الصحافي المصري معتز ودنان يعاني في السجن...ومحاميه: أخبرني أنه بخير ثم سقط

30 يوليو 2018
معتز ودنان يعاني صحياً (فيسبوك)
+ الخط -
نشرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وهي منظمة مجتمع مدني مصرية، شهادة على لسان محاميها عمرو محمد، روى فيها تفاصيل آخر زيارة جمعته مع الصحافي المصري المعتقل معتز ودنان.

وودنان هو صحافي مصري ومراسل موقع هافنجتون بوست، أُلقي القبض عليه في 16 فبراير/شباط 2018 على خلفية حوار أجراه مع رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق،
هشم جنينة، ويحاكم حاليًا من قبل القضاء العسكري المصري.

في شهادته قال المحامي: "حصلت على تصريح رسمي من النيابة العامة لزيارة معتز ودنان، يوم الأحد 29 يوليو/تموز. تواجدت أمام البوابة الخارجية لسجن طره في الساعة الثامنة صباحاً، والذي يشمل بداخله سجن الاستقبال وسجنين شديدي الحراسة 1 و2. وقفت لمدة ساعة حتى استطعت العبور من تلك البوابات وكانت الساعة التاسعة والربع".

وتابع: "بعد تفتيشي تم سؤالي من قبل أحد الضباط: داخل تزور مين يا أستاذ؟ قلت له: المعتز محمد شمس الدين، فسأل مجددًا: إنت مش زرته قبل كده؟ قلت له: لأ، دي أول مرة، فسأل مجددًا: إنت كنت محبوس قبل كده؟ قلت له: لأ، أنا محامي وجَيْ أزور المتهم، فرد: وإيه يعني ما المحامين يتحبسوا عادي يعني".

وأضاف: "دخلت بعد ذلك للمكان المخصص لانتظار السيارة المخصصة لنقل الزائرين (الطفطف). ولحظة وصول الطفطف، قيل لي: ثواني يا أستاذ مش هتركب غير لما نقولك، فقلت: ليه؟ فقيل لي: دي تعليمات".

وتابع: "استطعت أخيرا ركوب الطفطف في الساعة العاشرة والنصف. ولحظة وصولي إلى بوابة سجن شديد الحراسة 2، توجهت لأمين الشرطة المسؤول عن تسجيل أسماء المتهمين وذويهم في الكشوف، أخذ مني أصل تصريح الزيارة الصادر من نيابة أمن الدولة والبطاقة، ودخل البوابة".

واستطرد: "بعد ذلك، نادى أمين الشرطة: اللي عنده زيارة ييجي.. فتوجهت إلى البوابة، فقال: ثواني يا أستاذ، إنت لسه مش دلوقتي، اتفضل انتظر شوية. فانتظرت أمام البوابة الخارجية لسجن شديد الحراسة".

وأكمل: "بعدها دار هذا الحوار:
هات الكارنيه يا أستاذ
اتفضل الكارنيه
انتظر شوية يا أستاذ
يعني هدخل ولا مش هدخل؟
بنعرض الأمر على رئيس المباحث".

وأضاف المحامي: "بعدها بنصف ساعة تقريبا، قال أمين الشرطة: خد يا أستاذ البطاقة والكارنيه وانتظر شوية.. بعد قليل قال أمين الشرطة: هات يا أستاذ البطاقة والكارنيه، فقلت له: هو في إيه؟ فرد أمين الشرطة: رئيس المباحث عايزهم".

وأكمل المحامي: "أثناء فترة انتظاري شاهدت والدة متهم معها تصريح زيارة من نيابة أمن الدولة تم رفض زيارتها. قال لها أمين الشرطة: مش هتدخلي يا حاجة خدي البطاقة، ولو عايزة تسيبي أمانات سيبيها".

واستطرد: "ثم سألت أمين شرطة خارج البوابة الساعة كام؟ فأجاب: الساعة 12 ونصف يا أستاذ. بعدها أمين الشرطة خرج من البوابة: تعالى يا أستاذ كلم رئيس المباحث".

وقال: "تم تفتيشي بعد تجاوز البوابة، وتقابلت مع رئيس المباحث وضابط آخر بملابس ملكية. فقال رئيس المباحث: إنت هتزور يا أستاذ 10 دقائق ومش هتكلمه غير في حاجتين: القضية وطمّنه على أهله، ولو اتكملت في حاجة تانية ورحمة أمي ما إنت داخل زيارة في السجن ده تاني.. أنا رئيس مباحث السجن".

"اضطريت أقوله ماشي علشان أطمئن على معتز"، قال المحامي، الذي أكمل روايته "تقابلت بعد ذلك مع معتز بجوار مكتب رئيس المباحث وليس في المكان المخصص للزيارات وضابط آخر، وظهر لنا ضابط ثالث وأمين شرطة. كنت واقفًا، مفيش مكان أقعد. وجاء معتز، لاحظت من الوهلة الأولى عدم قدرته على الحركة وظل طوال مدة الزيارة غير قادر على الوقوف ومتكئ عليّ. وظل الضباط وأمين الشرطة واقفين بجانبنا عشان يسمعوا ما نقوله".



ثم دار هذا الحوار بين معتز والمحامي:

معتز: أنا كويس يا أستاذ كويس جدا.. متقلقش محدش هنا بيعملي حاجة أنا المسؤول عن كل حاجة.

المحامي: متقلقش يا معتز أهلك بخير وبيطمنوك إنهم كويسين.
"وقع معتز على الأرض مغميا عليه بعد ذلك!"، بحسب المحامي، الذي تابع "الضباط قال: خلاص اتفضل يا أستاذ. فأجبته: عايز أطمئن على صحته، ده مغمى عليه! فأجابني: هنقيس الضغط والسكر يا أستاذ، هاتوا الدكتور".

وتابع المحامي: "معتز فاق، وقدر يقوم تاني بعد ما أغمي عليه.. وقال: أنا كويس متقلقش عليا.. بلاش تقول لأهلي حاجة متقلّقش أهلي عليا".​

وأضاف: "الدكتور وصل، قاس السكر طلع 237.. فقال رئيس المباحث: اتفضل يا أستاذ احنا هنقيس له الضغط بتاعه. وقال أمين الشرطة: يالا يا أستاذ الزيارة خلصت.. وانتهت الزيارة".
دلالات
المساهمون