ارتباكات أسواق الصرف ترفع الدولاروالفرنك السويسري

27 يناير 2017
الوسطاء عادوا للمضاربة على الدولار(Getty)
+ الخط -
تواصل أزمة الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك تفاعلاتها في سوق الصرف العالمي، وترسل مزيدا من الإشارات حول مفهوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاتفاقيات التجارية بين الدول، وهو مفهوم غريب، لايفوق فيه الإنذار مدة شهر واحد ثم يوقف التعامل التجاري.
وفي هذا الصدد، قال ترامب في اجتماعه مع أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري في مدينة فلادلفيا "سوف أتفق مع كل دولة على حدة، وفي حال لم تعاملنا الدولة التي تم الاتفاق معها بشكل عادل، فإنني سأرسل لها إنذارا لمدة شهر وبعده سأوقف تجارتها.
من هذا المنطلق تتزايد المخاوف من حدوث "فوضى تجارية" عارمة و"ربكة في سوق الصرف العالمي"، في عهد ترامب الذي لا يعطي أي اعتبار لقوانين منظمة التجارة العالمية. ويذكر أن تعامله يوم الخميس مع الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو، برفض استقباله، أدى إلى شبه انهيار في سعر صرف البيزو المكسيكي.
ولقد ارتفع الدولار 0.5 بالمئة أخرى مقابل سلة من العملات يوم الجمعة بعدما أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنه سيمضي قدما في فرض ضريبة نسبتها 20 في المئة على السلع القادمة من المكسيك لدفع تكلفة بناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة وجارتها الجنوبية.
وأعادت تصريحات ترامب التجارية المتشددة القوة للدولار، حيث تتخوف الدول من فقدان تجارتها مع أميركا، خاصة الدول التي لا تملك صادرات معتبرة من النفط أوالغاز الطبيعي يجلبان لها دولارات من أسواق العالم الأخرى.
وتعتمد معظم الدول غير النفطية على تجارتها مع أميركا،في الحصول على تدفق الدولارات، إذ إنها السوق الوحيدة التي تسدد بالدولار. أما مبيعات النفط والغاز فإنها تجلب الدولارات من أي سوق في العالم. ببساطة لأن النفط والغاز الطبيعي يباعان بالدولار.
وعاد الدولار على مدى يومين إلى الارتفاع، في الوقت الذي عادت فيه الأسواق للتركيز على سياسات ترامب الداعمة للتجارة الداخلية وفي ظل توقعات بأن العملة الأميركية ستستفيد من زيادة الرسوم الجمركية على الحدود، مما دفع الدولار للارتفاع من أدنى مستوياته في سبعة أسابيع الذي سجله يوم الأربعاء، لكن دون أن يحقق تغيراً يذكر على مدى الأسبوع.
وحسب رويترز، صعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية 0.3% إلى 100.66 في التعاملات الأوروبية المبكرة ارتفاعاً من أدني مستوياته في ثلاثة أسابيع البالغ 99.793 الذي سجله يوم الخميس. واستقر الدولار عند مستوى 1.0678 يورو، فيما ارتفع 0.5% أمام العملة اليابانية إلى 115.14 ين.
وفي منطقة اليورو، واصل الفرنك السويسري استفادته من تشدد ترامب تجاه المكسيك ودول الاتحاد الأوروبي، حيث لجأ المستثمرون للعملة السويسرية على أساس أنها "ملاذ آمن" في وجه المستقبل غير المبشر الذي تواجهه دول الاتحاد الأوروبي في عهد الرئيس ترامب وصعود التيار الشعبوي. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد عبر الجمعة في لقائه مع المستشارة انغيلا ميركل في برلين عن قلقه من سياسات ترامب التجارية.
ويركز ترامب انتقاداته للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ويسعى لتفكيك الاتحاد الأوروبي عبر تعامله مع زعماء الأحزاب اليمينية المتطرفة. وفي هذا الصدد توقع تيد مالوك، المرشح لمنصب السفير الأميركي بالاتحاد الأوروبي "إمكانية انهيار" العملة الأوروبية الموحدة لمنطقة اليورو خلال 18 شهراً.
وفي مقابلة مع شبكة "بي بي سي" الإعلامية، قال البروفيسور مالوك: "إن بريطانيا قد توافق على اتفاق تجارة حرة مع أميركا يحقق فوائد مشتركة خلال أقل من 90 يوماً، وإذا ما أتمت بريطانيا خروجاً نظيفاً من الاتحاد الأوروبي فإن هذا أفضل للولايات المتحدة". وأضاف: "عندما تكون بريطانيا خارج السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، يمكنها تخطي البيروقراطيين الأوروبيين في بروكسل وإبرام اتفاق تجارة حرة".
وحذر مالوك الاتحاد الأوروبي من إعاقة المفاوضات بين بريطانيا والولايات المتحدة، وأوضح أنه سيكون أشبه "بالزوج الذي يحاول منع زوجته من تركه". وقال مالوك: "أذكر الجميع أن أكبر صفقات اندماج واستحواذ في التاريخ ستتم في خلال 90 يوماً". 


المساهمون