كشفت أرقام رسمية في قطر، اليوم الخميس، عن مضاعفة المصانع القطرية انتاجها في العام الأول للحصار، وقال وزير الطاقة والصناعة القطري، محمد بن صالح السادة، اليوم إنه خلال السنة الأولى من الحصار ضاعف الصناعيون انتاجهم 100%، وبعضهم تضاعف إنتاجه 400%، وبدأ آخرون بخطوط انتاج جديدة، مؤكدا أن رحلة التنوع الاقتصادي قد بدأت وتستكمل بدعم من الدولة، فالقطاع الاقتصادي الخاص يعمل مع الحكومة يدا بيد".
وتشير تقارير وزارة الصناعة إلى إنشاء 6 مناطق صناعية، بهدف تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الحوافز التي تستهدف النهوض بها، وكذلك تأسيس شركة مناطق لاحتضان الصناعات الناشئة، ولأول مرة تم السماح بأن يتجاوز رأس المال الأجنبي نسبة 49% في قطاع الصناعة التحويلية.
وكان رئيس الوزراء القطري، وزير الداخلية، الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، قد كرّم اليوم الخميس 45 من أصحاب المصانع والشركات القطريين، الذين ضاعفوا إنتاجهم من السلع الحيوية، خلال فترة الحصار، وساهموا في سد احتياجات السوق المحلي، وأضافوا منتجات جديدة.
وخلال الحفل الذي أقيم اليوم في أحد فنادق الدوحة الكبرى، دشن رئيس الوزراء قاعدة البيانات الصناعية، وهي عبارة عن بوابة تفاعلية ذات أهمية استراتيجية في التخطيط الصناعي، تهدف لتمكين صناع القرار والمستثمرين من اتخاذ القرارات المناسبة لمشروعاتهم المختلفة.
وقال وزير الطاقة والصناعة القطري، في تصريحات صحافية على هامش حفل التكريم، "إن الاحتفال يجسد مقولة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني" رب ضارة نافعة،
وتحولت توقعات الاقتصاد القطري إلى إيجابية خلال العام الجاري، متجاوزاً آثار الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين في يونيو/ حزيران 2017، وفقا لتقرير أصدره مؤخرا مصرف قطر المركزي.
وأوضح التقرير أن الاقتصاد القطري حافظ على زخم نموه وسجّل معدلاً متوسطاً بنسبة 1.8% في النصف الثاني 2017، فيما ساعدت استراتيجية التنويع الاقتصادي المتبعة بالسنوات الأخيرة في التعامل مع اختلال سلسلة الإمداد في فترة ما بعد الحصار.
وحققت الصادرات غير النفطية لقطر نمواً خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 15.1%، وبلغت نحو 5.64 مليارات ريال، مقابل 4.9 مليارات ريال في الفترة المماثلة من العام 2017.
من جانبه أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، تفوق المنتجات المحلية، وقال في تصريحات سابقة إن الصناعة الوطنية طرأ عليها تطور كبير، إذ أزدهرت الصناعة القطرية خلال الحصار الجائر، واستطاعت أن تثبت جدارتها وتقدمها وتصدرها أولويات المشترين داخل قطر.
واشار إلى زيادة عدد المصانع خلال عام من الحصار بنسبة 78%، وبلغ عدد المنشآت الصناعية 713 منشأة، وارتفع حجم الاستثمارات الصناعية إلى أكثر من 70 مليار دولار، وذلك بعد أن كان يقدر بنحو 11 مليار دولار فقط قبل 10 سنوات، أي ما يقرب من 7 أضعاف.
وتوقع رئيس غرفة قطر أن يصل عدد المنشآت الصناعية إلى 1000 منشأة صناعية خلال الـ 3 أعوام المقبلة، وتعمل المصانع في 12 مجالا، وتساهم الصناعة التحويلية في الناتج المحلي بما يقرب من 10%، ويجري تصدير المنتجات القطرية إلى أكثر من 100 دولة، ومن أهم المجالات التي تعمل بها الصناعات القطرية المواد الغذائية والأسمنت والأدوية والمنتجات النفطية والإلكترونية والكيميائية وتدوير الورق والإطارات، ومنتجات الحديد والألومنيوم واليوريا إضافة للمنتجات الورقية.