كورونا ينعش الطلب العالمي على الدراجات الهوائية... طفرة إنتاجية في تايوان

15 يونيو 2020
مصانع الدراجات لديها طلبيات حتى نهاية العام (فرانس برس)
+ الخط -
في تايوان، يجهد صانعو الدراجات الهوائية لتلبية الطلب المتزايد على وسيلة النقل هذه في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، مع الخوف من استقلال الحافلة أو قطارات الأنفاق المكتظة، أو الحاجة إلى تنشّق الهواء بعد أسابيع من الحجر.

أغرق وباء كوفيد-19 دول العالم في ركود غير مسبوق، إلا أن الوضع نفسه لا ينطبق على كل القطاعات. فصناعة الدراجات الهوائية تشهد فورة، وهذا جلي لدى الماركات التايوانية خصوصا، وأن هذه الجزيرة من المناطق التي نجحت في احتواء الأزمة الصحية سريعاً.

فشركة "جاينت" الأولى عالمياً في صناعة الدراجات الهوائية، لم تتوقف عن العمل في الأشهر الأخيرة، على ما تفيد مديرتها العامة بوني تو.

وأوضحت بوني، في تصريح لوكالة فرانس برس، في المقر العام الجديد للشركة في تاي شانغ (غرب) "لقد تفاعلنا سريعاً جداً مع ما يحصل، وحشدنا الصفوف في المجموعة برمتها ولا سيما المصانع ووحدات البيع (..) لتلبية الطلب".

ففي أوروبا وأميركا الشمالية، حدث إقبال شديد جدا على متاجر الدراجات الهوائية. وسجلت الجمعية البريطانية لبائعي الدراجات 290 ألف طلبية لم تسلم بعد.

وقال لينكولن روماين، مدير متجر "بريكستون سايكلز" في لندن، الشهر الماضي، لوكالة فرانس برس "لقد مر عليّ كل أنواع الناس من أشخاص يريدون التوجه إلى العمل أو دراجين جدد أو أولئك الذين يخرجون دراجتهم من العلبة مجدداً".

في الولايات المتحدة، ارتفعت مبيعات الدراجات الهوائية المخصصة للرياضة أو تلك العادية للتوجه إلى العمل بنسبة 66% في مارس/آذار، مقارنة مع ما كانت عليه في الشهر نفسه من عام 2019.

أما الدراجات الترفيهية، فزادت مبيعاتها بنسبة 121% والكهربائية بنسبة 85%، بحسب شركة "ان بي دي غروب " لدراسات السوق.

ووفق المديرة العامة لشركة "جاينت" التايوانية، زاد الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا خصوصا على أقل الدراجات سعراً، التي تبدأ عند مستوى ألف دولار أو ما دون ذلك.

وشغلت "جاينت" مصانعها في تايوان، إلا أن الكثير من مشاغلها في الصين اضطرت إلى الإغلاق موقتاً بسبب جائحة كورونا. وتأثرت المجموعة سلبا بصعوبة الحصول على قطع غيار.

في أوروبا، ستعتمد "جاينت" قريبا على مصنع جديد يفتح أبوابه في المجر ويسمح لها بخفض الاعتماد على المواقع الصينية، إضافة إلى تقريب موقع الإنتاج من الزبائن.

شددت جينا شانغ، الأمينة العامة لجمعية الدراجات التايوانية، على أن المصنّعين عانوا في البداية في الربع الأول من إلغاء أو تأجيل طلبيات كثيرة في وقت راح فيه الوباء ينتشر، إلا أن الأمور تحسنت بعد ذلك، موضحة أن "أكبر شركتي تصنيع لديهما طلبيات كاملة حتى نهاية السنة".

وشكلت الجائحة ولادة جديدة لمنتجي الدراجات الهوائية في تايوان. وكانت هذه الجزيرة الأولى حتى التسعينيات، قبل أن تستحوذ الصين على الجزء الأكبر من الإنتاج بسبب اليد العاملة زهيدة الأجر فيها.

إلا أن الأمور تتغير منذ فترة لأسباب عدة، مثل الطلب المتزايد على الدراجات الكهربائية في الدول الأوروبية أو الدراجات الفاخرة. والعام الماضي، استفادت الجزيرة من تأثير الحرب التجارية الصينية ـ الأميركية.

ففي عام 2019، صدّرت تايوان دراجات بقيمة 1.63 مليار دولار (من دون احتساب الكهربائية منها) في مقابل 1.5 مليار في 2018. لكن في الوقت ذاته، صدرت الجزيرة كذلك دراجات كهربائية بقيمة 863 مليون دولار، في مقابل 377 مليونا في 2018. وقد صدرت غالبيتها إلى أوروبا.

وخلال السنة الراهنة، بلغت قيمة صادرات الدراجات الكهربائية بين يناير/كانون الثاني وإبريل/نيسان 301 مليون دولار، بارتفاع نسبته 23% على أساس سنوي.

وأمِلت مديرة "جاينت" أن يستمر الإقبال على الدراجات الهوائية حتى بعد انقضاء الأزمة الصحية. وأوضحت مبتسمة "على الدراجة يمكن التنزه وتنشق الهواء العليل. ولا يمكن الاقتراب كثيراً من الآخرين وإلا حصل حادث. إنها تجسيد للتباعد الاجتماعي الطبيعي".

(فرانس برس)

المساهمون