السعودية تحاول إنقاذ اكتتاب "أرامكو"... وتقترض 7.5 مليارات دولار

09 يناير 2019
الفالح في مؤتمره الصحافي بالرياض اليوم (فرانس برس)
+ الخط -

بعدما أخفقت في تنفيذ طرح الاكتتاب العام لشركة "أرامكو" كركن رئيسي في رؤية ولي العهد محمد بن سلمان، ها هي السعودية تسعى لإنقاذ الموقف بإعلانها عام 2021 موعداً جديداً للطرح، فيما تكشفت معلومات عن أنها تسعى لاقتراض المليارات من الأسواق.

فقد أعلن وزير الطاقة خالد الفالح، اليوم الأربعاء، أن بلاده تخطط لإدراج جزء من أسهم "أرامكو"، أكبر شركة نفط في العالم، بحلول عام 2021.

يأتي ذلك بعدما أعلنت السعودية عام 2016، بلسان ولي العهد محمد بن سلمان، إدراج ما نسبته 5% من "أرامكو" في النصف الثاني من عام 2018، عبر البورصة المحلية وأخرى أو اثنتين أجنبيتين، إلا أن ذلك لم يتم، وأصبح أكثر صعوبة بعد جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في إسطنبول.

ومع ذلك، أضاف الفالح، في مؤتمر صحافي من الرياض، أن بلاده لم تغير خططها في الإدراج، قائلاً "عازمون على الإدارج وخططنا لم تتغير". وذكر أن تحديد قيمة سوقية لـ"أرامكو" غير ممكن، لأسباب عدة أبرزها أن سعر برميل النفط والسوق بشكل عام يدخلان في تحديد قيمة الشركة.

وأعرب الفالح، عن ثقته في الاتفاق الأخير لـ"أوبك+" بشأن خفض الإنتاج، قائلا إنه سيلبي الحاجة لاستعادة التوازن في السوق "ما لم يستجد جديد".

احتياطيات النفط السعودي

وأعلن الفالح زيادة طفيفة في احتياطيات السعودية من النفط الخام بعد إجراء مراجعة مستقلة، ليقدم بذلك مزيدا من التفاصيل حول حجم احتياطيات ظلت محاطة بسرية لعقود.

وكانت احتياطيات المملكة النفطية القابلة للاستخراج بسهولة لفترة طويلة هي الأكبر على مستوى العالم، لكن التفاصيل المعلنة كانت شحيحة. وبدأت المراجعة الخارجية في إطار الاستعدادات للطرح العام الأولي لأرامكو النفطية الحكومية.

وقال الفالح في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن احتياطيات المملكة المؤكدة من النفط والغاز بلغت نحو 268.5 مليار برميل من النفط، و325.1 تريليون قدم مكعبة معيارية من الغاز في نهاية 2017.

ثم أضاف خلال مؤتمر صحافي أن النتائج تشير إلى أن احتياطيات المملكة من النفط والغاز أعلى مما كان معلنا.

على صعيد آخر، أوردت وكالة الأنباء السعودية أن حصة السعودية في احتياطيات المنطقة المقسومة مع الكويت تبلغ 5.4 مليارات برميل من النفط و5.6 تريليونات قدم مكعبة من الغاز.

إصدار سندات دين جديدة

إلى ذلك، أفادت وكالة "فرانس برس" اليوم الأربعاء، بأن السعودية اقترضت 7.5 مليارات دولار من الأسواق، ما يشكل نصف برنامجها للتمويل لعام 2019، نقلاً عن مصرف "إتش.إس.بي.سي"، علما بأنه بين المؤسسات التي تتولى هذه العملية.

وأوضح المصرف للوكالة أن الدفعة الأولى من القرض تبلغ 4 مليارات دولار على 10 أعوام، والثانية 3.5 مليارات دولار على 31 عاما.

ويتوقع ان يناهز معدل الفائدة على الدفعة الأولى من القرض 4.5%، وهو مستوى يقارب معدل الفائدة على آخر قرض للمملكة في إبريل/نيسان 2018. أما معدل الفائدة على الدفعة الثانية فيناهز 5.31%.

وإضافة إلى "إتش.إس.بي.سي"، تتولى أربع مؤسسات مصرفية أخرى هذه العملية هي "بي.إن.بي باريبا" و"سيتي" و"جي.بي مورغان" و"إن.بي.سي كابيتال كومباني".

وهذه أول عملية للمملكة في الأسواق العالمية منذ جريمة قتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، والتي أضرّت كثيراً بصورة الرياض التي لا تزال تنفي ضلوع محمد بن سلمان في الجريمة.

وكان بنك "مورغان ستانلي" قد توقع أمس الثلاثاء، عودة مبيعات الديون بالعملة الصعبة التي تصدرها الدول النامية للارتفاع هذا العام، بعد سنة صعبة على الأسواق الناشئة في 2018، وذلك بقيادة طروحات جديدة من الشرق الأوسط، خاصة من السعودية، التي توقع أن تقترض 10 مليارات دولار.

النفط ينعش بورصات المنطقة

وفي أسواق المال، ارتفعت البورصة السعودية لأعلى مستوياتها في خمسة أشهر اليوم الأربعاء، بينما صعدت معظم أسواق الأسهم الخليجية الأخرى مع ارتفاع أسعار النفط 2% بفعل التفاؤل حول محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ووفقاً لبيانات "رويترز" ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف، مسجلين مكاسب لثماني جلسات متتالية في أطول فترة صعود لهما منذ يونيو/حزيران 2017.

وصعد المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 1.1% بدعم من أسهم البنوك وشركات البتروكيماويات. وارتفع سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) ذو الثقل في السوق 1.5%، بينما زاد سهم مصرف الراجحي 1.4%.

وارتفع سهم الأحساء للتنمية اثنين%، بعدما وقعت الشركة اتفاقية لشراء حصة قدرها 25% في طوارئيات للعناية الطبية مقابل 15 مليون ريال (4 ملايين دولار).

المساهمون