في ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي... السوريون يتطلعون إلى الحرية

17 ابريل 2020
يأمل السوريون سقوط النظام (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -
تمر اليوم على السوريين الذكرى الـ 74 لجلاء المستعمر الفرنسي عن البلاد، بعد خروجه من سورية عام 1946 واستقلالها، ليتسلم السوريون إدارتها بعد فترة انتداب فرضتها تبعات الحرب العالمية الأولى. إلا أن الأحداث التي عصفت في البلاد، بعد ثورة السوريين عام 2011 ومواجهتها من قبل النظام القائم بالحديد والنار، جعلتهم يعيدون حساباتهم في يوم الذكرى، معتبرين أن سورية تحتاج إلى جلاء آخر بعد إخراج النظام والقوى التي استدعاها لمساندته خلال الحرب المستمرة منذ 9 أعوام.

وكتب المخرج السوري مأمون البني على "فيسبوك": "يا شباب سوريا هيا... 17 نيسان يوم العيد الوطني الوحيد (الجلاء) الذي نحتفل بذكراه، دعونا نتحد جميع السوريين بدون استثناء، لنلغي كافة الأعياد الوطنية المفبركة الأخرى، وننادي بعيد جلاء آخر، وهو إجلاء كل غريب عن سوريا مهما يكن لنعيد رونق وبهجة الشعب السوري كله، في احتفاله بـ 17 نيسان 1946... وكل عام وأنتم بخير".

وأعاد الناشط السياسي المعارض إياد قدسي منشوراً شاركه خلال المناسبة قبل خمسة أعوام، تحت تعليق: "في يوم 17 نيسان ذكرى الجلاء... جلاء القوات الفرنسية من سوريا. واليوم وفي ذكرى عيد الجلاء... نطلب جلاء كل القوى العسكرية والمدنية والمليشيات المسلحة الأجنبية من سوريا والعودة الى بلدهم غير مشكورين... كفاكم عبثاً وفساداً وتدميراً وسفك الدماء السورية البريئة".

وشاركت صفحة "الجامع الكبير في معرة النعمان" صورة لأحد وجهاء المدينة الذين عايشوا فترة الجلاء، وعلق عليها مسؤول الصفحة: "مناسبة 17 نيسان وذكرى جلاء المستخرب الفرنسي الذي صورته لنا الدراما والإعلام والمناهج السورية على أنه كان السبب الوحيد والفريد لكل مصائبنا (والعصملي معه زوراً وبهتاناً)... في هذه المناسبة أتذكر ما حكاه الحاج خالد دريس رحمه الله أنهم عندما كانوا يخرجون في مظاهرات ضد الفرنسيين كانوا أحياناً يحتمون بحرم الجامع الكبير في معرة النعمان وكان الدرك الفرنسي الذي يطاردهم ينتظر خارج الجامع محجماً عن دخوله حرمة له أو هيبة ربما، وتداعت على خاطري ما فعلته فيما بعد تلك العصابة المجرمة في جوامع سورية وأهلها. وبمناسبة ذلك اليوم نتوجه برسالة الى الفرنسيين مردها: لقد كانت أيامكم بلا شك أياماً سوداء ثقيلة على نفوسنا ولكن كان يوم خروجكم أشد سواداً بما هيأتم الأمور وقلدتم الحكم لتلك الحكومات العميلة التي حكمتنا من بعدكم".

وتهكّم مدير الإنتاج بسام قطيفان على معنى عيد الجلاء: "قال جلاء قال.. والله رغم إني من عائلة تتداول الشأن الوطني. إلا إني لحد ما صرت بالجامعة لفهمت شو يعني عيد الجلاء، وكنت دايماً أسأل حالي ليش الناس بيحتفلو بالجلاءات قبل آخر المدرسة؟ وكان هو الجلاء الوحيد "الحقيقي".. والصورة تعبِّر".

وسخر المدون سمير النحيلي من الاحتفال بذكرى الجلاء في ظل وجود المليشيات في سورية وتردي الخدمات في البلاد، مشاركاً مقطعاً مصوراً يظهر افتتاح مضخة بسيطة للاستخدام الزراعي، وعلق عليه: رؤساء الفعاليات... الاحتفال بتدوير ماكينة مياه عمرها 30 سنة بمناسبة عيد الجلاء ببلدة البوليل... التابعة لمدينة موحسن بريف ديرالزور الخاضع لمليشيات إيران".

وشاركت صفحة "رئاسة الجمهورية العربية السورية" التي يديرها المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري لرأس النظام السوري بشار الأسد (فيديو مونتاج) بمناسبة الذكرى معلقة عليه: "قدر سورية أن تصيبها الملمات ولكن قدرها أيضاً أن تكون عزيزة قوية مقاومة ومنتصرة..#عيد_الجلاء #IndependenceDay"، وأدرجت ضمن الفيديو مقاطع تحرض على التعرض للدوريات الأميركية التي تسير في شرق البلاد ومناطق الوجد الأميركي، من خلال مهاجمة مسلحين لعربات ومقار ترفع العلم الأميركي. لكن يبدو أن الرئاسة نسيت الوجود الإيراني والروسي وعشرات المليشيات التي ترفع رايات مختلفة في طول البلاد وعرضها، بعدما جاء بها النظام بنفسه للحفاظ على حكمه، وفق المعلقين والمتفاعلين.

المساهمون