تصاعد أزمة الوقود في عدن يهدد بشل مظاهر الحياة

17 يناير 2017
إضراب عمال المصافي وتوقف الضخ منذ أسبوع(صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
يواجه سكان مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن أزمة وقود متزايدة بعد توقف المصفاة النفطية الرئيسية منذ أسبوع عن ضخ الإمدادات إلى خزانات شركة النفط اليمنية في عدن.

ولم يصدر أي تعليق بعد من الرئيس عبد ربه منصور هادي أو الحكومة على الأزمة المتفاقمة.
وتصطف السيارات والشاحنات في طوابير طويلة لا تقل عن كيلومتر أمام محطات الوقود في عدن في الوقت الذي قلت فيه الكثافات المرورية في شوارع المدينة وسجلت أسعار المواصلات بها ارتفاعا ملحوظا وصل إلى 50 % كما تزايدت ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

وكان عمال شركة مصافي عدن أعلنوا الدخول في إضراب احتجاجا على عدم صرف رواتبهم،  لكن مسؤولين في السلطة المحلية بعدن قالوا إن الأزمة الحالية سببها خلافات بين شركة النفط الحكومية والشركة التجارية المملوكة لرجل الأعمال اليمني أحمد العيسي المورد الوحيد للمشتقات النفطية للعاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها.

وقال المسؤولون إن شركة العيسى طلبت من شركة النفط المختصة بتوزيع الوقود محليا في المحافظات الجنوبية أسعارا أعلى وهو ما رفضته الشركة الحكومية.

وقال ناصر بن حدور مدير شركة النفط في عدن إن سبب أزمة المشتقات النفطية التي تشل الحركة في عدن والمحافظات المجاورة منذ ستة أيام امتناع "شركة رأس عيسى لخدمات النفط والطاقة" عن ضخ مواد نفطية إلى السوق المحلية.

وقال مواطنون إن سعر البنزين ارتفع في السوق السوداء إلى أكثر من سبعة آلاف ريال (28 دولارا) للعبوة زنة عشرين لترا مقارنة مع السعر الرسمي البالغ 3700 ريال.

أضاف حدور في بيان مساء أمس الاثنين أنه رغم سداد كافة الديون التي كانت مستحقة على شركة النفط - والتي بلغت خمسة مليارات ريال كما يظهر شيك حصلت عليه وسائل إعلام- رفضت شركة العيسى ضخ المشتقات إلى السوق المحلية وطالبت بسعر أعلى من السعر السابق.

وقال حدور إن شركة العيسى التي تحتكر استيراد النفط ضخت كميات كبيرة من الوقود خلال الفترات الماضية دون تحديد سعر وتركتهم تحت الأمر الواقع مما تسبب لشركته بخسائر كبيرة وإن الشركة طالبت العيسى بتحديد سعر البيع أولاً ووضع حد للبيع المجهول من قبل شركته.

وأكد المسؤول اليمني أن شركة النفط في عدن تقدمت بطلب رسمي إلى رئيس الوزراء طالبت فيه بكسر احتكار استيراد النفط أسوة بالمحافظات اليمنية الأخرى، لكن رئيس الوزراء لم يرد على الطلب بعد.

وذكرت مصادر أخرى في شركة النفط أن هناك عوائق يضعها بعض مسؤولي مصافي عدن أمام فتح باب المناقصات لاستيراد المشتقات النفطية.
وقال سكان في عدن إن ضخ المياه عبر الشبكة العامة توقف بسبب عدم تزود محطات الضخ بالوقود.

كما قال عدد من المستشفيات العاملة في محافظة عدن إنها مهددة وذكرت في بيان أنها ستتوقف عن العمل تدريجيا ابتداء من اليوم بسبب نفاد مخزونها من الوقود.
ويعاني اليمن من ضائقة مالية غير مسبوقة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014 وتوقف تصدير النفط الذي كانت إيراداته تشكل 70% من دخل البلاد.

(الدولار = 250 ريالا يمنيا) 

(رويترز)