رمضان يمنح شباب غزة فرص عمل مؤقتة

22 يونيو 2015
وظائف مؤقتة يحملها رمضان لشباب غزة(العربي الجديد/عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يقف الشاب عيسى أبو سمعان أمام عربته في سوق الزاوية أحد أقدم أسواق مدينة غزة، وتحت حرارة الشمس الحارقة في شهر رمضان، لبيع "رقائق السمبوسك"، لكسب بعض الأموال لتوفير احتياجات عائلته اليومية في ظل عدم قدرته على الحصول على وظيفة دائمة.

ويقول أبو سمعان لـ"العربي الجديد"، إنّ شهر رمضان يمثل له باباً مهماً للرزق كونه يعتمد في عمله على المواسم المتعاقبة كبيع الملابس في الأعياد ومواسم الدراسة والفصول المختلفة أو الأحذية وغيرها من البضائع الموسمية.

ويشير الشاب العشريني إلى أنه يقف كل يوم منذ ساعات الصباح حتى موعد الإفطار لبيع رقائق السمبوسك التي يُقبل على شرائها الغزيون في شهر رمضان، كونها إحدى المقبلات التي تتزين بها الموائد الفلسطينية في القطاع.

ويلفت أبو سمعان إلى أنّ هذا الشهر يعتبر موسماً يحرص الكثيرون من الشباب العاطلين عن العمل لاستغلاله عبر مشاريع صغيرة جداً للبيع في الأسواق من خلال السلع الغذائية المتنوعة التي يقبل على شرائها المواطنون في شهر رمضان كالسمبوسك والعصائر والمخللات.

ويقول أبو سمعان: إنّ الإقبال على شراء السلع في تراجع دائم بفعل الحالة الاقتصادية التي يحياها سكان القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ تسع سنوات، إلى جانب عدم تلقي آلاف الموظفين في حكومة غزة السابقة لرواتبهم ما يسبب ضعف في الحركة الاقتصادية على الأسواق وشراء السلع.

ويعاني الشباب الفلسطيني من ارتفاع معدلات البطالة في صفوفه، في ظل غياب التوظيف الحكومي ووقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) التوظيف، ويبلغ معدل البطالة في صفوف الشباب نحو 60%، بالإضافة إلى نحو 50% معدل بطالة عامة في القطاع.

أما الشاب زكريا حبوش، فيستغل قدوم شهر رمضان المبارك لبيع الفوانيس وألعاب الأطفال التي يقبل أرباب البيوت على شرائها لأبنائهم في هذا الشهر ابتهاجاً بقدومه، وتلقى تجارته رواجاً ملفتاً بفعل انخفاض سعر بيعها، حيث يتم استيرادها من الصين.

ويذكر حبوش لـ "العربي الجديد"، أنّ شهر رمضان يعتبر موسماً بالنسبة له يحرص على استغلاله من أجل أن يقوم بتوفير المال له ولعائلته ولأخوته الذين يعملون معه في بيع ألعاب الأطفال منذ سنوات.

اقرأ أيضاً: بائعو الذرة ينتشرون في شوارع غزة وشاطئها

ويشير إلى أنه في السنوات الماضية كان بيع الفوانيس ضعيفاً بفعل ارتفاع تكلفة استيرادها وبيعها، لكنه اليوم بفعل التجارب المتكررة في البيع والشراء، فإنه يحرص على توفير الفوانيس رخيصة الثمن من أجل أن يستطيع بيع ما لديه من كميات، وتلافي تراكمها إلى ما بعد رمضان.
 
ويلفت حبوش، إلى أنّ عمله مرتبط كثيراً بالمواسم حيث يقوم ببيع الألعاب للأطفال في موسمي شهر رمضان والأعياد، ثم يتحول لبيع الملابس مع حلول موسم المدارس، كي يستطيع تحصيل أكبر فائدة مالية له ولزوجته ولطفله وتوفير الاحتياجات اليومية لهم.

وينبه الشاب الغزّي إلى أنّ إغلاق المعابر وعدم توافر فرص عمل بفعل الحصار المفروض على غزة، أديا لتوجه فئة الشباب على وجه الخصوص باتجاه استغلال المواسم، من أجل تحقيق عوائد مادية بسيطة لتوفير الاحتياجات الضرورية لعوائلهم.

وتبلغ معدلات الفقر في قطاع غزة نحو 80% من إجمالي تعداد السكان الذي يقدر بنحو 1.8 مليون نسمة يعتمد غالبيتهم على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المؤسسات الدولية والإغاثية العاملة بالقطاع.

في حين يقتنص الشاب أحمد مقاط قدوم شهر رمضان وإقبال الغزيين على شراء المستلزمات الغذائية من أجل بيع المخللات على عربة صغيرة مع أحد إخوانه وسط مدينة غزة.

ويقول مقاط لـ "العربي الجديد":" أعمل في مطعم شعبي طيلة العام لكنه يغلق أبوابه في شهر رمضان فاستغل قدومه من أجل توفير احتياجات منزلي الأساسية خصوصاً وأن لرمضان الكثير من المتطلبات والاحتياجات الضرورية التي يجب أن تتوافر للمنزل".

ويبين مقاط أنّ الغزيين يقبلون بشغف على شراء المخللات في أيام الصيام عن الأيام العادية، ويكثر فيه الطلب على هذا النوع من المقبلات والمخللات لدى معظم البيوت الغزية.

ويوضح الثلاثيني أنّ هذه الأيام تعتبر موسماً للرزق يستفيد من خلالها العاملون من حالة الإقبال على شراء السلع والمستلزمات الغذائية المتنوعة، والتي توفر للكثيرين مصدر دخل جيد ومقبول.

اقرأ أيضاً: بائع شاي غزة..يحمل شهادتي بكالوريوس في التكنولوجيا والتربية

المساهمون