صور مزيّفة من حلب؟ إليكم الصور الحقيقية

16 ديسمبر 2016
تواجه المدينة جريمة إنسانية (إنصار أوزدمير/الأناضول)
+ الخط -

يستمر النظام السوري وحلفاؤه في قتل وتهجير السوريين من مدينة حلب، بينما يسخّر مؤيدوهم مواقع التواصل الاجتماعي، لتصوير المذبحة الأبشع في القرن الواحد والعشرين كـ "انتصار" فوق جثث الأهالي. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بل يعتبرون التقارير الواردة عن جرائم الحرب "مبالغة" هدفها استهداف رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وأطلق المؤيدون وسم "كذب_بصورة_عن_حلب" على موقع "تويتر"، لـ "فضح الصور الكاذبة عن المدينة". لا بدّ أولاً من شكر الناشطين على إصرارهم على "تصويب العمل الإعلامي المهني"، بينما يواجه ما يقارب 100 ألف مدني كانوا يقطنون في أكثر من 27 حيّاً سكنياً سيطرت عليها قوات النظام السوري والمليشيات الطائفية المرافقة له مؤخراً في حلب، مصيراً مجهولاً.

وتتواصل حالات الإعدامات الميدانية والاختفاء القسري والاغتصاب في المدينة، بينما يطلّ علينا ناشط أو وسيلة إعلامية مناصرة للنظام السوري، لفضح "المؤامرة"، وتصويب تاريخ التقاط الصور، بأنها ليست من حلب، بل من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، حيث تعرضوا للقصف والحصار والتجويع من قبل قوات النظام السوري نفسه. وهنا، لا بدّ من شكرهم مرّة أخرى على تذكيرنا بأن نظام الأسد لم يكتف بقتل الشعب السوري، بل قتل أكثر من ثلاث آلاف فلسطيني، فضلاً عن وجود أكثر من 1100 معتقل، ونحو 220 ألف مُهجّر منهم 80 ألفاً وصلوا إلى أوروبا، منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.

طبعاً الصور المزوّرة موجودة، وهي أمر يسيء إلى مأساة حلب أكثر مما يفيدها، لكن مقابلها هناك آلاف الصور "الموثقة" التي توثّق المذبحة في المدينة، والتي لا يستطيع الممانعون إنكارها.

نبدأ بالصور المزيّفة، التي تناقلها كثيرون على أساس أنها من حلب، بينما تبيّن أنها من غزة، أو باكستان أو من مدن سوريّة أخرى لضحايا بشار الأسد. أبرز هذه الصور:




بضع صور مزيفة لن تغير في واقع أن الأسد وحلفاءه دمرّوا سورية، وقتلوا شعبها وهجروه. لن تغير بضع صور مزيفة حقيقة أن النظام السوري قتل المدنيين بالسلاح الكيماوي، وألقى البراميل المتفجرة فوق المدن المكتظة بالسكان، ونفذ مجزرة الحولة، واستهدف الصحافيين، ودمر وخرّب المستشفيات والمراكز الصحية، في ظل الاستهداف المباشر لطواقم الإسعاف.
لكن أمام إصرار جمهور النظام السوري على التأكيد أن صور حلب مزيّفة، هذه عيّنة من بعض الصور التي نشرتها وكالات الأنباء، تحديداً وكالة الأناضول:















هذه عيّنة من الصور التي تسمح الأخلاق الصحافية بنشرها إلى جانب مئات الصور التي تحتوي على صور لجثث مهشّمة، لا يمكن نشرها لفظاعة ما تظهره.



(العربي الجديد)