التونسيون يتخوفون من ارتفاع الأسعار في رمضان

21 مايو 2015
يشهد التونسيون اقبالا كبيرا على السلع في رمضان (أرشيف/Getty)
+ الخط -

رغم تطمينات وزير التجارة التونسي، رضا لحول، بانفراج أسعار المواد الغذائية مع اقتراب شهر رمضان، لا يزال هاجس الخوف يحاصر التونسيين من تكرر سيناريوهات السنوات الماضية بنقص بعض المواد الأساسية من الأسواق وارتفاع أسعارها في ظل غياب المراقبة وتلاعب التجار.

ويشهد شهر رمضان عادة زيادة في الإقبال على العديد من المواد الأساسية، ما يرفع أسعارها،

وهو ما يجعل الحكومة تلجأ عادة إلى سياسة التخزين المسبق لبعض المواد على غرار اللحوم والبيض والدجاج والحليب التي تسجل نسبة الإقبال عليها ارتفاعا يفوق 50 %.

وتواجه الحكومة عادة النقص في بعض المنتجات الغذائية باستيراد كميات إضافية من الأسواق الأوروبية رغم ما يسببه من ضغط على مخزونات المصرف المركزي من العملة الصعبة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

ويؤكد المسؤول الإعلامي بوزارة التجارة، محمد علي الفرشيشي، لـ "العربي الجديد"، أن الحكومة تسعى إلى تأمين تزويد الأسواق بالسلع في شهر الصيام بشكل جيد، مشيرا إلى أن وزارته تكثف المراقبة في الأسواق.

وأشار الفرشيشي، إلى أن الاستعدادات لرمضان المقبل مختلفة عنها في المواسم السابقة نتيجة التحرك المبكر لتوفير مستلزمات شهر الصيام إضافة إلى توفر كميات كافية من المواد التي تشهد ارتفاعاً في نسب الإقبال عليها.

وشهدت كلفة المعيشة منذ الثورة التونسية، ارتفاعاً تجاوز 60%، وأسعار المواد الغذائية ارتفعت 70%، ما أدى إلى تغير كبير في السلوك الغذائي لأغلب الأسر التونسية، حسب خبراء.

اقرأ أيضاً: تونس: قانون جديد لمحاصرة الأسعار

وسجلت نسبة تضخم الأسعار ارتفاعاً من 3.9 % سنة 2009 إلى 6 % حالياً، وفقاً لإحصائيات رسمية.

وكان وزير الفلاحة التونسي، سعد الصديق، قد أكد في تصريحات سابقة أنّ شهر رمضان لن يشهد أيّ اضطراب في أسواق السلع، مشيراً إلى أنّ التحضيرات قد انطلقت منذ شهر مارس/آذار الماضي.

وعلى خلاف باقي أشهر السنة يقبل التونسيون في رمضان بشكل مكثف على استهلاك البيض والحليب واللحوم الحمراء، كما تنتهج جل الأسر التونسية في شهر الصيام سلوكا غذائيا مخالفا لباقي أشهر السنة.

وأبرزت دراسة أجراها المعهد الوطني للاستهلاك (مؤسسة حكومية) حول تغير الأنماط الاستهلاكية، أن نفقات مجموعة التغذية للأسرة التونسية تراجعت خلال السنوات الثلاث الأخيرة من 32% إلى 27 % مقابل ارتفاع نفقات الإيجار والسكن.

وقال المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك، طارق بن جازية، لـ"العربي الجديد"، أن الدراسة

أثبتت تغيراً في نوعية التغذية لدى العائلات التونسية وذلك بتراجع استهلاك اللحوم الحمراء لارتفاع أسعارها والعزوف حتى على اقتناء أضاحي العيد مقابل ارتفاع الإقبال على اللحوم البيضاء ومشتقات الدواجن (البيض).

وأشار بن جازية إلى أن التونسيين يقبلون على استهلاك اللـحوم ومشتقاتها بإفراط في رمضان رغم الارتفاع النسبي لأسعـارها.

وخلال حديث مع نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك (غير حكومية)، سليم سعد الله، لاحظ أن هناك انفراجاً في أسعار المواد الغذائية مقارنة بالأشهر الماضية وهو ما يبشر بغياب ارتفاع والتهاب سلة مقتنيات التونسي في شهر الصيام.

وقال سعد الله، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن جميع المنتجات متوفرة لكن حذار من الإقبال الكبير، فهو الذي يوقع المستهلك في فخ التهاب الأسعار.

ويلجأ العديد من التونسيين إلى الاقتراض من المصارف التجارية لسداد حاجيات شهر رمضان والعيد بسبب ارتفاع نفقات الأسر، خصوصاً لتزامنه منذ ثلاث سنوات مع موسم الاصطياف.


اقرأ أيضاً: تونس تتجه لرفع أجور 800 ألف موظف

دلالات
المساهمون