بايرن ميونخ من الأزمة إلى البحث عن موسم استثنائيّ

05 نوفمبر 2017
بايرن بات أفضل مع هاينكس (Getty)
+ الخط -
عاش نادي بايرن ميونخ وجماهيره هذا الموسم الكثير من التقلّبات، سواء على مستوى الطموحات أو الظروف المحيطة بالنادي، فمن بدايةٍ متفائلةٍ بموسمٍ يُعيد الفريق لواجهة الأندية الأوروبيّة، إلى الدّخول في أزمة كادت تودي بموسم الفريق، وانتهاء باستعادة الأمل عن طريق المدرب القديم -الجديد يوب هاينكس.

البحثُ عن بطولةٍ إقليميّة
خرج المدرب الاسباني بيب غوارديولا من نادي بايرن ميونخ بعد موسمين لم يقدّم فيهما جديداً على مستوى البطولات، فبسيطرته المحلية وعجزه عن الحصول على أي بطولة قاريّة، كان نتاجُ عمل المدرب الإسبانيّ الشّهير محطّ جدلٍ ونقاشٍ بين مؤيدٍ لفلسفته الكروية ومعارض لها بين جماهير النّادي الألماني. لكنّ خروجهُ بعد موسمين، وانتقاله إلى العمل في مشروع مُغاير في الدّوريّ الإنكليزي، وضع بايرن ميونخ أمام مهمّة إيجاد بديل قادر على التّعامل مع الفراغ المؤثّر الذي سيتركه المدرّب الإسبانيّ.

وقع الاختيار حينها على المدرّب الإيطاليّ كارلو أنشيلوتي، ورغم البداية المبشّرة في موسمه الأول وتحقيقه أولى البطولات بالفوز بكأس السّوبر الألمانية على حساب دورتموند، بعد مرور أسابيع قليلة على استلامه المهمة، ثمّ حسمه للدّوري باكراً على حساب أندية لايبزغ، دورتموند، وهوفنهايم، إلا أنّ نهاية الموسم شهدت على إحباطين جديدين، أوّلهما الخسارة ذهاباً وإياباً أمام ريال مدريد في دوري الأبطال، وثانيهما الخسارة في نصف نهائيّ كأس ألمانيا أمام دورتموند بثلاثة أهداف لهدفين، على أرضية الأليانز أرّينا معقل النادي البافاري.

هكذا واصل بايرن مع أنشيلوتي سيطرته المحليّة، إلا أنّه عجز كما سلفه عن الوصول بالبايرن لمنصّات التّتويج القاريّة، لكنّ دعم الإدارة وجماهير النادي له استمرّ، على أمل التّحضير لموسم تال أفضل.

عقدت جماهير نادي بايرن الآمال على أنشيلوتي لقيادة الفريق لموسم أفضل من سابقه، ولكن الشّكّ قد تسرّب بالفعل إلى نفوس اللاعبين وأثّر على أدائهم، وكانت الخسارة بثلاثية نظيفة بمثابة نقطة اللاعودة في نظر مشجعيّ النّادي الألماني، وكان لا بدّ للإدارة من اتّخاذ خطوات ثوريّة.

استجابت إدارة النادي لضغوط نجوم الفريق الذين أعلنوا التمرّد على أنشيلوتي، فتمّت إقالة أنشيلوتي بعد شهرين فقط على بداية هذا الموسم، وحنكة المدير التنفيذيّ للناديّ رومينيغيه وخبرته الطويلة في الكرة الألمانية، دفعت به لحلّ استثنائيّ وإسعافيّ، تمثّل بإقناع المدرّب الشّهير يوب هاينكس بالعودة عن اعتزاله التدريب، وتولّيه مهمّة قيادة البايرن حتى نهاية الموسم.

هاينكس وحجم الإضافة
رغم أنه ما زال من المبكّر جداً الحكم على بايرن ميونخ مع يوب هاينكس، إلا أنّ الأسابيع الأخيرة قد تُعطي ملامح عامّة يمكن الحديث عنها. بدءاً بحالة الاستقرار التي عادت للنادي، ووصولاً للنتائج الإيجابيّة التي حقّقها الفريق حتى الآن. فالفريق اليوم مع هاينكس، يستجيب بشكل جيد تبعاً لظروف المباراة، واللاعبون على المستوى الفردي أظهروا رغبة أكبر في استعادة الألق وتجاوز الأزمة التي عصفت بناديهم.

أما من الناحية التكتيكية، فقد غيّر هاينكس في بايرن الكثير بسرعة، حيث أعطى أدواراً واضحة لخاميس رودريغيز في خطّ الوسط، وبدأ بالبحث عن الثّنائي الأنسب لملائمة طريقته المعتادة التي تقوم على ثنائي ارتكاز في خط الوسط، وهو الذي استطاع من خلال هذا التكتيك، أن يحصل على اللقب الأوربي مع بايرن نفسه. وآنذاك استعمل المدرب ثنائية شفاينشتايغر -خافي مارتينيز.

ماذا بعد هاينكس؟
أعلن نادي بايرن ميونخ عند تعاقده مع هاينكس أن المدرب سيتولى هذه المهمة حتى نهاية الموسم "على أقلّ تقدير"، لكنّ أغلب الأخبار التي انتشرت مؤخراً، تشير إلى أن هذه التّصريحات هي لعدم تشتيت تركيز اللاعبين، إنما في واقع الأمر، فالنّادي بدأ منذ اللّحظة بالبحث عن بداية جديدة بمشروعٍ مغايرٍ في الموسم القادم.

ونشرت صحيفة "بيلد" الألمانية خبراً مفاده أن يوليان ناغلسمان، مدرب هوفينهايم الحالي، هو المرشّح الأبرز للبدء بمشروع بايرن الجديد في الموسم القادم، في الوقت الذي أكّدت فيه صحيفة "الكيكر"، أن هاينكس رغم امتداحه ناغلمسان في التصريحات الإعلاميّة، إلا أنّه رشّح توماس توخيل مدرب بروسيا دورتموند السّابق لخلافته.

وأخيراً يبقى السؤال حول ما إذا كانت إدارة النّادي ستبقى متمسّكة بسياستها المحافظة والخجولة في سوق الانتقالات، أم أنها ستدخل الصّيف القادم بكامل ثقلها، خاصّة مع تقدّم نجوم الفريق بالسّن، كريبيري وروبين، والحاجة لتعويضهما بنجوم من نفس المستوى. علماً أن لا عوائق اقتصاديّة أو ماليّة، يمكن أن تقف في وجه النادي "البافاري" للقيام بذلك.

المساهمون