ارتفاع الصادرات التركية إلى روسيا رغم العقوبات

21 ديسمبر 2015
تركيا تدعم المزارعين المتضررين من القرارات الروسية (فرانس برس)
+ الخط -



فلتت الصادرات التركية من كماشة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها موسكو على أنقرة بعد إسقاط تركيا طائرة روسية اخترقت أجواءها في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
 
وأظهرت بيانات حديثة لوزارة التجارة التركية، أن قرار موسكو بمنع دخول بعض المنتجات الزراعية التركية لم يؤثر على حركة التجارة بين البلدين، بل على العكس.

وقال وزير التجارة والجمارك التركي توفيق توفينكجي، في تصريحات صحافية: "صادرات تركيا إلى روسيا بعد حادثة إسقاط الطائرة سجلت زيادة، على الرغم من العقوبات التي فرضتها روسيا، ومنعها للمنتجات التركية من الدخول".

وأضاف توفينكجي بحسب ما أورد موقع "ترك برس"، أن الصادرات التركية إلى روسيا من مطلع ديسمبر/كانون الأول وحتى منتصف الشهر ذاته، لم تسجل انخفاضاً، قائلاً: "على عكس المتوقع، وجدنا ميلاً نحو الزيادة (الصادرات). أؤمن أن الحظر الذي فرضته روسيا على المنتجات التركية سيزول نهائياً".

وألغت روسيا، بحسب ما أفادت بيانات الوزارة التركية، نحو 203 إجراء تجارياً بقيمة 5.5 ملايين ليرة تركية (1.9 مليون دولار)، ذاك رقم غير كفيل بزعزعة الاقتصاد التركي، وفق تعبير وزير التجارة.

وفي السياق ذاته، بدأت تركيا بدعم المزارعين الأتراك الذين قد يتأذون من إعاقة تصدير منتجاتهم، إلى أن تجد الصادرات التركية بدائل عن السوق الروسية.

وأكد رئيس اتحاد الغرف الزراعية في تركيا شمسي بيرقدار، أن الحكومة الجديدة أقرت منح المزارعين الذين يستخدمون البيوت البلاستيكية في إنتاج محاصيلهم، قروضاً بدون فائدة من أجل تطوير وتحديث هذه البيوت، كما سيتم تخفيض سعر الطاقة الكهربائية التي يستخدمها المزارعون بحدود 12.5%، بحسب تصريحات لصحيفة "بوغون" التركية الأسبوع الماضي.
 
ويرى المحلل الاقتصادي التركي جيواد غوك، أن أثر العقوبات الروسية على السلع التركية، انعكس على الجانب الروسي، حيث ارتفعت أسعار الخضار والفواكه، فيما لم يؤثر الإجراء كثيراً على تركيا التي يمكن أن تؤمن بدائل لتصدير منتجاتها سواء لدول آسيا الوسطى أو الدول العربية.

وقال غوك لـ "العربي الجديد": "حتى الآن لم تصعد تركيا من إجراءاتها ولم تتخذ مبدأ المعاملة بالمثل"، مضيفاً أن تركيا تعول على عودة العلاقات مع ثاني أكبر شريك تجاري لأنقرة بحجم تبادل تجاري يزيد عن 40 مليار دولار، حصة تركيا منه لا تتجاوز 6 مليارات دولار.

ويرى أن السلع والمنتجات التركية أرخص من غيرها ويمكن أن تصدر إلى كثير من دول الجوار ومنطقة الخليج العربي، بينما لن تجد روسيا بدائل للمنتجات التركية بسهولة، نظراً لجودتها وقلة أسعارها.

وحول أثر توقف الصادرات التركية لروسيا قال رئيس قسم الاقتصاد في معهد الطاقة والتمويل الروسي، مارسيل ساليخوف، لوكالة "الأناضول" التركية، إن من المنتظر أن ترتفع أسعار الخضروات والفواكه في روسيا بسبب العقوبات التي فرضت على المنتجات المستوردة من تركيا، لافتاً إلى أن الطماطم والخيار والتفاح والفواكه والخضروات المماثلة لها المدرجة في قائمة العقوبات، تعد أكثر المنتجات أهمية.

وأضاف الخبير الروسي: "كانت القيمة الإجمالية للمنتجات المدرجة حالياً ضمن العقوبات، 656 مليون دولار أميركي في عام 2014، هذا الرقم لا يعد كبيراً للغاية مقارنة بالنفقات الاستهلاكية الروسية الإجمالية".

وتراجعت روسيا أخيراً عن قرارها منع دخول قطع غيار السيارات التركية إلى بلادها، وذلك بعد أن شارفت مصانع السيارات الروسية على التوقف عن العمل، حيث سمحت السلطات الروسية بإدخال قطع غيار السيارات التركية إلى الأراضي الروسية بعد أن كانت محتجزة على المعابر الحدودية.

 


اقرأ أيضاً:
داود أوغلو: العقوبات الاقتصادية لن تتمكن من تركيع تركيا
توقعات بمواصلة نمو الاقتصاد التركي رغم العقوبات الروسية

دلالات
المساهمون