عصر السيارات "الطلقة"...الصين تزيح "تسلا" الأميركية بأقوى مركبة كهربائية

14 ابريل 2018
الماركات الفاخرة تتجه للسيارات الكهربائية (Getty)
+ الخط -

 

حين بدأ إطلاق السيارات الكهربائية، كانت الانتقادات تنصب على سرعتها وعدم قدرتها على منافسة السيارات التي تعمل بالوقود، إلا أن المشهد تبدل في الآونة الأخيرة، بعد أن تبارت العديد من الشركات العالمية في إنتاج موديلات تدخل ضمن ما يعرف بـ "عصر الطلقة"، أي فائقة السرعة.

فقبل أعوام قليلة، كانت المنافسة في قطاع السيارات السريعة والقوية تكاد تنحصر بين السيارات العاملة بالوقود أو الهجينة التي تعمل بالوقود والكهرباء معا، بينما كانت السيارات الكهربائية كليا خارج السابق.

واستطاعت "تسلا" الأميركية أن تهيمن على ترتيب السيارات الكهربائية العالمية الأسرع والأقوى، إلا أن المنافسة المحتدمة مع الصين قد تغير ملامح السباق، فها هي شركة "XING" الصينية، تعلن عن اختبار سيارتها الكهربائية "MISS-R"، والتي يفترض أن تصبح أقوى سيارة كهربائية في العالم.

ويطلق الخبراء في الصين على هذه السيارة اسم "قاتلة تسلا" نظراً لإمكانياتها المتفوقة والتي تخولها زيادة التسارع من 0 إلى 100 كلم/ساعة في غضون 1.8 ثانية فقط، وتمكن السائق من الوصول إلى سرعة 200 كلم/ ساعة في غضون 5 ثوانٍ تقريبا.

ويشير المطورون في "XING" إلى أنهم زودوا النموذج الحالي من "MISS-R" ببطاريات متطورة وأربعة محركات كهربائية بعزم 1341 حصانا، يمكن زيادة عزمها إلى 1500 حصان.

كما يعمل الفنيون على تطوير تقنيات جديدة لهذه السيارة تسمح لبطارياتها بالحصول على الطاقة من أجهزة الشحن الأرضية التي ستطرح مستقبلا في بعض شوارع العالم.

وكان إجمالي مبيعات "تسلا" الأميركية من السيارات الكهربائية وصل خلال الربع الأخير من العام الماضي 2017 إلى 29870 سيارة منها 12500 سيارة طراز موديل إس و13120 سيارة طراز موديل إكس و1550 سيارة طراز موديل 3.

وبجانب تسلا التي توصف بأنها الأسرع في العالم، تمكنت السيارة زومبي 222 الأميركية أيضا من دخول عالم السيارات الكهربائية الأسرع في العالم، وتستطيع هذه السيارة بفضل محركها القوي قطع مسافة أن تصل سرعتها القصوى إلى 285 كلم/ ساعة.

كما تأتي سيارة تاكيون سبيد، وهي من إنتاج شركة RAESR ومقرها ولاية كاليفورنيا، وتفتخر هذه السيارة باحتوائها على مجموعة من أحدث الأنظمة التكنولوجية والهندسية.

وبجانب الشركات الأميركية والصينية المتنافسة بشراسة، دخلت شركات يابانية وأوروبية، لا سيما في ألمانيا السباق، حتى أن سيارة لامبورغيني الإيطالية الفاخرة الشهيرة، تطور واحدة من أفضل وأسرع السيارات الكهربائية الخارقة، ينتظر أن يتم انتاجها في غضون عامين.

وتشير أرقام الاستثمارات التي تنفقها الشركات على تطوير السيارات الكهربائية إلى حجم المنافسة بينها، حيث تدور في حدود 92 مليار دولار، وفق تحليل أجرته رويترز في وقت سابق من العام الجاري 2018. وتستثمر الشركات في الولايات المتحدة نحو 19 مليار دولار لهذا الغرض، وفي الصين 21 مليار دولار، في حين تتعاظم هذه الاستثمارات في ألمانيا لتصل إلى 52 مليار دولار.

وقبل أسابيع صرح أنتوني رايمان مدير الاستراتيجية في شركة جنرال موتورز الأميركية، أن صناعة السيارات سوف تتغير ويعاد تشكيلها خلال السنوات العشر المقبلة أكثر مما تطورت خلال الخمسين عاما الماضية.

ويعزز نهج العديد من الدول، لا سيما الأوروبية في الحد من الانبعاثات، عبر تقليص الاعتماد على السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري والتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة لتقليل التلوث.

وأعلنت الصين التي تمثل السوق الأولى للسيارات في العالم، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، أنها تعمل على وضع جدول زمني "لحظر" إنتاج وبيع السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، ما يشكل هدفاً ضخماً يشجع منذ الآن على تطوير السيارات الكهربائية.

وأعلنت كل من فرنسا وبريطانيا، مؤخراً عن عزمهما حظر بيع السيارات العاملة بالديزل والبنزين في أسواقهما بحلول عام 2040، حيث قال وزير البيئة البريطاني، مايكل جوف، في يوليو/تموز الماضي، إن بريطانيا ستحظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل اعتباراً من عام 2040 في إطار خطة لمنعها تماماً بعد ذلك بعشرة أعوام.

كما أصدرت الحكومة الفرنسية إعلاناً مماثلاً في يوليو/تموز الماضي، بينما قالت بعض المدن الألمانية مثل شتوتغارت وميونخ إنها تدرس حظر بعض السيارات التي تعمل بالديزل.

ومثلما كان الانتقاد موجها قبل أعوام لسرعة السيارات الكهربائية، فإن التشكيك الحالي يتركز في مدى إمكانية انتشار هذه النوعية من المركبات وتمثيلها خطورة على مستقبل السيارات التقليدية العاملة بالوقود.

المتشككون يرون أن هناك ضجيج مفرط بشأن السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية، ويشيرون إلى حقيقة أن هناك مليونين فقط منها في عالم فيه أكثر من مليار سيارة، لافتين إلى أنه حتى مع الإعانات لا تزال أغلى من بدائل البنزين والديزل. كما يتساءلون ما إذا كان هناك ما يكفي من نقاط الشحن أو توليد الكهرباء.

وضمن الفريق المشكك شركات نفطية، إذ قالت شركة بريتيش بتروليوم في 2017، إن السيارات الكهربائية لن تكون "مغيرا للعبة"، مشيرة إلى تزايد الطلب على النفط بسبب الازدهار في العالم النامي.

المساهمون