (لضمان) حدوث ذلك".

وأضاف أن هذه "التصرفات الحمائية بذريعة (حماية) الأمن القومي (الأميركي) ستقوض مصداقية النظام التجاري متعدد الأطراف المرتكز على منظمة التجارة العالمية، والنظام التجاري العالمي المبني على قواعد" محددة.

وأعلنت الصين، اليوم، أنها مستعدة لدفع "أي ثمن" في حرب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنه يدرس فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية. 

ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء عن الناطق باسم وزارة التجارة القول إن بكين ستحارب "بأي ثمن" وستتخذ "إجراءات مضادة شاملة" إذا واصلت الولايات المتحدة ممارساتها الحمائية والأحادية. 

وأضاف "بالنسبة إلى التجارة الصينية الأميركية، فإن الصين اتخذت موقفاً واضحاً جداً. لا نريد حرباً تجارية، لكننا لسنا خائفين من مثل هذه الحرب". 

من جهة أخرى، قالت وزارة التجارة الصينية في بيان على موقعها الإلكتروني إنه "إذا تجاهل الجانب الأميركي معارضة الصين والمجتمع الدولي، وأصر على تطبيق الأحادية والحمائية التجارية، فإن الجانب الصيني سيذهب حتى النهاية بأي ثمن". 

وكان الرئيس الأميركي قد هدد بفرض رسوم جمركية إضافية على سلع مستوردة من بكين بقيمة 100 مليار دولار، في آخر حلقة من الخلاف التجاري المتصاعد.

وقال ترامب إنه سيفرض رسوماً كبيرة على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم، وهو ما يمكن أن يشمل الصين.

وأكد ترامب أنه ما زال منفتحاً على إجراء محادثات من أجل التوصل إلى "تجارة حرة ونزيهة وتبادلية".

وفي وقت سابق، قدّمت بكين شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد خطة واشنطن فرض رسوم جمركية على سلع بقيمة خمسين مليار دولار تستوردها الولايات المتحدة من الصين.

وبحسب النص الذي نشرته منظمة التجارة العالمية، طلب وفد الصين إجراء "مشاورات" مع واشنطن "في ما يتعلق بالرسوم المقترحة وإجراءات ستطبّقها الولايات المتحدة على بضائع معينة في مختلف القطاعات، ومنها الآلات والإلكترونيات... إلخ المصنّعة في الصين".

و"طلب إجراء مشاورات" هو الخطوة الأولى على طريق رفع شكوى قضائية شاملة لدى هيئة البت في النزاعات في المنظمة. وإذا رفضت الولايات المتحدة الطلب الصيني، يرجح عندها أن تعمد بكين إلى التقدم به للمرة الثانية، وهي خطوة كفيلة بتحويل الملف تلقائياً إلى قضية تحكيم، لتبدأ بذلك أمام المحكمة الداخلية لمنظمة التجارة العالمية معركة قضائية طويلة بين أكبر اقتصادين في العالم.

ونشرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، قائمة بسلع بقيمة 50 مليار دولار من الواردات الصينية التي تواجه فرض رسوم جمركية أميركية.

وفي خطاب له الخميس، قال ترامب "بدلاً من معالجة سلوكها السيّئ، اختارت الصين الإضرار بمزارعينا وصناعيّينا"، لافتاً إلى أنه "في ضوء رد الصين غير العادل" وجه تعليمات إلى مسؤولي التجارة "للنظر في ما إذا كانت الرسوم الإضافية على ما قيمته 100 مليار دولار ستكون مناسبة".

وكانت بكين قد أعلنت الأربعاء عزمها فرض رسوم جمركية تبلغ نسبتها 25% على فول الصويا والطائرات والسيارات وسلع أخرى من الولايات المتحدة تبلغ قيمتها الإجمالية 50 مليار دولار. 

وأقدمت الصين على هذه الخطوة بعدما أعلنت إدارة ترامب عن قائمة تضم 1300 منتج تستوردها الولايات المتحدة سنوياً من الصين، بما قيمته 50 مليار دولار، تعتزم فرض رسوم جمركية عليها. 

وأعلنت الولايات المتحدة في مارس/ آذار الماضي فرض رسوم بنسبة 25% على الواردات الأميركية من الصلب و10% على واردات الألومنيوم، وحذرت الصين من جهتها من أنها لن تتوانى عن فرض رسوم جمركية على هذه الصادرات الأميركية، رداً على الرسوم الباهظة التي فرضتها إدارة ترامب على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والألومنيوم. 

وبثت هذه التصريحات الخوف في الأسواق، على الرغم من أنها هدأت أمس بعد تصريحات مستشار ترامب، لاري كودلو، بأن الإدارة تجري "مفاوضات" مع الصين وأنها لا تخوض حرباً تجارية، ما خفف من التوترات في الأسواق العالمية ودفع بالأسهم العالمية إلى الصعود. 

(العربي الجديد، قنا، رويترز، فرانس برس)

المساهمون