كوبا أميركا.. المهارة وحدها لا تكفي لفوز الثلاثي الكبير!

16 يونيو 2015
+ الخط -


بدأت كوبا أميركا بوتيرة ضعيفة، ثم تصاعدت النغمة الفنية مع توالي المباريات، والسر يعود إلى دخول الثلاثي الأميز في دائرة المنافسات، الأرجنتين مع ميسي، البرازيل بقيادة نيمار، وكولومبيا المدعمة بمهارات جيمس رودريغز، إنهم أفضل وأشهر نجوم البطولة كما أكد معظم الخبراء قبل الافتتاح، وبالتالي انتظر الجميع عرضاً خاصاً من فرقهم، لكن جاءت البدايات ضعيفة بشكل لا يحتمل السكوت، وأصبحت الفرصة مواتية أمام الجميع للمنافسة على البطولة من دون أي خوف.

تغييرات سلبية
بعد شوط أول مميز وتقدم بنتيجة هدفين من دون رد، توقع الجميع أن مباراة الأرجنتين والبارغواي ستكون نزهة كروية لأصدقاء ميسي، لكن كان لتاتا مارتينو المدير الفني لراقصي التانغو رأي آخر، بعد تعامله السلبي مع مجريات اللعب، وطريقة لعب الخصم خلال النصف الأخير من المباراة غريبة اللحظات.

هاجم الفريق البارغواني بقوة في الدقائق الحاسمة، وتحولت طريقة لعبه إلى 4-4-2 صريحة، بتواجد ثنائي هجومي متقدم يعاونه لاعبو الأجنحة على الأطراف. وعوضاً عن تقوية منطقة الوسط، واستغلال المساحات الشاغرة وراء دفاعات بارغواي، قام مارتينو بعدة تغييرات غريبة بعض الشيء، تيفيز مكان باستوري وهيغواين عوضاً عن أغويرو، ثم بيليا بدلاً من بانيغا.

فقدت الأرجنتين السرعة في المنتصف، وغابت تماماً الفعالية أثناء المرتدات، واختار تاتا زيادة عدد مهاجميه، رغم أن الأَولى كان دعم موزعي الكرات في المنتصف، ليفقد الفريق الأرجنتيني كامل سيطرته على منطقة الوسط، وينال منافسه تعادلاً ثميناً جداً، زاد من تعقيد هذه المجموعة المجنونة في كل شيء.

4-4-2 منقوصة
يمتاز المنتخب الكولومبي بوفرة فنية غير عادية في تشكيلته، منتخب يضم رباعياً هجومياً من العيار الثقيل، فالكاو، جاكسون مارتينيز، باكا، وتيو جوتيريز، بالإضافة إلى صانع لعب ذكي ومهاري بقيمة جيمس رودريغز، يعاونه جناح سريع وقوي مثل كوادرادو، لذلك يعتبر الفريق اللاتيني أحد الفرق المرشحة للوصول إلى أعلى المراكز في كوبا أميركا.

وخلال افتتاحية المجموعة الثالثة، حقق منتخب فنزويلا مفاجأة حقيقية، وهزم كولومبيا بهدف من دون رد، رغم السيطرة والاستحواذ على الكرة في معظم فترات المباراة. استسلم المدرب بيكرمان لنداء القلب، وقرر الاعتماد على التايغر فالكاو رغم انخفاض مستواه، مع إبقاء جاكسون على الدكة لمدة تزيد على تسعين دقيقة، لذلك ضعفت كثيراً خطة 4-4-2 هجومياً، بسبب عدم وجود مهاجم متحرك قادر على الضغط والعودة إلى الخلف لمساندة عمق الوسط الأمامي.

أما على صعيد الوسط، فعدم وجود لاعب "بوكس تو بوكس" بسرعة واندفاع غوارين، أدى إلى ضعف كولومبيا في لعبة التحولات، وظهر الفريق ضائعاً أثناء المرتدات من الهجوم إلى الدفاع، مع صعوبة إخراج الكرة بسهولة عمودياً، ما استدعى عودة رودريغز كثيراً إلى الخلف، فاحتفظ الفريق بالكرة لكن من دون سيطرة أو تحكم، وبالتالي يحتاج المدرب الأرجنتيني إلى انتفاضة قوية في الجولة القادمة، حتى يعود الفريق إلى دائرة الترشيحات.

أصدقاء نيمار
اشتهر المنتخب البرازيلي على مر تاريخه بخطة 4-2-2-2 على الطريقة اللاتينية، إنها الخلطة الأشهر على الإطلاق لراقصي السامبا، بعد تقديمهم أروع ألحان الفن الكروي في مونديال 1982، وتشاء الظروف أن يخسر السيلساو اللقب في هذا العام، قبل أن يفوز به مرتين فيما بعد بأداء عادي دون أي لمحة جمالية، لكن مع تحفظ دفاعي واضح ونزعة عقلانية.

لذلك سار كل المدربين الجدد للبرازيل على خطى كارلوس ألبرتو بيريرا، الرجل الذي اقتنص مونديال أميركا 94 مع المنتخب الكبير. ويحاول دونغا في ولايته الثانية إعادة البوصلة الصفراء إلى مسارها الصحيح، بعد الفشل الكارثي في المونديال الأخير. لذلك اعتمد المدير الفني على خطة خليطة بين 4-2-3-1 و 4-4-2، والحل يكمن في الساحر الجديد نيمار.

نيمار يلعب في مركز مغاير لبرشلونة، حيث فترة تألقه الواضحة على الرواق كجناح وساعد هجومي أيسر، لكن مع منتخب بلاده، يقوم النجم الشاب بدور الكل في الكل، أي صانع اللعب، المهاجم الرئيسي، ونظيره المتأخر، مع دور توزيع الكرات من المنتصف، إنه المهاجم "البوكس تو بوكس" القادر على جمع الأدوار الفنية في مركز واحد.

يعاني نيمار من ضعف خط وسطه، لذلك يعود كثيراً لاستلام الكرات من الخلف، بالإضافة إلى تركيز دونغا على اللعب الطرفي، بسبب انعدام فعالية محاور الارتكاز، لذلك يقوم الثنائي داني ألفيش وفيليبي لويس بدور محوري في صناعة الهجمات، مع بريق غير طبيعي لنجم برشلونة، لكن خلال الأدوار الحاسمة من عمر الكوبا أميركا، نيمار وحده لن يكون الضامن الكامل لخطف اللقب الكبير.

اقرأ أيضاً

لماذا يعاني منتخب الأرجنتين؟

تشيلي والمكسيك تتعادلان في مباراة مجنونة وفوز مفاجئ لبوليفيا

نيمار يعلنها: ميسي الوحيد الذي يستحق الكرة الذهبية

لمتابعة الكاتب

المساهمون