"مغارة" الاتحاد اللبناني.. الاستقالة "من شيم الكبار"

22 مارس 2019
تراجع الكرة اللبنانية مرتبطٌ بالاتحاد المحلي للعبة (Getty)
+ الخط -
بعد خروج مُعظم المنتخبات ببطولة كأس آسيا الأخيرة التي حققت لقبها قطر، فتح عدد من الاتحادات تحقيقاتٍ بما حصل، للكشفِ عن أسبابِ الخروجِ والفشل، ولوضعِ النّقاط على الحروف ومحاولة التّحسين.

في "مغارة علي بابا اللبنانية"، لم نسمع أيّ تبريرٍ للخروج، لم يصدر أيّ بيان رسمي من جانب الاتحاد اللبناني للعبة، ليتحدثَ فيه عن أسباب الفشل، أو أقلّه ليعتذر فيه لأولئك المشجعين عمّا حصل.

في الوقت الحالي، تخوض كلّ منتخبات العالم مباريات دولية من تصفيات قارية إلى بطولاتٍ ودية، كالتي تُشارك فيها مُنتخبات العراق والأردن وسورية، أما منتخب الأرز، فقد دخل عطلته الموسمية.

يمتلك لبنان عدداً من المواهب الكُروية الشابة في كافة الفئات العمرية، لكنه دائماً ما يظهر متفكك الأوصال، غير قادرٍ على بناء الهجمات من الخلف، أو القيام بتلك الخطط الجماعية في عالم كرة القدم.

ما سبق ذكره، هو انعكاسٌ لتراجعِ الكرة اللبنانية، ما حصل في المباراة الأولى للمنتخب الأولمبي في تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، والخسارة أمام منتخب الإمارات بستة أهدافٍ لواحد، يُوضحان الصورة القاتمة، التي من المفترض أن يتحمّل فيها الاتحاد المحلي مسؤوليته.

منتتخب لبنان الأولمبي هذا، تمّ تجميعه قبل فترة قصيرةٍ من بداية التصفيات، لم يخض أيّ معسكرٍ داخلي "عليه القيمة" أو حتى خارجي كالعديد من المنتخبات الأخرى، التي تتحضر منذ فترةٍ طويلة.

اللاعبون الشباب في المنتخب الأولمبي، شاركوا في بعض التدريبات التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. أيُّ منتخبٍ هذا الذي لم يخض أيّ مباراة تحضيرية؟ حتى هم أنفسهم رفعوا راية الاستسلام للواقع المرير، لكن ذلك لا يُبرر فضيحة الهزيمة بسداسية، أخطاء دفاعية بدائية وضعف من الناحية البدنية، وكأنّ بعضهم لا يُشارك مع ناديه بصفةٍ أساسية.

لا أحد الآن يُحرك ساكناً، حتى الجسم الإعلامي الرياضي بمعظمه غائبٌ عن الانتقاد البنّاء، أتمنى خروج مسؤول واحد من الاتحاد اللبناني ليقول "أنا أتحمل المسؤولية" أو نحن كاتحاد تقع على عاتقنا مغبّة ما حصل، لكن "شمّاعة" ضعف التمويل حاضرةٌ كالعادة وجاهزةٌ عند كلّ استحقاق.

لا أرى في هذا الاتحاد أيّ مستقبل للكرة اللبنانية، فلمَ لا يتم القيام بأبحاث على الأرض عن سبب فشلنا في الفئات العمرية منذ سنواتٍ طويلة؟

لمَ لا يتم القيام بأبحاثٍ وأبحاثٍ حول أولئك اللاعبين في الأكاديميات؟ وعن كيفية بناء جيلٍ قادرٍ على الاستفادة منه، وتطويره على المستوى الجماعي؟

كرة القدم ببساطة ليست فقط مبنية على المواهب والعوامل الفردية، بل هي لُعبة جماعية، وكأنني هنا أردد أمراً يعرفه الصغار قبل الكبار، بل إنني لا أُقدم أي شيءٍ جديد.

في لبنان لاعبو الأندية والمنتخب الأول وحتى تحت 23 عاماً، يتجهون يومياً لمقاهي النرجيلة والدخان، بعضُهم يُطيل السهر على ألعاب الفيديو وحتى في النوادي الليلية، هذه العقلية التي يجب أن تتغير، هذه العقلية أيضاً تأتي من سوء إدارة اللعبة، من القيّمين عليها.

استقالة الاتحاد اللبناني أولوية، والبناء للمستقبل مع وضع خططٍ طويلة الأمد أولوية قصوى مع وجوهٍ جديدة، رئيس الاتحاد بطبيعة الحال في منصبه منذ بداية الألفية، نحتاجُ إلى أناس يُريدون التغيير والتحسين، يكفي. يكفينا "حرق أعصاب" ومعاناة.
المساهمون