القصة الكاملة لـ"سناب تشات": تطبيق يفرض نفسه بقوة

10 يناير 2016
(Getty)
+ الخط -
لخلق تطبيق ثوري يستحوذ على إعجاب الملايين، تحتاج لفكرة بعيدة عن التعقيد وفي نفس الوقت تحاكي اهتمامات الشباب الحالي. للوهلة الأولى، يُخال إلينا أنّه أمر مستحيل وذلك بسبب ملايين التطبيقات التي تجد صعوبة في إثبات نفسها بين المستخدمين. لكن منذ أعوام قليلة، وجد طالبان في جامعة ستانفورد فكرة بسيطة وثورية في آنٍ معاً. إيفان شبيغل وريجي براون، طرحا فكرة تطبيق تراسل للصور والذي حمل في البداية اسم Picaboo، ولاحقاً انضمّ لهما روبرت مورفي. عندما طرح إيفان الفكرة في أبريل/نيسان 2011 وسط صف التصميم كمشروع نهائي للتخرج، رفض بعض زملائه فكرة الصور غير الدائمة، معتبرين أنّها فكرة سطحية.

تمّ إطلاق التطبيق من غرفة والد إيفان للمرة الأولى رسمياً في يوليو/تموز 2011 تحت اسم "Picaboo"، ووصل عدد مستخدمي التطبيق بداية وحتى نهاية العام 2011 لـ 127 مستخدماً فقط. وللعمل على زيادة عدد المستخدمين، ركز فريق العمل على جعل استخدام التطبيق أسهل. من "Picaboo" تغيّر اسم التطبيق لـ"سناب تشات" ليصبح عدد الصور المرسلة كل ثانية 25 صورة بعد أقل من سنة واحدة، تحديداً في مايو/أيار 2012.
واعتباراً من 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، كان عدد الصور المرسلة عبر التطبيق أكثر من مليار صورة فقط عبر التطبيق الخاص بمتجر "آبل"، مع 20 مليون صورة يجري تراسلها يومياً. أمّا بالنسبة لأجهزة "آندرويد"، فقد أصبح "سناب تشات" متوفراً لها ابتداءً من 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.

لكن الشركة التي بدأت تنتشر وتستقطب مزيداً من المستخدمين، كانت تعاني مشاكل مالية
داخلية، مما استدعى الفريق للقيام بحملات جمع للمال عبر مستثمرين جدد. ومن نصف مليون دولار أميركي نهاية العام 2012، استطاعت الشركة أن ترفع الرقم لـ60 مليون دولار منتصف عام 2013. هذا الرقم الكبير يدلّ على ثقة كثيرين أن التطبيق أساسي وسيحقّق مزيداً من النجاح. ولعلّ أكبر دليل على ذلك العروض التي تلقّاها إيفان لبيع الشركة في ذاك العام. فرفض الرئيس التنفيذي لتطبيق "سناب شات" في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، عرضاً مقدماً من شركة "غوغل" للاستحواذ على شركته، مقابل 4 مليارات دولار أميركي. وعرض "غوغل" لم يكن الأول، فقد رفض إيفان عرضاً من "فيسبوك" قبل أشهر وصل 3 مليارات دولار. وبرّر إيفان رفضه تلك العروض إيماناً منه أن قيمة شركته سترتفع جداً في المُستقبل، نتيجة للنمو المُتزايد والسريع الذي يحققه التطبيق. وبالفعل ارتفعت لاحقاً قيمة التطبيق بعد الجهد وباقة التحسينات والميزات التي أضافها المطوّرون على تطبيق "سناب تشات". فقد قرّرت الشركة دعم الكاميرا لاستخدام المحادثات البصرية، وبالتالي سيتغيّر لون الزر الى الأزرق في حال أرسلت محادثة للمستخدم. كما أصبح بإمكان المستخدم إجراء مكالمات الڤيديو وبسهولة تامة، وستضيئ الشاشة بوجه المستخدم الآخر الذي يتحدث معه. والسهولة هنا تعني أنّ الاتصال لن يحوي رنيناً، ولا دعوة يجدر قبولها للبدء بالاتصال، الأمر الذي وجده كثيرون
غريباً.

وأوضحت الشركة أنّ تلك الميزات من شأنها أن تُشعر المستخدم وكأن الشخص الذي يتحدث معه موجود في نفس الغرفة، وأيضاً لتكون المحادثات فيه مختلفة كلياً عن كل مألوف في عالم المحادثات النصية والفيديو الموجودة مثلاً في "واتساب"، "سكايب" وغيرها.

"سناب تشات" هو تطبيق تراسل للتحدث ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو، ويتميّز عن غيره بامتلاكه ميزة فريدة من نوعها وهي إمكانية عرض الصورة أو مقطع الفيديو لمدة زمنية وجيزة تتراوح بين الثانية و10 ثوانٍ، قبل أن تختفي للأبد. ولجذب مزيد من المستخدمين، أضاف التطبيق ميزة My Story، والتي تتيح للمستخدمين مشاركة عدة صور ومقاطع ڤيديو مع جميع الأصدقاء من دون أن تحذف ولمدة 24 ساعة كاملة. وإضافة هذه الميزة أكدّت على سياسة الشركة التي ركزّت على المشاركات الفردية، أي فرد يتواصل مع مجموعة تماماً كالمشاركات الموجودة على الصفحات الخاصة في مواقع "فيسبوك" و"تويتر".

