"المفترسون الرقميون": جهات تستبد بالصحافة

13 مارس 2020
تزامن التقرير مع "اليوم العالمي لمكافحة الرقابة السيبرانية" (Getty)
+ الخط -
أطلقت منظمة "مراسلون بلا حدود" قائمة بـ "المفترسين الرقميين"، تصنّف عشرين جهة اعتبرتها الأسوأ حول العالم في مجال الرقابة السيبرانية والقمع المنظم على شبكة الإنترنت. وتزامن تقرير "مراسلون بلا حدود" يوم الخميس مع "اليوم العالمي لمكافحة الرقابة السيبرانية".

وأشارت المنظمة العالمية إلى أن تقريرها يوثق الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، التي يُزعم أنها مسؤولة عما وصفته بـ "الخطر الواضح على حرية الرأي والتعبير" التي تضمنها "المادة 19" من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

صنفت المنظمة "المفترسين الرقميين" تحت أربعة عناوين عريضة: المضايقة، والرقابة الحكومية، والتضليل، والتجسس أو المراقبة. يتضمن الجرد الأنظمة الاستبدادية وشركات القطاع الخاص، ومقرها في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والكيان الإسرائيلي، والمتخصصة في البرامج التي يمكن استخدامها في التجسس الإلكتروني.

وقال الأمين العام لـ "مراسلون بلا حدود"، كريستوف ديلوار، إن "الزعماء الاستبداديين وراء النشاطات المفترسة ضد حرية الصحافة يمدّون مخالبهم إلى العالم الرقمي، بمساعدة جيوش من المتواطئين والمرؤوسين وأتباعهم الذين ينظمون ويصممون المفترسين الرقميين".
وأوضح ديلوار: "قررنا نشر هذه القائمة التي تضم 20 مفترساً رقمياً ليس فقط لفضح جانب آخر من انتهاكات حرية الصحافة، لكن أيضاً للفت الانتباه إلى حقيقة أن هؤلاء المتواطئين يتصرفون في بعض الأحيان من داخل الدول الديمقراطية". وأضاف أن "معارضة الأنظمة الاستبدادية تعني أيضاً ضمان عدم تسليمها أسلحة قمع الصحافة من الخارج"، في إشارة إلى الشركات البريطانية والألمانية والسويسرية التي يُزعم أنها متورطة في تقديم برامج تجسس للجهات المسيئة.

وفي حين أن بعض الكيانات والأساليب المدرجة، مثل تلك المرتبطة بالكرملين وطهران والصين، موثقة على نحو جيد، بما في ذلك الاستخدام الشرس للحسابات الزائفة والتجسس عبر الإنترنت والتضليل، فإن التقرير وصف كيف أصبحت طرق التحكم الرقمية هذه أكثر انتشاراً.

وكشف التقرير نفسه عن "مكتب كراهية" مزعوم في إدارة الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو. المكتب المذكور أعلنت عنه أولاً عضو البرلمان والحليفة السابقة لبولسونارو، جويس هاسيلمان، قائلة إنه يتألف من مستشارين رئاسيين، ويديره نجل الرئيس كارلوس. ويطلق المكتب حملات ضدّ الصحافيين على نطاق واسع، وبينهم الصحافي السابق في "ذا غارديان" البريطانية الذي يعمل حالياً في موقع "ذي إنترسبت"، غلين غرينوالد.
كما يحث التقرير في حملة "إعادة المعلومات" على وسائل التواصل الاجتماعي التي ترعاها الدولة وتديرها وزارة الأمن العام الفيتنامية. جيش من 10 آلاف جندي إلكتروني، دوره الظاهري محاربة "الانتهاكات" عبر الإنترنت و "القوى الرجعية"، ويعني في الواقع استهداف من يعارضون الحكومة.

وعلى قائمة "مراسلون بلا حدود" برزت أيضاً شركة الأمن السيبراني المتمركزة في الولايات المتحدة، "زيروديوم"؛ إذ أشارت المنظمة إلى أن "زيروديوم" تحصل على معلومات حول نقاط الضعف في البرامج المستخدمة على نطاق واسع من المتسللين والباحثين الأمنيين قبل بيعها لأطراف ثالثة.

تجدر الإشارة إلى أن المنظمة أطلقت في اليوم نفسه مكتبة افتراضية في لعبة الفيديو "ماينكرافت"، تتيح للاعبين الاطّلاع على مقالات لصحافيين تعرّضوا للاغتيال أو التهديد أو النفي، في مسعى لمساعدة مستخدمي الإنترنت في الالتفاف على الرقابة. وأوضحت المنظمة، في بيان، أنّ هذه المنشأة الافتراضية "باتت متاحة على خادم (سيرفر) مفتوح لجميع لاعبي (ماينكرافت) حيث كانوا في العالم".

ولفتت "مراسلون بلا حدود" إلى أنّ المكتبة الافتراضية هذه "مليئة بكتب تضم مقالات طاولها مقصّ الرقابة في بلدانها الأصلية"، وهي لصحافيين تعرّضوا "للحظر أو السجن أو النفي أو حتى القتل". وتعود هذه المنشورات لصحافيين من خمسة بلدان هي مصر والسعودية وروسيا وفيتنام والمكسيك.
المساهمون