(كتاب ميسي 24).. أزمة أولمبياد بكين وملحق دوري الأبطال

17 مارس 2016
+ الخط -

كان صيف 2008 ساخنا بالنسبة لميسي بسبب أزمة جديدة: كان ليو يرغب في اللعب بأولمبياد بكين وبرشلونة. لم يكن موافقا في البداية، لأن فعاليات البطولة تتزامن مع خوض الفريق لمواجهة الأدوار التمهيدية في دوري الأبطال.

أتت هذه الظروف أيضا في ظل وجود مدرب جديد هو بيب غوارديولا الذي لم يكن يعرف عن ميسي سوى أنه لاعب ممتاز.. لم يكن يعرف طريقة التعامل معه أو شخصيته الانطوائية والخجولة والعنيدة.

سافر ميسي لمعسكر الفريق خلال فترة الإعداد باسكتلندا حيث كان الاحتكاك الأول بغوارديولا.. كانت الأمور تسير على ما يرام كرويا، ولكن على صعيد العلاقة الشخصية لم يكن ليو قد بدأ في الوثوق ببيب.. كان الجميع يعلم أيضا أن ذهن ليو مشغول بمسألة النزاع بين الاتحاد الأرجنتيني وبرشلونة بخصوص الأولمبياد، ولكن ميسي لم يتحدث مباشرة مع أحد في الأمر ولا حتى غوارديولا.

يقول غوارديولا "أتذكر أنه في الأيام الأولى كان يتدرب جيدا للغاية. كنا دائما نبحث عن سبل إراحته في اللعب، لأنه إذا لم نفعل هذا مع لاعب مثله فلا أستحق أن أكون مدربا. الأمر كله مع ميسي يتعلق بالراحة ومنحه هذا الشعور".

كان النزاع لا يزال قائما بين برشلونة والاتحاد الأرجنتيني، ولكن النادي سمح له بالسفر مع المنتخب، حيث قال رئيس جوان لابورتا له "عليك أن تعرف إذا ما صدر قرار في صالحنا ستعود"، ولكن بيب غوارديولا تدخل وطلب من الإدارة السماح بمشاركة ليو.

اتصل غوارديولا حينها من فندق الفريق في نيويورك حيث كان برشلونة يقوم بجولة في الولايات المتحدة في ظل حضور الرئيس جوان لابورتا ونائبه رافا يوستي وتشيكي بيجرستاين، المدير الرياضي، وقال لليو "العب الأولمبياد وعد لنا بالميدالية الذهبية".

يقول غوارديولا حول هذا الأمر "في النهاية.. ما الذي سأستفيد به من لاعب يرغب في التواجد بالأولمبياد وأنا أفكر في العبور من الأدوار التمهيدية في التشامبيونز؟ لم أؤمن أبدا بفرض الآراء في كرة القدم. أنا أعرض ما لدي وإذا لم يقتنع من أمامي به، فإن الأمور لن تنجح".

بهذه الطريقة أصبح ميسي مدينا بشكل أو بآخر لغوارديولا، ولكن هذا ليس وقت الحديث عن مثل هذه الأمور، بل هو وقت الأولمبياد: في المباراة الأول سجل ميسي هدفا وصنع آخر في فوز الأرجنتين على كوت ديفوار بهدفين لواحد، ثم تلاه الفوز على أستراليا بمشاركته.

مع ضمان تأهل الفريق، أراح المدرب سرخيو باتيستا ميسي في المباراة الثالثة بدور المجموعات ليكون مستعدا لمواجهة هولندا في ربع النهائي، حيث سجل الهدف الأول، ولكن هولندا تعادلت ليعود ميسي ويصنع لدي ماريا هدف الفوز.

كان ميسي في نصف النهائي على موعد مع مواجهة البرازيل و.. رونالدينيو! زميله السابق في برشلونة وصديقه وربما والده الكروي، حيث أشاد به كثيرا في المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة وانتهت بفوز الأرجنتين على البرازيل بثلاثية نظيفة، وذلك العناق الشهير بين ليو وروني والذي يعتبره الكثيرون بأنه كان بمثابة تسليم راية الإبداع من جيل لجيل.

تقول الصحافية كريستينا كوبيرو، المتخصصة في أخبار برشلونة والمقربة من ميسي والتي كانت تغطي أيضا أولمبياد بكين، إنها كانت تخبره بما يحدث داخل النادي أثناء غيابه، وفي يوم من الأيام أخبرها "أنا أرغب في الفوز بالميدالية الذهبية وبعدها سنفوز بكل شيء في برشلونة".

تلك الرغبة في الفوز بكل شيء بدأت في التحقّق بعد نهائي الأولمبياد في 23 أغسطس/ آب بالفوز على نيجيريا بهدف نظيف، ليعود الـ"برغوث" بعدها بأيام قليلة لبرشلونة، حيث كان الفريق ضمن التأهل بشكل كبير لدور المجموعات بدوري الأبطال بالفوز على فيسلا كراكوف برباعية نظيفة ذهابا قبل أن يخسر بهدف وحيد في العودة ولكنه حصل على بطاقة الصعود للدور التالي.

اقرأ أيضا..
(كتاب ميسي 23)..لابورتا يجعل ميسي أساس البرسا
(كتاب ميسي 22)..ميسي ولعنة الإصابات

(كتاب ميسي 21).."هاتريك" الكلاسيكو وهدف خيتافي المارادوني
(كتاب ميسي 20).. مونديال 2006 وإهانات متنوعة بحق ليو
(كتاب ميسي 19).. ميسي يبكي مجددا في باريس
(كتاب ميسي 18)..أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني
(كتاب ميسي 17)..بطاقة حمراء وبكاء و"صيف إيطالي" متوتر
(كتاب ميسي 16) ... مونديال الشباب 2005 وركلات المصريين
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً

المساهمون