تراجع سعر النفط، اليوم الأربعاء، بعد أن اقترب من أعلى مستوياته هذا العام، إثر انخفاض في مخزونات الخام الأميركية واحتمال فقد معروض إيراني، ما زاد المخاوف بشأن التوازن الدقيق بين الاستهلاك والإنتاج.
وبحلول الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش كانت العقود الآجلة لبرميل خام برنت منخفضة 23 سنتا، عند 78.83 دولارا، بعد أن لامست ذروتها للجلسة عند 79.66 دولارا، وهو أعلى مستوى منذ أواخر مايو/ أيار، عندما اخترق السعر 80 دولارا، فيما زادت عقود الخام الأميركي 35 سنتا إلى 69.6 دولارا.
ولاحقاً عند التسوية أواخر المعاملات، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 68 سنتا أو 0.68% إلى 79.74 دولارا، كما زادت العقود الآجلة للخام الأميركي 1.12 دولار أو 1.62% إلى 70.37 دولارا.
مدير أبحاث سوق النفط والغاز في "إتش.إس.بي.سي"، جوردون غراي، قال: "نعتقد أن العوامل الأساسية لسوق النفط تدعم على نحو متزايد أسعار الخام، على الأقل عند المستويات الحالية. في حين لا نتوقع صراحة أن يرتفع برنت إلى 100 دولار للبرميل فإننا نلحظ مخاطر حقيقية بأن يحدث هذا. حقيقة أن هناك حاجة بالفعل إلى معروض أعلى بكثير من منتجين مثل السعودية - والمستويات المتدنية من الطاقة الفائضة المتبقية - تجعل المنظومة العالمية منكشفة انكشافا كبيرا على أي تعطيلات كبيرة أخرى".
توقعات "أوبك"
من جهتها، قلّصت "أوبك"، اليوم الأربعاء، مجددا، توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2019، وقالت إن المخاطر في التوقعات الاقتصادية ترجح جانب التراجع الاقتصادي، ما يضيف تحديا جديدا لجهود المنظمة من أجل دعم السوق في العام المقبل.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقرير شهري إن الطلب العالمي على النفط في العام المقبل سيزيد 1.41 مليون برميل يوميا، بانخفاض 20 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي، لتقلص تكهناتها للمرة الثانية على التوالي.
ويقدم التقرير مؤشرا جديدا على أن الطلب النفطي السريع الذي ساعد "أوبك" وحلفاءها على تصريف تخمة المعروض سيتباطأ في 2019. ويعني هذا ضغطا أقل على المنتجين الآخرين لتعويض فاقد إمدادات فنزويلا وإيران مع بدء تنفيذ العقوبات الأميركية المجددة.
وهبط النفط بعد نشر تقرير أوبك، ليتم تداوله أعلى قليلا من 79 دولارا للبرميل. وانخفضت الأسعار منذ تجاوزت 80 دولارا هذا العام للمرة الأولى منذ 2014، بفعل توقعات بمزيد من الإمدادات وضعف الطلب.
واتفقت أوبك ومنتجون من خارجها في 22 و23 يونيو/ حزيران على الامتثال بنسبة 100% لاتفاقية خفض الإنتاج التي بدأ العمل بها في يناير/ كانون الثاني 2017، بعدما دفع هبوط إنتاج فنزويلا وآخرين لأشهر نسبة الامتثال لتتجاوز 160%.
وأضافت المنظمة أن إنتاج أعضائها الخمسة عشر النفطي زاد في أغسطس/ آب بمقدار 278 ألف برميل يوميا إلى 32.56 مليون برميل يوميا عقب اتفاق يونيو/ حزيران على تخفيف اتفاق خفض المعروض. وجاءت أكبر زيادة من ليبيا المستثناة من الاتفاقية، وهو ما ساهم في تعويض الانخفاضات من فنزويلا وإيران.
ومعدل الإنتاج في أغسطس/ آب منخفض عن متوسط الطلب على نفط "أوبك" في 2018، وأكثر كثيرا من احتياجات العام المقبل، مع قيام منافسين، مثل الولايات المتحدة، بزيادة الإمدادات.
وقالت "أوبك" إن العالم سيحتاج إلى 32.05 مليون برميل يوميا من نفطها في 2019، من دون تغيير عن الشهر الماضي، وهو ما يشير إلى أنه سيوجد فائض في السوق بنحو 500 ألف برميل يوميا إذا بقيت المنظمة تضخ نفس الكمية مع ثبات عوامل أخرى.
ولا يزال ارتفاع الأسعار الذي أعقب تنفيذ الاتفاقية التي قادتها أوبك، يحفز مزيدا من النمو في الإمدادات من المنتجين المنافسين. وتوقعت "أوبك" زيادة الإمدادات من المنتجين من خارجها بنحو 2.15 مليون برميل يوميا في العام المقبل، بارتفاع قدره 20 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي.
(رويترز، العربي الجديد)