يورو بالعربي...أيسلندا بطلة في التصفيات في أول مشاركة

FA75911F-93E5-4D86-8C62-4BD8C2710E59
رياض الترك
صحافي لبناني وكاتب رياضي في موقع وصحيفة العربي الجديد منذ عام 2014. مولع بالرياضة ومختص في شؤون إدارتها أيضاً.
05 يونيو 2016
E40F9E05-89B4-4A99-B625-1081BC700969
+ الخط -
في جولة تحضيرات يورو 2016، نستعرض كل ما يهم عشاق المنتخب الأيسلندي الذي يشارك في البطولة الأوروبية لأول مرة في تاريخه ولذلك سيكون هذا الأمر تاريخياً له.

أصبحت أيسلندا بعد التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى "يورو" 2016 واحدة من بين أفضل المنتخبات، خصوصاً بعد الأداء المشرف خلال عشر مباريات، أثبتت من خلالها أنها ستكون حاضرة في البطولة القارية من أجل تحقيق نتائج إيجابية، في أول مشاركة رسمية في "اليورو".

لمحة تاريخية
لم يسمع أي شخص في العالم عن منتخب أيسلندا من قبل، فهو لم يحقق أي إنجاز تاريخي ولم يتمكن من المشاركة في أي بطولة عالمية أو قارية منذ أن تأسس اتحاد كرة القدم الأيسلندي، لم تنجح أيسلندا في التأهل إلى أي بطولة لكأس العالم منذ العام 1930 حتى 2014 في البرازيل.

في تصفيات أوروبا المؤهلة إلى مونديال البرازيل، كانت أيسلندا قريبة جداً من تحقيق الحلم والمشاركة في أول بطولة كأس عالم، ونافست المنتخب السويسري بشراسة في المجموعة، لكن الأخير تفوق عليها بفارق النقاط وحصل على الصدارة، في وقت أنهت أيسلندا التصفيات وصيفة للمجموعة التأهيلية.

في نفس الوقت لم ينجح المنتخب الأيسلندي في التأهل إلى نهائيات بطولة "اليورو" في أي مناسبة، وكان يحاول منذ العام 1976 حتى 2012 التأهل عبر التصفيات التأهيلية، لكن الفشل كان دائماً يلاحق هذا المنتخب الصغير، وصولاً إلى تصفيات القارة التي تؤهل إلى "يورو" 2016، ليحجز له مقعداً لأول مرة في التاريخ.

يُذكر أن أكثر مرة كانت أيسلندا قريبة من التأهل إلى البطولة الأوروبية، كان في يورو 2004، لكنها خسرت من ألمانيا في آخر مباراة بستة أهداف نظيفة، فخطفت اسكتلندا البطاقة المؤهلة منها.

الطريق إلى اليورو
وصلت أيسلندا إلى يورو 2016، بعد أداء مشرف وأكثر من رائع، إذ كانت تنافس وبشراسة على صدارة المجموعة أمام تشيكيا وتركيا، لتنجح في جمع 20 نقطة، وتضمن التواجد لأول مرة في البطولة الأوروبية، بعد تأهلها بالبطاقة الثانية مباشرةً عن مجموعتها الأوروبية.

بدأت أيسلندا التصفيات بشكل رائع، بعد استعراض كروي وفوز كبير على تركيا بثلاثة أهداف نظيفة، ثم حققت فوزاً عريضاً ثانياً خارج القواعد على لاتفيا بثلاثة أهداف أيضاً، وتابعت عروضها الجميلة وأكدت تفوقها في هذه المجموعة، بعد أن فازت على هولندا بهدفين نظيفين، لكنها خسرت في الجولة الرابعة من تشيكيا (2 - 1).

قبل أن تنتفض وتحقق فوزاً رابعاً في التصفيات على حساب كازاخستان بثلاثية نظيفة، عادت وانتقمت من تشيكيا على أرضها وأمام جمهورها (2 - 1)، وحققت فوزاً على هولندا في قلب أمستردام، وكانت السبب الرئيسي وراء فقدان "الطواحين" لبطاقة العبور.

ثم تعادلت بشكل مفاجئ على أرضها أمام كازاخستان بدون أهداف، وتعادلت مع لاتفيا (2 - 2) في الجولة قبل الأخيرة، بعد ذلك خسرت من تركيا في الجولة الأخيرة، لتفقد صدارة المجموعة، وتُنهي التصفيات في المركز الثاني، وتحقق إنجازاً تاريخياً بالوصول إلى أول بطولة يورو في تاريخها الكروي. سجلت أيسلندا في التصفيات الأوروبية 17 هدفاً في وقت تلقت شباكها ستة أهداف، وحققت ستة انتصارات مقابل خسارتين وتعادلين.

تكتيك المنتخب
يلعب المنتخب الأيسلندي بخطة (4 - 4 -2)، مع الاعتماد على الفكر الهجومي في كل المباريات، حتى أن المنتخب يملك مهاجمين كانوا من بين الهدافين في التصفيات الأوروبية الأخيرة. ويُعتبر جيلفي سيجوردسون أحد أهم الركائز التي يعتمد عليها المدرب لارس لاجيرباك في أيسلندا.

