الأردن: استنفار حكومي وقلق شعبي بسبب مقال عن أزمة اقتصادية

20 ابريل 2020
ضرب كورونا الاقتصاد العالمي (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
خلق مقال اقتصادي للكاتب الأردني ماهر أبو طير، في صحيفة "الغد" اليومية، أمس الأحد، تحت عنوان "هبوط اضطراري لن يستثني أحداً"، حالة من الجدل والاستنفار الحكومي.

وتصدّر وسم #ابو_طير "تويتر" الأردن خلال الساعات الماضية، وانتشر على "فيسبوك" أيضاً، بعد أن تناول الكاتب تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد الأردني، وبالتحديد عندما قال إن هناك مشكلة في تأمين رواتب شهر مايو/أيار المقبل بعد 10 أيام.

ويُعد ماهر أبو طير من كتاب الأعمدة البارزين في الصحافة الأردنية، فيما يعتمد جزء كبير من مقالاته على معلومات سُربت له، أو وصلت إليه بشتى الطرق، وهو الذي مارس مهنة الصحافة لسنوات طويلة، كانت فيها استجابة الجهات الرسمية لقصصه الإنسانية سريعة ومباشرة، ولا يتوقع أن يكتب من دون أن يدرك أثار مقاله على الجو العام في الأردن.

وتناول الكاتب أبو طير، الذي يصنّف في الأردن بأنه مقرب من السلطة، في مقاله، تداعيات أزمة فيروس كورونا على الأردن من الجانب الاقتصادي، وتحدّث عن أن الحكومة الأردنية لا تملك رواتب شهر مايو/أيار، وأن الوضع الاقتصادي للدولة في حال تجاوزت مفهوم الخطر إلى أبعد من ذلك بكثير. مضيفاً أننا بنهاية شهر نيسان سنعاني من هبوط اضطراري خطير ومهلك وسنعاني منه جميعا.

وقالت مواقع محلية أردنية إن السلطات استدعت الكاتب أبو طير، إلا أنه لم يصدر أي بيان رسمي حول ذلك، كما في العادة. فيما يعتقد البعض أنّ المقال من الممكن أن يكون بالون اختبار، ومحاولة لمعرفة اتجاهات الرأي العام والتأثير عليها، بعد أن أعلنت الحكومة اقتطاعات قاسية من رواتب الموظفين، خاصة المكافآت.

وشكّل المقال حالة من الرعب وسط المجتمع الأردني. وكان ذلك واضحاً في مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي استنفر وزير الإعلام أمجد العضايلة، الذي قال في تصريحات صحافية، إنّ الدولة قادرة على إيفاء التزماتها تجاه القطاع العام من صرف رواتب الموظفين، سواء في العام الحالي أو العام المقبل، من دون أي قلق أو خوف، مضيفاً أن وزارة المالية ستبدأ بصرف رواتب موظفي القطاع العام خلال اليومين المقبلين، إضافة إلى استعداد الحكومة لصرف مستحقات المتعطلين عن العمل في بعض مؤسسات القطاع الخاص وعمال المياومة والأسر المتضررة من تداعيات فيروس كورونا وحظر التجول.

وأكد العضايلة أن الحكومة قادرة أيضاً على تسديد التزاماتها الخارجية من قروض مستحقة عليها، موضحا أن البنك المركزي يملك احتياطات كافية تقدر بـ14 مليارًا و200 مليون دولار، ولا يوجد ما يدعو إلى القلق أبداً. وأشار إلى أن الوضع المالي مطمئن جداً، داعياً وسائل الإعلام إلى تحرّي الدقة والموضوعية عند كتابة أي معلومة، والرجوع لأصحاب القرار للحصول على المعلومة الصحيحة والدقيقة.


الرد الحكومي لم يقتصر على وزير الإعلام، بل خرج بدوره وزير المالية الأردني محمد العسعس، مؤكداً أنه سيتمّ صرف رواتب شهر إبريل/نيسان، اليوم الإثنين، لموظفي القطاع العام. مضيفاً أن رواتب شهر مايو/أيّار ستصرف قبل عيد الفطر.

وأضاف "نرجو عدم الالتفات إلى الإشاعات والمعلومات غير الدقيقة، فيما يخص الحديث عن المالية العامّة".


وشغل المقال الناشطين على مواقع التواصل وأشعل الردود. وفي هذا الإطار، قالت الناشطة دهمه الحجايا في تغريدة لها "سولافة الخزينة، وما فيه رواتب، أفلام محروقة، ترددت مرات سابقة يا أبو طير. منذ حكومة د عبدالرؤوف الروابده قالها الاقتصاد في غرفة الإنعاش".



اما سلطان العجلوني فقال في تغريدة له "إن تتفق أو تختلف مع الكاتب ا.ماهر ابو طير فهذا حقك، أما أن تطالب باعتقاله فهذا حمق سيرتد عليك.. إن أصبح القمع منهجاً فستكون أنت أيضاً من ضحاياه".
وكتب حساب الدكتور صرايرة في تغريدة له "ابو طير: خياران لا ثالث لهما، هل يتحدّث بمحضِ ارادته، وهو مُطالب بإثبات ذلك، علمًا ان الوزير العضايلة نفى ذلك، وعليه، يجب محاكمته لتهديد الامن الوطني وتهديد استقرار الوطن وتنفير المواطنين، وإن لم يستخدم الرزاز سلطاته الممنوحة اليه لذلك، يكون الخيار رقم 2 بالون..... سنرى.


من جانبه، قال مهند هاني العواملة في تغريدة له "الكاتب ابو طير شاء أم أبى يعتبر من الكُتاب المحسوبين على الديوان الملكي وفي مقاله أمران كلاهما سلبيان سواء إن كان اراد ايصال رسالة على لسان الدولة لجمع التبرعات وتبرير التقشف أم كشف واقع لم يتحدث عنه سابقا".


وكتب حساب شارلوك هولمز الأردني "لو كتب احدهم جاري مصاب سيلاحقه وزير الداخلية للقبض عليه أما أحدهم يكتب الوطن يحتضر فيلاحقه وزير الإعلام ليوضح. نقطة وأبو طير جديد".

المساهمون