"مرصد الكهرباء" يحذر من صيف مظلم في مصر

08 مايو 2015
انقطاع الكهرباء أكبر مشكلة تواجه مصر (أرشيف/Getty)
+ الخط -

قال التقرير الـشهري لمرصد الكهرباء، التابع لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك في مصر، إن نسبة استهلاك الكهرباء، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، ارتفعت بشكل كبير قياساً بالشهر نفسه من العام الماضي، محذراً من صيف مظلم.

وأكد التقرير أن محطات الكهرباء عجزت عن توفير الحد الأدنى، أو ما يسمى بنقطة التعادل بين الاستهلاك والإنتاج، مما أدى إلى انقطاع التيار في عدد كبير من المحافظات خلال الشهر الماضي.

ووصل انقطاع التيار الكهربائي إلى أكثر من ثلاث ساعات يوميا في بعض المناطق، بحسب التقرير، الذي نبه إلى أن مدة انقطاع الكهرباء بلغت 5 ساعات في محافظات الصعيد.

وتوقع التقرير أن ترتفع حدة انقطاع الكهرباء خلال شهر مايو/أيار الجاري، أي حتى قبل حلول فصل الصيف، الذي يرتفع فيه استهلاك الكهرباء بشكل قوي بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك في المنازل لتشغيل المكيفات والأجهزة الكهربائية.

وحذر التقرير مـن صيف مظلم هـذا الـعـام نتيجة عـدم تصحيح الأخطاء في صيانة أعطاب أبراج الكهرباء، مشيراً إلى أن 40% من المحولات الكهربائية تخطت العمر الافتراضي، واصفاً الجهود المبذولة في هذا المجال بـ"عملية ترقيع".

ونقل التقرير عن خبراء توقعات بحدوث المزيد من المشاكل عاماً بعد عام في ظل غياب صيانة فعلية لجميع محطات الكهرباء المنتشرة في مختلف المحافظات.

وأشار التقرير، الذي أعده خبراء ومهندسو كهرباء، إلى أن تدهور حالة انقطاع الكهرباء، وتدني المستوى التنظيمي والإداري والفني، وسوء الوضع في معظم محطات التوليد على مستوى الجمهورية ينبئ بحدوث أزمات كبيرة لقطاع الكهرباء، مما سيؤثر على حالة التنمية وإقامة المشروعات، لأن 90% من الشركات تعتمد على الكهرباء.

ولفت إلى أن توقف الشركات يعني تشريد العمالة وتوقف الإنتاج وعدم حصول مصر على العملة الصعبة من التصدير إلى الخارج، وارتفاع الأسعار في السوق المحلية.

وخلص التقرير إلى أن كل المؤشرات تفيد بحدوث خسائر يومية بالقطاع وتدمير المحطات، مؤكدا أن الخسائر تقدر بملايين الجنيهات، إن لم تصل للمليارات على المدى الطويل.

وأضاف التقرير أن كثرة عمليات انقطاع التيار أعطى رسائل سلبية للمستثمرين الأجانب.

وقدر خسائر مصانع الحديد والصلب جراء انقطاع الكهرباء بنحو 800 ألف جنيه يوميًا، ومصانع الألمونيوم بحوالى 650 ألف جنيه يوميًا، بينما وصلت خسائر الشركات السياحية إلى 20 مليون جنيه خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين بسبب انقطاع الكهرباء في المدن السياحية والفنادق واستخدام المولدات والاضطرار لشراء السولار لتشغيلها.

وتقدمت أربع شركات بترول هي "عجرود" و"بتروجاس" و"بتروتريد" و"أنابيب البترول"، مؤخراً، بشكوى عاجلة إلى وزير البترول المصري أكدت فيها أنها تكبدت خسائر فادحة جراء انقطاع التيار الكهربائي.

ورأى التقرير أن انقطاع التيار الكهربائي أكبر مشكلة تواجه مصر حالياً، معتبراً "استمرارها كارثة".

وطالب التقرير بـ"حلول جذرية" لهذه المشكلة للحيلولة دون تفاقمها خلال السنوات المقبلة.

وأفاد التقرير كذلك بأن نحو 4 ملايين وحدة سكنية تقوم بسرقة التيار الكهربائي بشكل يومي، بالإضافة إلى عدد كبير من الباعة المتجوّلين، الذين يقومون بسرقة التيار علناً أمام أعين السلطات دون أن تحرك ساكناً.

المساهمون