اقرأ أيضاً: ماذا يحدث في دقيقة واحدة على الإنترنت؟

وضمن مزيد من الإضافات، وسّع التطبيق هذه الميزة تحت اسم Our Story لتتيح لكل المستخدمين التعاون معاً لنشر الصور ومقاطع الڤيديو حول حدث معين غالباً ما يكون محصوراً في بلد أو منطقة وفي نافذة واحدة. واستغلّ التطبيق مهرجانات، حفلات ومناسبات عالمية ومحلية لتقريب الناس من بعضهم بعضاً عبر نشر عادات وتقاليد المستخدمين في مجموعة
صور ومقاطع ڤيديو متلاحقة. وللمشاركة بميزة Our Story” فقط على المستخدم تفعيل زر اكتشاف الموقع الجغرافي ليظهر له أي حدث يجري حالياً في مكانه. وتأتي هذه الميزة مشابهة في المفهوم لفكرة ما يُعرف بالمناسبات على موقع "فيسبوك"، حيث يشارك فيها الجميع في تغطية حدث واحد يشاهدونه جميعاً، وبالتالي تكون التغطية حية، متنوعة وبالطبع مباشرة بالصور ومقاطع الڤيديو التي تنقل الأحداث.هذا ويمكن للجميع مشاهدة الحدث، حتى من غير الأصدقاء، وتكون المشاركة بشكل تعاوني جماعي وعلى مدار الساعة. ويمكن للشركات استغلال الميزة الجديدة إعلانياً، عبر إدراج إعلانات مصوّرة منفردة أو داخل القصص اليومية لتظهر لكافة المستخدمين وتلفت انتباهم لمنتج جديد بوقت قصير.

وعلى الرغم من توجهّه بشكل أساسي للمراهقين، إلا أن "سناب تشات" يستخدم من مختلف الأعمار، وذلك وفقاً لعدة شركات أبحاث، حيث أشارت تقارير إلى أنّ غالبية مستخدمي التطبيق هم تحت عمر الـ 34 سنة. وأشارت الأبحاث أن نسبة المستخدمين بين 18 و24 سنة تبلغ حوالي 45 في المائة، ونسبة المستخدمين بين 25 و34 سنة حوالي 26 في المائة، في حين بلغت نسبة المستخدمين بين 35 و44 سنة حوالي 13 في المائة.

وبلغت نسبة المستخدمين بين 45 و54 سنة حوالي 10 في المائة، مقابل 6 في المائة للمستخدمين الأكبر من 55 سنة. ومن آخر التعديلات التي أضافها التطبيق، المرشحات والتي تسمح بتسجيل وتبادل صور مع خلفيات متحركة وثابتة. ويمكن استخدام اثنين من المرشحات معاً، كوضع التوقيت التي أخذ فيه المقطع بالإضافة إلى مرشح المكان. العدسات تتغيّر بشكل أسبوعي، لكن يمكن الرجوع بسهولة لأي عدسة عبر تغيير الوقت الزمني في الهاتف.

وعمل أيضاً مطوّرو التطبيق على تفعيل الأمن الخاص بكل حساب وذلك عبر تمكين التحقّق من تسجيل الدخول. وبمجرد القيام بذلك، سيصبح من المستحيل الدخول إلى حساب أي مستخدم من
جهاز خلوي آخر لحين قيام المستخدم بإدخال رمز يصل مباشرةً على هاتفه عن طريق رسالة نصيّة. ولمزيد من التغيير، حوّل التطبيق قائمة أفضل الأصدقاء والتي اعتاد عليها مستخدمو "سناب تشات" الى رموز تعبيرية تقدّم متعة أكبر وتفسيراً أوضح عن التفاعل بين الأصدقاء. التفسيرات مخبأة في قائمة "الخدمات الإضافية"، حيث تقدّم القائمة تفسيراً لمعنى كل حرف. على سبيل المثال، يمكن معرفة الفرق بين القلب الأحمر والقلب الأصفر وتغييرها لتخصيص الرموز التعبيرية لكل تعيين.

العديد من أخصائيي التكنولوجيا يجزمون أن العام 2016 سيكون عام "سناب تشات" الذي تخطّت قيمته الشرائية الـ 16 مليار دولار. ومع 9 آلاف صورة متناقلة في كل ثانية، وأكثر من 6 مليارات مشاهدة للفيديو على"سناب شات" يومياً، يبدو أنّه من أقوى التطبيقات لهذا العام، خصوصاً أنّ العديد من التطبيقات أصبح يستخدم ميزة الصور التي تبقى فقط لوقت قصير، وبسبب تميّزه بباقة تحديثات والتي عوّدنا التطبيق على طرحها كل شهر تقريباً.



اقرأ أيضاً: هذه هي التطبيقات الأكثر تحميلاً في 2015
المساهمون