وتُعتبر أيسلندا من المنتخبات المنظمة كثيراً على أرض الملعب، ومن الصعب أن يخترق أي خصم الخطوط الثلاثة بسب ترابطها واقترابها من بعضها البعض، وحتى أن المدرب لاجيرباك يلعب بأسلوب لعب سويدي مثلما كان يفعل مع المنتخب السويدي عندما كان مدرباً.

ومن أبرز ميزات أيسلندا أنها تركز على المرتدات السريعة، حيثُ يركز لاعب مع حامل الكرة والآخر يغير مركزه ويهرب، كما ونجد كثيراً في هذا المنتخب الألعاب المختلفة، وتغيير المراكز خصوصاً بين المهاجمين والأجنحة، من أجل إرباك الخصوم بنوعية لعب مختلفة في مباراة واحدة أحياناً.

في المقابل تصب أيسلندا تركيزها على سرعة تحرك اللاعبين والدقة في تمرير الكرات خلال الهجمات، والأهم هو سرعة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم وهي ميزة قد تجعل أيسلندا تتفوق في اليورو. في المقابل وفي دراسة فنية لأداء أيسلندا في التصفيات، بدا واضحاً أن المدرب منح حرية التحرك للمهاجمين، في وقت أعطى المدافعين صناعة اللعب من الخلف، وهو التكتيك الذي وصفته الصحافة بـ "التكتيك السويدي".

حظوظ في المجموعة
تلعب أيسلندا في مجموعة متوسطة المستوى إلى جانب المنتخب البرتغالي والنمساوي والمجري، العبور من هذه المجموعة لا يبدو في غاية الصعوبة ويحتاج إلى التركيز في المباريات الثلاث، خصوصاً المباراة الأولى والثانية، لأن أيسلندا ستواجه البرتغال في افتتاح مبارياتها في البطولة الأوروبية.

والمنتخب البرتغالي وإن كان مستواه مترنحاً في الوقت الحالي، إلا أنه في المناسبات الكبيرة يظهر بأفضل طريقة ممكنة، ويكفي أنه يملك مهاجماً عالمياً بحجم رونالدو. في المباراة الثانية تلعب أيسلندا ضد النمسا أحد المنتخبات التي أثبتت أنها قوية في التصفيات الأوروبية، منتخب يملك عناصر مُميزة، وهو مرشح بارز لحصد لقب الحصان الأسود في البطولة في صيف العام 2016.

وفي المباراة الأخيرة تلعب أيسلندا ضد المجر، منتخب صاعد عاد إلى الأضواء من جديد، لا يمكن الاستخفاف بقدراته الكروية بعد أن قدم تصفيات جيدة على المستوى الفني والبدني، على أيسلندا أن تخرج بأفضل نتيجة من البرتغال والنمسا أصعب الاختبارات، قبل مواجهة المجر، التي قد تحسم هوية حامل البطاقة الثانية في المجموعة.

تشكيلة أيسلندا
حراسة المرمى: هانيس هالدوسون، أوجموندور كريسلنسون، روبيرت أوسكارسون.
خط الدفاع: إلمار بيارنسون، أرل سكولانسون، راجنار سيجوردسون، بلكلر سيافارسون، سولفل أوتيسن.
خط الوسط: كارل أرناسون، بالكر بيارناسون، رورك جيسلاسون، أرون جونارسون، إمل هالفريسون، جيلفي سيجوردسون، أولافور سكولاسون.
خط الهجوم: جون دادل بودافرسون، ألفرد فينبوجاسون، يوهان جوندموندسون، كولبلين 

ذات صلة

الصورة

اقتصاد

تصبح آيسلندا الواقعة في شمال المحيط الأطلسي، بهذا التوقيت، أرض العجائب الخريفية، حيث يتغير الغطاء النباتي من اللون الأخضر الساطع إلى الظلال الغنية بالألوان، حتى المياه في الشلالات والبحيرات تصبح أكثر برودة، ومتلألئة بشكل كريستالي.
الصورة
حاصرت أيسلندا فيروس كورونا مبكرا (تولغا أكمن/الأناضول)

مجتمع

لم ينتشر فيروس كورونا الجديد بين سكان أيسلندا البالغ عددهم نحو 360 ألف نسمة بنفس الكثافة التي انتشر بها لدى جيرانهم في مجموعة دول الشمال التي تشمل إسكندينافيا وفنلندا، إذ طبقت الدولة الجزيرة منذ البداية "استراتيجية هجومية" لمحاصرة الفيروس.
الصورة
من التخطيط إلى القيادة...أخطر "هوليغينز" مونديال روسيا 2018

رياضة

لا يمكن إغفال دور شخصين بارزين في تنظيم "الهوليغينز" الروسي وهما فاسيلي المُلقب بالقاتل ورئيس المشجعين الروس في يورو 2016 أليكساندر شبريغين. الأول من مشجعي سبارتك موسكو المتعصبين والذي شارك في الكثير من أعمال الشغب في كرة القدم.

الصورة
أفضل لقطات اليورو

رياضة

جسّد طفل برتغالي أسمى معاني الروح الرياضية عقب نهاية المباراة التي جمعت منتخب بلاده بنظيره الفرنسي، وذلك بعدما حرص على مواساة مشجع فرنسي كان يبكي بحرقة عقب فشل منتخب بلاده في التتويج بلقب بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016"...

المساهمون