شح الوقود يشعل أجور النقل في اليمن

23 ابريل 2015
عودة طوابير الوقود في اليمن (خاص/العربي الجديد)
+ الخط -

يعاني اليمن أزمة خانقة في المشتقات النفطية تعد الأكبر في تاريخ البلاد، حيث انعدمت مادتا "البنزين" و"الديزل" من محطات الوقود الرسمية، وتباعان في السوق السوداء بارتفاع وصل إلى أكثر من 500%، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل إلى مستويات قياسية، عجز معها سكان محليون عن التنقل بين المحافظات.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن محطات البنزين الرسمية في مدن وسط وجنوب اليمن أغلقت، بينما يتوفر البنزين في السوق السوداء فقط، حيث يباع الـ20 لترا من البنزين بسعر 20 ألف ريال (97 دولاراً)، بينما سعرها الرسمي 3 آلاف ريال (15 دولاراً).

ومع اختفاء البنزين من محطات الوقود التي شهدت طوابير على مدار الأسبوعين الماضيين، امتدت في بعض المناطق إلى مسافة 3 كيلومترات، انتقل مشهد الطوابير الطويلة إلى محطات تعبئة السيارات بالغاز المنزلي، حيث أدت أزمة الوقود الحالية إلى لجوء الكثيرين إلى تغيير محركات سياراتهم من العمل بالبنزين إلى غاز الطهي.

كما تسببت الأزمة في توقف شبه تام لحركة النقل داخل المدن وبين المحافظات، وارتفاع أجور النقل إلى مستويات قياسية وصلت إلى أكثر من 300%.

اقرأ أيضاً:
الحوثيون يعطّلون النقل البري باليمن

وقال مصدر في هيئة النقل البري لـ"العربي الجديد" إن أزمة الوقود بالإضافة إلى الحرب على مدار الشهر الأخير، أدت إلى توقف حركة النقل داخل المدن وبين المحافظات بنسبة تصل إلى 90%.

وأعلنت المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عربياً، مساء الثلاثاء، إيقاف ضربات "عاصفة الحزم" ضد جماعة الحوثي المسلحة، التي استولت على السلطة بالقوة وشنت حربا ضد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وقال محمد فيصل، موظف ويسكن مدينة تعز جنوب العاصمة صنعاء، لـ"العربي الجديد"، "عقب اندلاع مواجهات في المدينة منتصف الأسبوع الماضي، فكرت في النزوح مع زوجتي وطفليّ إلى أقاربي في صنعاء، لكن ارتفاع أجور النقل أعاق انتقالي من المدينة".

وأضاف فيصل أن "الأزمات موجودة أيضاً في صنعاء، لكن ضربات عاصفة الحزم كانت تستهدف مواقع عسكرية، عكس حرب الشوارع التي حاصرت سكان المنازل في تعز وفاقمت أزمات السكان المعيشية".

وأشار إلى أن كلفة سيارة الأجرة التي كان يستقلها من تعز إلى صنعاء في السابق تبلغ نحو 20 ألف ريال (100 دولار)، لكنها قفزت إلى 80 ألف ريال (400 دولار) في الأيام الأخيرة.

كما ارتفعت أجور سيارات الـ"بيجو"، التي تستخدم للنقل بين المحافظات وتتسع لـ9 ركاب من 2500 ريال للراكب الواحد (12 دولارا) إلى 15 ألف ريال (75 دولارا).

ويبرر سائقو سيارات ارتفاع الأجور، بأزمة الوقود، وأنهم يقومون بشراء البنزين من السوق السوداء بثلاثة أضعاف السعر الرسمي.

وأكد مواطنون من سكان صنعاء لـ"العربي الجديد"، أن أزمة الوقود ألقت بظلالها على تعرفة سيارات الأجرة "التاكسي" وهي وسيلة رئيسية للنقل داخل العاصمة مترامية الأطراف.

وقال المواطن، وليد الحرازي، لـ"العربي الجديد"، إن تعرفة الانتقال اليومي من منزله إلى عمله، الذي يبعد حوالى 3 كيلومترات، ارتفع من 500 ريال (2.3 دولار) إلى ألف ريال (4.65 دولارات) بنسبة ارتفاع تصل إلى 100%.

وأصبحت حركة النقل في شوارع العاصمة اليمنية خفيفة وشبه متوقفة، ويقف الناس وقتا طويلا في الشوارع بانتظار مرور إحدى حافلات النقل الداخلي، والتي لم تتغير تعرفتها وتبلغ 50 ريالاً للفرد.

وأدت الحرب إلى أزمات متفاقمة ونزوح مئات الآلاف من اليمنيين داخليا، وقدرت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة عدد النازحين بنحو 200 ألف خلال أقل من شهر، بينما تشير أرقام محلية إلى تجاوز النازحين 500 ألف شخص.


اقرأ أيضاً:
اليمن: قبائل مأرب تُحمل الحكومة مسؤولية أزمة الوقود

المساهمون