زلاتان يختار نهاية الرحلة..أين سيلعب السلطان في الموسم المقبل؟

11 ابريل 2016
+ الخط -
"إذا قاموا بتغيير برج إيفل بتمثال لي، سأستمر هنا. أعدكم بذلك"، هكذا تحدث السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عن مستقبله مع باريس سان جيرمان، بتأكيده أن الحل الوحيد لمواصلة العلاقة بين الطرفين هو المحال بعينه، ليزيد الشكوك حول مسيرته القادمة، مع توقعات شبه مؤكدة بأن هذا الموسم هو الأخير له بفرنسا، في انتظار خطوة أكثر إثارة في بلد أخرى خلال الموسم المقبل.

جلاكتيو جديد
ربطت بعض التقارير بين زلاتان وريال مدريد، في إشارة واضحة إلى إمكانية انتقاله إلى الليغا من جديد، لكن هذه المرة مع الملكي الإسباني، الغريم والعدو لفريقه الأسبق برشلونة، خصوصا مع تناثر أخبار تفيد احتمالية رحيل كريستيانو رونالدو في الصيف، وحاجة فلورنتينو بيريز إلى تعويضه بنجم إعلامي كبير، لا يقل بأي حال من الأحوال عن إبرا.

زلاتان رجل يحب التحديات، لا يجد أي صعوبة في معاداة كل جماهير العالم، هو اللاعب الذي ترك يوفنتوس من أجل إنتر، ثم عاد إلى إيطاليا من بوابة ميلان، والقارئ الجيد لكتابه الشهير، سيدرك أن النادي الوحيد الذي اختاره السويدي بقلبه كان برشلونة، خصوصا حينما وصف تجربته مع غوارديولا بكلمات مقتضبة لكنها مؤثرة للغاية، "الفيلسوف أضاع حلمي، لقد حلمت ببرشلونة طويلا، وعندما تحول الحلم إلى حقيقة، دمره بيب في عام واحد".

وبما أن فرص العودة إلى كتالونيا غير متاحة، فإن إبرا قادر على الرد وفق طريقته الخاصة، بالموافقة على الالتحاق بالميرينغي، لكن هذه الخطوة صعبة على الصعيد العملي، لأن الإدارة الرياضية في الريال تريد أسماء متعطشة، وبكل تأكيد صغيرة في السن، تستطيع بيعها في حالة عدم التأقلم، لذلك لن تضع كامل رهاناتها على السلطان، على الأقل كخيار رئيسي أولي.

ابعد عن الطليان
إيطاليا هي الدولة المفضلة للغجري السويدي، الذي صال وجال في مختلف ملاعب العالم، لكنه مكث في بلاد الباستا لسنوات طويلة، سواء في يوفنتوس أو إنتر، وبكل تأكيد ميلان، لذلك يبدو خيار العودة من جديد إلى جنة كرة القدم أمر منطقي للغاية، مع التأكيد أن محطة زلاتان القادمة ستكون الأخيرة في رحلته الاحترافية.

وبدراسة كل الحلول المحتملة، فإن يوفنتوس ناد بعيد عن إبرا، ليس بسبب قدراته أو صفاته، ولكن نتيجة طبيعة إدارة السيدة العجوز، التي لا تهدف إلى صفقات دعائية، بل تضرب في المعقول والمنطقي، وتحدد احتياجاتها وفق إمكانات النادي وظروف السوق، والدليل صفقة ديبالا، البعيدة عن الاستعراض الإعلامي، والقريبة من كل ما يحتاجه أي مدرب داخل الملعب.

ليبقى الملعب مفتوحا أمام قطبي ميلان، وقبل تحليل أي حسابات خاصة بالفريقين، يبدو أن إبراهيموفيتش يريد خيارا جديدا ومختلفا هذه المرة، والدليل عزمه على مغادرة باريس رغم كافة وسائل الراحة والهدوء، وبالتالي فإن تحديا مغايرا هو السبيل، ولا يوجد أفضل من الدوري الإنجليزي، لإشباع رغبات "أبراكادبرا".

خيارات مستحيلة
"مانشستر سيتي هو الخيار المستحيل"، مقولة لا تحتاج إلى تأكيدات عميقة، لأن ثنائية بيب-إبرا لن تبدأ أبدا، مع حالة العداء المتبادل بين الثنائي، بسبب الموسم الكارثي للسويدي في برشلونة، فالمتمرد لن يطيق تعليمات مدربه، والفيلسوف لن يراهن من جديد على رهان كذب، في بداية رحلته الطويلة مع الكرة الإنجليزية.

وحتى خيار آرسنال غير جذاب، لأن فينغر في أغلب الأحيان سيستمر في الموسم الجديد، والمدرب الفرنسي لا يميل أبدا إلى الصفقات الضخمة، وحتى في حالة التفكير في ذلك، من الأفضل للمدفعجية الاستثمار في أسماء صغيرة بالعمر، لأن مشروع النادي اللندني مرتبط بالمواهب الصاعدة أكثر من النجوم "السوبر ستار".

وبعيدا عن سيتي وآرسنال، هناك سؤال بلا إجابة حتى هذه اللحظة، هل يفعلها ويستهام ويصنع الصاعقة؟ مع تأكيدات ملاك النادي برغبتهم في الوصول إلى إبرا، وبالعودة إلى شخصية بيليتش القوية، من الوارد موافقة إبرا على هذا العرض الغريب، في حالة ابتعاد الخيارات القوية عن الدخول في السباق!

الطريق الأقرب
إذا كانت هناك سيناريوهات مؤكدة، فإن تشيلسي ومانشستر يونايتد هما الأقرب لذلك، فالنادي اللندني يخوض موسمه الجديد مع الإيطالي كونتي، الرجل الناجح الذي يلعب بأكثر من تكتيك في المباراة الواحدة، ويفضل أنتونيو المزج بين عدة رسومات خططية، من مهاجم واحد إلى اثنين وربما ثلاثة، لذلك يحتاج إلى أكثر من مهاجم في قائمته.

ميزة إبرا الفنية أنه يستطيع اللعب بمفرده كمهاجم، مع نجاحه الشديد في مركز المهاجم المتأخر بمهارات الرقم 10، أي نصف صانع لعب ونصف هداف، كما يفعل حاليا مع باريس سان جيرمان، لذلك لاعب بهذه المقومات سيجد طريقا سهلا إلى النجاح في ستامفورد بريدج، وفي حالة وجود مفاوضات حقيقية من جانب إدارة الزرق، فإن إبرا ربما سيوافق على هذه الخطوة.

ناد آخر يدخل السباق بجدية، هو مانشستر يونايتد، خصوصا في حالة قدوم جوزيه مورينيو، فالبرتغالي سيبني فريقا جديدا لليونايتد، ويحتاج في سنواته الأولى إلى نجم قوي الشخصية في الخط الهجومي، ومع انخفاض مستوى واين روني كثيرا، فإن الرجل الخاص سيفكر في الاستعانة بلاعب آخر يسانده، ولن يجد أفضل من السلطان، لاعبه القديم في إنتر، لكن هذه الصفقة مرتبطة بمدى جدية إدارة الشياطين الحمر في الوصول إلى البرتغالي، ومن ثم السويدي.

المساهمون