​يوم الصحافة في الجزائر... بؤس المهنة وإكراهات السلطة

22 أكتوبر 2018
يعيش الصحافيون حالة استياء (فيسبوك)
+ الخط -
يحتفل الصحافيون في الجزائر، اليوم الإثنين، بـ "اليوم الوطني للصحافة"، في ظل أوضاع مهنية واجتماعية وحالة استياء وعدم رضا واضح إزاء ما آلت إليه أوضاع المهنة والعاملين فيها.

وعبر رئيس "مبادرة كرامة للصحافيين"، رياض بوخدشة، عن قلقه من المآلات التي انتهت إليها مهنة الصحافة والظروف الصعبة والعصيبة التي يؤدي فيها الصحافيون عملهم. واعتبر أنه لا يوجد ما يؤشر على نية السلطة تحسين ظروف المؤسسة الصحافية ورفع الإكراهات والضغوط المسلطة على الصحافيين.

ورأى بوخدشة أن رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الصحافيين في هذه المناسبة "لم تخلُ كالعادة من دغدغة المشاعر بخطاب مطمئن. لكنه كلام بات مألوفاً، ولم يحمل الدعوة لأي إجراءات إصلاحية لقطاع الصحافة".

ووافقه الرأي الصحافي في قناة "الشروق"، جير بلقاسم، الذي أشار إلى أن "الرئيس اكتفى بحديثه عن الإعلام بتفاخره بفتح السمعي البصري وإنجاز أكثر من 20 قناة حرة في 20 سنة، وهي مدة حكمه. ومن جانب آخر حمّل الصحافة مهمة الدفاع عن الوطن. في رأيي الرسالة تجاهلت الواقع الحقيقي للصحافة وللقطاع عموماً ومرر عبر المناسبة رسائل سياسية".

ولا يختلف هذا عن موقف رئيس القسم السياسي في صحيفة "الحوار"، نور الدين علواش، إذ ركّز في تصريح لـ"العربي الجديد" على مأساوية الوضع الاجتماعي للصحافي الجزائري.

وأوضح علواش: "نحن نواجه يومياً مخاطر متشعبة وضغوطات رهيبة، سواء داخل قاعات التحرير أو خارجها، من دون نسيان الوضعية الاجتماعية الصعبة التي يعيشها أغلب العاملين في الصحافة، فلا رواتب محترمة ولا ضمان اجتماعياً ولا سلم وظيفياً محترماً، خاصة في القطاع الخاص، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة على الصحافيين أثناء أداء مهامهم".

وأضاف أن "كل هذا وغيره كثير يحدث أمام غياب إرادة حقيقية لترقية القطاع وإعادة الكرامة المهدورة لكل المنتسبين له؛ وكذلك أمام غياب نقابة حقيقية وقوية تدافع عن الصحافي وتسعى بالحوار الهادئ والمسؤول لتلبية مطالبه وانشغالاته، وتنتفض ضد أي تجاوز قد يطاوله".


وإذا كان وضع الصحافيين العاملين في المقرات المركزية للصحف صعباً، فإن الصحافيين المراسلين العاملين في الولايات والمناطق الداخلية يعيشون ظروفاً أكثر صعوبة.

وعلق الصحافي، رضوان عثماني الذي يعمل مراسلاً من ولاية برج بوعريريج شرق الجزائر أن "القطاع يعيش فوضى... هناك الكثير من الصحافيين والمراسلين في العديد من المؤسسات الإعلامية من دون تأمين ومن دون رواتب شهرية مشرفة".

وأرجع هذا الوضع إلى "الأزمة المالية التي تعاني منها العديد من وسائل الإعلام بسبب سياسة الإعلانات والتي تُعتبر ورقة ضغط من طرف السلطة، ناهيك عن المتابعات القضائية للإعلاميين التي تشير إلى أنه ليس هناك أي حرية تعبير ورأي".

ويعاني الصحافيون في الجزائر في السنوات الأخيرة من نقص الرواتب والوظائف بعد تعليق 60 صحيفة صدورها، بسبب نقص الإعلانات والضغوطات السياسية التي تمارسها السلطة ضد الصحف والقنوات التي لا تساير توجهاتها. وتُصنَّف الجزائر بحسب تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" في المراكز الأخيرة في مجال حرية الصحافة، وتحتل المرتبة 134.