انقلاب مفاجئ على أبرز واجهة إعلامية للمخابرات المصرية: نهاية أسطورة ياسر سليم

29 نوفمبر 2019
ألقت قوات الأمن القبض على سليم فجر اليوم (تويتر)
+ الخط -
أعلنت المواقع الإلكترونية المملوكة للمخابرات العامة المصرية، وعلى رأسها موقع "مبتدأ" الإخباري، أن أجهزة الأمن ألقت القبض على رجل الأعمال الشهير وضابط المخابرات السابق ياسر سليم، الذي كان من الشخصيات الفاعلة في عملية سيطرة المخابرات العامة على الصحف والقنوات الفضائية في مصر خلال السنوات الخمس الماضية.

وقالت المواقع بصياغة موحّدة، إن سبب إلقاء القبض على سليم هو "اتهامه بإصدار شيكات بدون رصيد للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية".

واللافت أن الشركة الشاكية والتي تعتبر من الشركات الجديدة في مجال الإنتاج الإعلامي، هي إحدى شركات مجموعة إعلام المصريين التي كان سليم نائباً لرئيسها، ويرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال المقرب من المخابرات العامة تامر مرسي، والذي كان قد أعلن العام الماضي تعيين ياسر سليم نفسه نائباً له في رئاسة المجموعة المملوكة للمخابرات.

كما ادعت المواقع أن سليم "كان هارباً"، مع أن بعض المواقع التي نشرت الخبر على عجالة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، كانت قد نشرت صوراً لاحتفاليتين أقامهما سليم في الشهر الجاري ودعا فيهما عدداً كبيراً من الفنانين، بأحد المطاعم التي يملكها بالقاهرة الجديدة.

وعُرف سليم منذ دخوله مجال الإعلام عام 2014 بأنه واجهة للمخابرات العامة، حيث عرف نفسه أكثر من مرة في عدة اجتماعات بأنه ضابط سابق، وكانت بداية نشاطه شراء حصة حاكمة من أسهم موقع "اليوم السابع" وشراء الحق الحصري للإعلانات المطبوعة والرقمية له، ثم أوكلت له الرقابة الإدارية إنتاج البرامج الرئيسية في التلفزيون المصري إبان فترة سيطرتها عليه قبل تركه للمخابرات، ثم اشترى موقعي "دوت مصر" و"صوت الأمة" وضمهما إلى "اليوم السابع" عام 2016 ثم اشترى شركة "بلاك أند وايت للدعاية والإعلام" وضم تلك الكيانات جميعاً لمجموعة إعلام المصريين.

وفي يناير/كانون الثاني العام الماضي وبالتزامن مع بدء خطة توحيد الإعلام الموالي تحت سيطرة المخابرات العامة وحدها وسحب المشروعات التي كانت موكلة للداخلية وغيرها من الكيانات، تم تعيين ياسر سليم نائباً لرئيس مجموعة إعلام المصريين، ثم في إبريل/نيسان أعلن عن توليه رئيس مجلس إدارة مجموعة "الحياة والعاصمة وراديو دي آر إن" قبل ضمها إلى مجموعة إعلام المصريين.

وإلى جانب ذلك كان لياسر سليم الذي يلقب في أوساط المخابرات والإعلام الموالي للسلطة بـ"القبطان" أنشطة استثمارية أخرى في مجال المطاعم السياحية والفنادق وتجارة السيارات، بالشراكة مع رجال أعمال آخرين.


كما برز اسم ياسر سليم باعتباره أحد الشخصيات التي أشرفت على إعداد قائمة "في حب مصر" التي فازت بالأكثرية النيابية بالانتخابات التشريعية الماضية، وهو أيضاً أحد المتداخلين بقوة في إدارة حزب "مستقبل وطن" أقرب كيان سياسي للسلطة الحاكمة حاليا.

ويعتبر هذا الإجراء هو الأقسى بحق شخصية على هذا المستوى الاستثنائي من النفوذ والقرب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونجله محمود ومدير مكتبه عباس كامل.