صاعقة تكتيكية تلوح في الأفق..هل سيلعب يوفنتوس بخطة 1-9-1؟

21 يوليو 2016
يوفنتوس أجرى اكثر من تعاقد لدعم الدفاع (Getty)
+ الخط -

يستحق نادي يوفنتوس أن يكون فريق الميركاتو الصيفي بحق، لأن النادي الإيطالي أصبح محور حديث الجماهير في كل مكان، بسبب التعاقدات القوية التي قام بها قبل بداية اليورو، خصوصاً داني ألفيش من برشلونة وبيانيتش القادم من العاصمة روما، كذلك الصراع الناري بين عمالقة أوروبا من أجل ضم بول بوغبا، الفرنسي الصغير الذي التقطه مدراء السيدة العجوز منذ سنوات بسعر شبه مجاني، ليصل سعره في الفترة الحالية إلى ما يقارب 120 مليون يورو.

مايسترو تورينو
ماكس أليغري مدرب له ثقل في إيطاليا، رجل بدأ السلم من أوله، وصعد خطوة فخطوة حتى وصل إلى الزعيم المحلي للكرة في بلاد الباستا، وبعد أن توقع معظم المتابعين فشله مقارنة بخلفه أنطونيو كونتي، قدم اليوفي تحت قيادة المدرب الحالي مستوى أفضل وأقوى على الصعيد الأوروبي بالأخص، ليصل إلى نهائي شامبيونزليغ 2015، ويخرج في الموسم الماضي أمام بايرن بشق الأنفس في ثمن النهائي.

يعرف أليغري من أين تؤكل الكتف، إنه شخص يستخدم القماشة الكروية المتاحة أمامه، ويحاول دائماً تحويل ما بجعبته إلى ثوب لائق يرتديه البطل في النهاية، لذلك لم ينسف خطة 3-5-2 لكونتي، بل استفاد منها ولعب بها في مباريات عديدة، مع إدخاله لخطة 4-4-2 في مواجهات أخرى، ليتحول بكل أريحية من رسم إلى آخر، وفق مجريات اللعب وظروف كل لقاء.

تفاعل المدير الفني مع إدارة ناديه بشكل رائع، إنهم المجموعة الأفضل على الإطلاق في إيطاليا، فاليوفي فاز بالدوري والكأس خلال السنة الماضية، ويبدو أنه يريد مواصلة السطوة مع دفعة أكبر على الصعيد الأوروبي، على عكس منافسيه الغارقين في مشاكلهم وديونهم، فالإنتر حتى الآن ليس له أي استراتيجية واضحة في الميركاتو، بينما ميلان يفكر فقط في عملية البيع بين بيرلسكوني والصين، أما روما فيكفي أنه فرط في أفضل نجم لديه، بيانيتش إلى الغريم والمنافس، يوفنتوس بلا جدال هو الأقوى.

تعاقدات مدروسة
يتبع يوفنتوس سياسة "الضرب مبكراً" في موسم الانتقالات الشتوية، فالنادي يبدأ بالمبادرة في معظم الفترات، ويركز دائماً على الأسماء التي تقترب عقودها من الانتهاء، أو أصحاب الشروط الجزائية في مواسمهم الأخيرة، كما فعل الفريق مع البرازيلي الخبير داني ألفيش، ليحصل أليغري على مدافع وظهير وجناح في آن واحد، ذي خبرة كروية عريضة وشخصية مثالية في كافة المعتركات الحاسمة.

لا يكتفي البطل بهذا القدر فقط، بل يحاول الوصول إلى اللاعبين الذين يصنعون له الفارق في المنتصف، لكي يكون قادراً على بيع أحد نجوم الفريق دون خوف، وهذا ما فعله بامتياز في صفقة بيانيتش، فإدارة يوفنتوس لم تتوقف كثيراً أمام إصرار روما على إبقاء البوسني، بل أنجزت الصفقة سريعاً، وذلك لدعم الفريق بلاعب سوبر في المنتصف، وجعل المفاوضين يتحركون بحرية أكبر في مسألة التعاقد مع بوغبا من قبل أكثر من نادٍ، حتى وصل سعر الفرنسي إلى أرقام مبالغ فيها، في ظل منافسة شرسة من مانشستر يونايتد وريال مدريد، مع عدم رفض واضح من جانب الإدارة الإيطالية التي تملك حقوق النجم الشاب.

