ويقول الخبير في الشؤون الاقتصادية، عبد النبي عبد المطلب لـ"العربي الجديد": "لا أعتقد أن هذا الإجراء له أي علاقة بالاقتصاد، ولن يساهم في جذب أي نوع من الاستثمار، رغم ما يظهر من أنه محفز للاستثمار، فالقانون الحالي به الكثير من المحفزات للمستثمرين، ومنها حق الإقامة، واستقدام العمالة، ولذلك إن منح الجنسية للمستثمر وأولاده لن يمثل حافزاً إضافياً".
وأشار إلى أنه شخصياً لا يعرف الهدف من وراء هذه الخطوة، متوقعاً فشل الطرح، إذ "لن يكون هناك إقبال على الحصول على الجنسية المصرية من قبل المستثمرين، من منطلق أن المناخ ليس جاذباً، إذ إنه يحتاج إلى تمويل بأسعار فائدة منخفضة، وإلى شعب يمتلك المال للاستهلاك".
ويرى خبير مصرفي سابق ورجل أعمال حالياً، في تعليق مقتضب، لـ"العربي الجديد"، أن هذه ليست خطوة اقتصادية، ولن تغري المستثمرين، فهي مجرد لعبة خبيثة ستسمح للصهاينة بالحصول على الجنسية المصرية، آملين الوصول في يوم من الأيام رسمياً إلى كراسي الحكم والجيش.
ويؤيد رئيس قسم الدراسات الاقتصادية في أكاديمية العلاقات الدولية، أحمد ذكر الله، في تصريحات لـ"العربي الجديد" وجهة النظر التي ترى أن مشروع القرار، قد يكون له أهداف خبيثة غير اقتصادية.
ويدلل على ذلك بالقول إن "ما سُرِّب من مشروع القانون، لا توجد فيه أي ضمانات تمنع منح الجنسية لبعض الجنسيات التي لها عداء تاريخي مع مصر والعرب، كذلك فإنه تم تغيير عدد من القوانين التي كانت تحصن منطقة سيناء، وتم السماح للكيانات الخاصة بالتملك والاستثمار في سيناء، بالإضافة إلى أن المناخ الحالي في مصر غير جاذب للاستثمار".
ويخلص ذكر الله إلى أن "مشروع القرار هو بمثابة نافذة خلفية للكيان الصهيوني للحصول على الجنسية المصرية، التي تعطيه الحق في الاستثمار في مشروعات قومية تضرّ بالأمن القومي المصري مستقبلاً".
وكان مجلس الوزراء المصري قد وافق أمس الثلاثاء على مشروع قانون يسمح للأجانب بالحصول على الجنسية المصرية، في خطوة ظاهرها دعم خطط الاستثمار في مصر.
وحدد مشروع القانون 4 حالات يُسمح فيها بمنح الجنسية: الأولى، حال شراء عقار بـ500 ألف دولار، والثانية، إنشاء مشروع أو مشاركة استثمارية بـ400 ألف دولار، والثالثة، إيداع مبلغ مليون دولار لمدة 3 سنوات، أو 750 ألف دولار لمدة 3 سنوات، على أن يسترد بالعملة المصرية، ودون أي فوائد، والرابعة، تحويل بنكي بـ250 ألف دولار، لا تسترد، كإيرادات للخزانة العامة للدولة.