كثرة منصات التواصل الاجتماعي تسبّب الاكتئاب

14 يناير 2017
كلما ازداد عدد المنصات، ازدادت العوارض (عاطف خان/Getty)
+ الخط -
مع سيطرة الإنترنت على كافة مجالات الحياة المعاصرة، أصبح اعتماد أصحاب الأعمال بصورة رئيسية على الشباب، وذلك لقدرتهم الفائقة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، غير أن التعامل المفرط مع تلك التكنولوجيا أصبح لا يخلو من سلبيات.

لذا تعددت الدراسات المتخصصة لبحثها وعلاجها، مثل دراسة علاقة الإفراط في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي أثناء العمل بتزايد معدلات القلق والاكتئاب. وهو ما قامت به مؤخراً "جامعة بيتسبرغ لبحوث الإعلام والتكنولوجيا والصحة"، في ولاية بنسلفانيا الأميركية. 


الدراسة المنشورة ربطت بين عدد منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الشخص وبين مخاطر الاكتئاب والقلق المحتملة. وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يستخدمون من 7 إلى 11 منصة يتصاعد خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق لديهم أكثر بحوالي ثلاثة أضعاف عن أقرانهم الذين لا تزيد عدد المنصات التي يستخدمونها عن اثنتين، حتى بعد تساوي الوقت الذي يمضيه الفريقان في استخدام تلك المنصات بصفة عامة.

وقال المشرف الرئيسي على الدراسة، الطبيب براين بريماك، إن "هذه الرابطة التي كشفتها الدراسة قوية بما فيه الكفاية ليضعها الأطباء في اعتبارهم عند مناقشة مرضاهم الذين يعانون من الاكتئاب والقلق حول استخدامهم لمنصات متعددة، وتقديم المشورة لهم بأن هذا الاستخدام قد يكون ذا صلة بالأعراض التي يعانون منها".

أخذ براين وزملاؤه عينة من 1787 من البالغين في الولايات المتحدة، تتراوح أعمارهم من 19 إلى 32 عاما، وذلك باستخدام أداة لتقييم الاكتئاب، واستبيانات وضعوها لتحديد حجم استخدام "السوشيال ميديا" لدى أفراد العينة. كانت الاستبيانات تدور حول 11 منصة هي الأكثر شعبية: "فيسبوك"، "يوتيوب"، "تويتر"، "غوغل بلَس"، "إنستاغرام"، "سناب تشات"، "ريديت"، "تمبلر"، "بينتريست"، "فاين"، و"لينكد إن".

المشاركون الذين استخدموا من 7 إلى 11 منصة كانت مستويات القلق والاكتئاب لديهم تزيد حوالي 3.1 مرات عن نظرائهم الذين لم تزد المنصات التي استخدموها عن اثنتين. وهؤلاء الذين اعتادوا استخدام معظم المنصات كانت الأعراض أكثر لديهم بنسبة 3,3 مرات.

وضع الباحثون إجراءات للتحكم بالعوامل الأخرى التي قد تسهم أو تؤثر على معدل الاكتئاب والقلق بما في ذلك العرق والجنس والحالة الاجتماعية ودخل الأسرة والتعليم وإجمالي الوقت المستغرق في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأفاد الباحثون أن مجرد الميل لاستخدام منصات متعددة هو وسيلة للبحث عن الراحة والقبول، لكن مع ذلك فإن محاولة الحفاظ على تلك المنصات المتعددة، والتواصل المستمر معها قد يؤدي فعلاً إلى الاكتئاب والقلق.

المساهمون