كل الفريق دفاع؟
أغلقت إدارة النادي الإيطالي أيضاً صفقة المغربي المهدي بنعطية، لينضم النجم العربي إلى كتيبة الدفاع الأساسي في منتخب إيطاليا باليورو 2016. التعاقد الأخير مع بنعطية جعل المغردين يتحدثون كثيراً عن خطة يوفنتوس في الموسم الجديد، والتي ستبدأ من بوفون وأمامه 9 مدافعين، رفقة باولو ديبالا في الهجوم.

بوفون وبونوتشي وبارزالي وكيليني وروجاني وبنعطية وليشتيشتاينر وألفيش وساندرو ووباتريس إيفرا، حارس مرمى وتسعة مدافعين يستطيعون جميعاً شغل الخانة الأساسية لأي فريق في الكالتشيو، لتصبح الخطة الجديدة 1-9-1، الواحد الأول بوفون بينما الأخير هو باولو ديبالا، في إشارة واضحة على كثرة المدافعين، وجانب حاضر من السخرية تجاه العدد الكبير من نجوم الخط الخلفي في القائمة الرئيسية.

وبالعودة إلى طريقة لعب أليغري وأسلوب تفكيره، فإن خطة 1-9-1 لن تخرج أبداً بعيداً عن الفكاهة والحس الكوميدي، لأن الطاقم التقني في يوفنتوس يدرك جيداً طبيعة السوق وظروف لاعبيه. فلاعب مثل بنعطية كمثال يمكنه تعويض بونوتشي في حالة رحيله، ويعطي قوة إضافية لفريق المفاوضات، ليتحدث من الباب القوي، السيدة العجوز لن تفرط في بونوتشي بسعر عادي، لأنه مدافع سوبر، ولأنها تملك بديلاً قوياً في حالة رحيله، لذلك لا داعي أبداً للقلق.

المرونة الخططية
استخدم أليغري خطط 3-5-2، 4-4-2 و 4-1-2-1-2 خلال الموسم الماضي، ولكي ينجح أكثر في جعل الفريق غير متوقع أوروبياً، عليه اللعب بنفس المرونة في المباريات الكبيرة، حتى يجبر الخصم على الخوف منه، ليتحول في بعض الأحيان إلى 4-3-3 صريحة، مع فتح الأطراف بقليل من الأجنحة ومزيد من ارتكازات "الريشة" على الطريقة الإيطالية.

لاعب بحجم ألفيش يستطيع شغل مركز الجناح في خطة 4-3-3، كذلك الظهير الحر مع 3-5-2 أمام ثلاثي دفاعي صريح، بالإضافة إلى لاعب وسط مائل لليمين في تركيبة رباعي الارتكاز، وبالمثل يستطيع أن يملأ ساندرو مركزي الظهير والجناح، أما بنعطية فيجيد بشدة لعب دور المدافع الثالث الحر، مع ميل إلى الظهير الأيمن من أجل التمرير وبناء الهجمات.

لاعب واحد في 3-4 مراكز، فكرة تجعل المدير الفني قادراً على توظيف أكثر من رسم خططي في المباراة الواحدة، وحتى في حالة خروج بوغبا، فإن بيانيتش رفقة ماركيزيو وخضيرة والبقية، أسماء قادرة على تدوير الآلة اليوفنتيتية فيما يخص ربط خطوط الفريق ونقل الهجمة من الخلف إلى الأمام، ومع خروج جناح مثل كوادرادو، وصل الفريق سريعاً إلى اتفاق مع الكرواتي بياكا.

يتبقى فقط جلب مهاجم إضافي إلى الفريق، ويبدو أن المفاوضات الأخيرة مع هيغواين حقيقية 100%، لأن ما ينقص اليوفي في ظل رحيل موراتا المتحرك، وقرب بيع بوغبا المنتظر، سيكون فكرة وجود حاسم هجومي جديد على مقربة من ديبالا.

لغة الأرقام تقول إن بوغبا ساهم في 20 هدفاً بالدوري في الموسم الماضي، بينما ساهم موراتا في 14، وبالتالي فإن مهمة يوفنتوس القادمة ستكون في جلب مهاجم قادر على تحقيق هذا الرقم أو الاقتراب منه، لذلك لهثوا خلف غونزالو، وفي حالة استمرار الفشل، سيكون هناك إيكاردي، أو لاعب جديد مفاجأة، في كل الأحوال سيحاول أليغري بشتى الطرق التعاقد مع رقم 9 جديد، حتى وإن لم يجلب بديلاً لبوغبا في المنتصف.

المساهمون