الأسواق تتعافى بصعوبة بعد الخسائر التكنولوجية الضخمة

26 يوليو 2024
أمام مبنى ناسداك في نيويورك، 25 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تحسن الاقتصاد الأميركي وتأثيره على الأسواق**: أظهرت بيانات النمو الأميركية للربع الثاني أداءً أفضل من المتوقع، مما دعم الأسواق وخفف المخاوف من تباطؤ الاقتصاد. رغم ذلك، لم تتغير الآمال في خفض أسعار الفائدة، وتراجعت أسهم التكنولوجيا العملاقة، مما أدى إلى انخفاض مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك.

- **تحديات أسواق آسيا وأداء الأسهم**: افتتحت الأسواق الآسيوية على مكاسب كبيرة، لكن بعضها تراجع. تراجعت بورصة تايبيه بأكثر من 3% بعد إغلاقها بسبب إعصار، مع خسائر كبيرة في شركات صناعة الرقائق.

- **أسواق العملات وتوقعات الاقتصاد الصيني**: ارتفع الدولار مقابل الين بعد بيانات النمو الأميركية. يتطلع المتعاملون إلى بكين لاتخاذ تدابير لدعم الاقتصاد الصيني المتعثر، بعدما أعلن البنك المركزي خفضا مفاجئا لأسعار الفائدة.

يقاوم المستثمرون في الأسواق اليوم الجمعة بعد موجة بيع مدفوعة بتراجع أسهم التكنولوجيا، حيث "استمدوا الشجاعة" من بيانات النمو الأميركية التي فاقت التوقعات، والتي أشارت إلى أن الاقتصاد لا يزال يتمتع بصحة جيدة، لكنها لم تؤثر على الآمال في خفض أسعار الفائدة.

وجاء الأداء الإيجابي على الرغم من المزيد من الخسائر في وول ستريت، حيث عانت أسهم ما يسمى بـ"الشركات السبع الرائعة" ذات الوزن الثقيل، والتي كانت أساسية في ارتفاع الأسواق هذا العام، من المزيد من عمليات البيع مع خروج المستثمرين منها وانتقالهم إلى أسهم أرخص وصغيرة الحجم.

ومع ذلك، واجهت تايبيه بداية صعبة مع إعادة فتح أبوابها بعد إغلاقها لمدة يومين بسبب إعصار، مع تراجع أسهم شركات الرقائق العملاقة بما في ذلك TSMC، حيث حاول المتداولون اللحاق بالهبوط الأخير، والذي أشعلته الأرباح المخيبة للآمال من Tesla وAlphabet الشركة الأم لـGoogle.

وأظهرت الأرقام أن الاقتصاد الأميركي توسع بشكل أكبر بكثير من المتوقع في الربع الثاني ـ وأسرع كثيرا من الأشهر الثلاثة السابقة ـ وهو ما أعطى دفعة معنوية كانت في أمسّ الحاجة إليها وخفف المخاوف من تباطئه أكثر مما ينبغي. وكانت البيانات مدفوعة إلى حد كبير بتوقعات المستهلكين، حتى مع بقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها في عقدين من الزمن وارتفاع معدلات التضخم.

ومع ذلك، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك، مع تراجع شركات التكنولوجيا العملاقة إنفيديا ومايكروسوفت وأمازون وآبل وميتا بشكل كبير.

رهانات الأسواق

ويتجه الاهتمام الآن إلى أرقام الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، وتعتبر هذه البيانات المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، وقد تمنح البنك المركزي مساحة أكبر لخفض تكاليف الاقتراض.

وقد أدت سلسلة من القراءات في الأشهر الأخيرة و"التعليقات الحمائمية" من جانب مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى ارتفاع الرهانات على تحرك في سبتمبر/أيلول، في حين يتطلع بعض المستثمرين أيضًا إلى تحرك آخر قبل يناير/ كانون الثاني.

وقال رودريغو كاتريل من بنك أستراليا الوطني: "الصورة الكبيرة هي أن الاقتصاد الأميركي واصل تباطؤه التدريجي منذ العام الماضي، لذا لا توجد حاجة ملحة لأن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف جديدة في الأسبوع المقبل".

وافتتحت الأسواق الآسيوية على مكاسب كبيرة لكن بعضها تراجع مع تقدم اليوم. وارتفعت بورصات هونغ كونغ وسيدني وسنغافورة وسول ومانيلا ومومباي وبانكوك وجاكرتا، في حين تراجعت بورصات طوكيو وويلينغتون. ارتفعت مؤشرات البورصة في لندن وباريس وفرانكفورت.

وهبطت بورصة تايبيه بأكثر من 3% مع عودة المتعاملين من إجازتهم المفروضة بسبب الإعصار، حيث قادت شركات صناعة الرقائق الخسائر.

وانخفضت أسهم شركة TSMC العملاقة في السوق بأكثر من 5%، في حين انخفضت أسهم ASE Technology بنحو 10%، وميدياتك بأكثر من 2%، وريلتك بأكثر من 1%. وتبعت عمليات البيع قصة مماثلة لشركات التكنولوجيا الآسيوية يوم الخميس.

والآن هناك بعض المخاوف من أن الارتفاع الهائل في هذا القطاع، والذي غذته حالة من الهوس بشراء الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ربما يكون قد بلغ نهايته وقد يكون على وشك التراجع.

وقال المحلل ستيفن إينيس: "لقد طغت تقارير الأرباح المخيبة للآمال من شركتي تسلا وألفابت على ما كان في السابق حالة من النشوة التي غذتها الذكاء الاصطناعي (..) مع استمرار المستثمرين في التحرك والتحول إلى حلبة الرقص الخاصة بالأسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة، تحول الضوء، ربما بشكل قاسٍ للغاية، إلى أسهم التكنولوجيا التي كانت محل احتفال في السابق".

أسواق العملات

وفي أسواق العملات، ارتفع الدولار مقابل الين، بعدما عانى من عمليات بيع كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين منذ التدخل المشتبه به من جانب السلطات اليابانية لدعم وحدتها. وانخفض الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى له مقابل الين عند 151.94 ينا يوم الخميس، لكنه ارتفع مرة أخرى إلى 154.32 ينا عقب صدور بيانات النمو الأميركية.

ويتطلع المتعاملون أيضا إلى بكين على أمل اتخاذ المزيد من التدابير لدعم الاقتصاد الصيني المتعثر، بعدما أعلن البنك المركزي خفضا مفاجئا لأسعار الفائدة متوسطة الأجل يوم الخميس، بعدما خفض سعرين رئيسيين آخرين قبل ثلاثة أيام.

(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)

المساهمون