ذراع إعلامية لعباس كامل تضعه في دائرة "الظالمين"... هكذا أطاحت بالداعية رسلان

24 سبتمبر 2018
وزارة الأوقاف "لن تسمح باختطاف الخطاب الديني" (أحمد السيد/الأناضول)
+ الخط -
كشفت مصادر مطلعة كواليس جديدة لإلغاء وزارة الأوقاف المصرية تصريح الخطابة واعتلاء المنابر الخاص بالداعية السلفي محمد سعيد رسلان الذي يوصف بأنه شديد القرب من النظام الحالي.

وأوضحت المصادر أن الأزمة التي أطاحت بالداعية رسلان، والانقلاب عليه من جانب أجهزة الدولة، تسبب فيها الكاتب الصحافي محمد الباز، رئيس تحرير صحيفة الدستور، والذي يقدم برنامج 90 دقيقة على فضائية المحور، والمعروف بقربه من اللواء عباس كامل مدير جهاز المخابرات العامة والمشرف على ملف الإعلام. 

وقالت المصادر إن الأزمة بدأت باستعراض الباز لخبر في برنامجه، عن كتاب جديد بعنوان "لهذا تركناه"، أعده أحد أتباع رسلان، ويدعى محمد عبدالحي، تعرض فيه له بالهجوم بدعوى إساءته – أي رسلان - للأنبياء، وإعلانه الانشقاق عنه.
وقررت وزارة الأوقاف في بيان لها الأربعاء الماضي إلغاء تصريح رسلان ومنعه من صعود المنبر أو إلقاء أي دروس دينية بالمساجد لمخالفته تعليمات وزارة الأوقاف المتصلة بشأن خطبة الجمعة، وكلفت الشيخ أحمد عبد المؤمن وكيل الوزارة بأوقاف المنوفية بأداء خطبة الجمعة 21 سبتمبر/أيلول بالمسجد الذي كان يخطب به مع تعيين إمامين متميزين للمسجد.

فيما أوضحت المصادر أن تناول الباز الذي يعد أحد المساعدين المقربين لرئيس المخابرات الحالي في ملف الإعلام، لخبر الكتاب المسيء لرسلان، يأتي في إطار أسلوب الباز المتعلق بلفت الأنظار لبرنامجه عبْر تناول الأخبار المثيرة، لأسباب تتعلق بالمشاهدة، قبل أن تتطور الأمور ويقوم رسلان بالرد على الباز في أحد دروسه أمام جمع غفير من أتباعه، وهو الرد الذي كان بمثابة الكارثة التي تسببت في غضب جهات عليا في الدولة وفي مقدمتهم اللواء عباس كامل، بعد أن قام الباز باستعراض مقطع فيديو لرسلان خلال رده.
ولفتت المصادر إلى أن رسلان أخطأ بشكل فادح، عندما تعرض في رده، لمن يديرون المشهد الإعلامي في مصر، واصفاً إياهم "بالعصابة التي تشوه الأبرياء".



وقال رسلان في كلمته التي تسببت في غضب مسؤول "الأذرع الإعلامية" في إشارة لمدير المخابرات الحالي، وهو الوصف الذي يطلق عليه، منذ أن كان مديراً لمكتب رئيس الجمهورية، "فلينتظر هو ومن معه من أصحابه ورفاقه من أفراد العصابة حيث يعلم العالم كله كيف يرمي هؤلاء، الشرفاء بالبهتان"، متابعا "أسأل الله تعالى أن يعامله بعدله وأن يقطع أيديهم وأن يخرس السنتهم".

وأشارت المصادر بعد تلك الكلمة التي ألقاها رسلان أمام مريديه، إلى خروج الباز الذي يعد واحداً من الذين ينقلون رسائل ضمنية في خطابهم الإعلامي في برنامجه اليومي "90 دقيقة"، مؤكداً أن "رسلان الذي له مريدون بالملايين اعترف اعترافاً خطيراً يخلينا نقول لسعيد رسلان اقعد في بيتك مش عايزين نسمعك تاني". واستطردت "على الفور انطلقت حملة "ذبح" الرجل (أي رسلان) في عدد من المواقع والصحف، التابعة لأجهزة سيادية في الدولة، عبْر مجموعة من التقارير التي تهاجمه بشكل فج، وتسرد تاريخه، باعتباره أحد من يشوّهون الدين الإسلامي عبر السرد والنقل من كتب الأئمة السابقين، بما لا يناسب العصر والواقع الحالي، بشكل دفعه إلى تكفير المخالفين له في الرأي".

وكانت وزارة الأوقاف قد شددت في بيانها الخاص بمنع رسلان من صعود المنبر "على أنها لن تسمح لأحد كائنا من كان بالتجاوز في حق المنبر أو مخالفة تعليمات الوزارة أو الخروج على المنهج الوسطي أو اتخاذ المسجد لنشر أفكار لا تتسق وصحيح الإسلام ومنهجه السمح الرشيد، كما أنها لن تسمح لأحد كائنا من كان شخصاً أو حزباً أو جماعة باختطاف المنبر أو الخطاب الديني وتوظيفه لصالح جماعة أو أيديولوجيات منحرفة عن صحيح الإسلام".

وقرر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، "إعفاء أي قيادة مهما كان مستواها الوظيفي بالوزارة أو المديريات من عملها القيادي فوراً إذا ثبت تمكينها لشخص غير مصرح له بالخطابة من صعود المنبر أو تقصيرها في العمل على منعه"، مؤكدا أن الحفاظ على المنبر ونشر صحيح الدين قضية أمن ديني وقومي لا تسامح مع من يخالف التعليمات الصادرة من الوزارة بشأنهما، في ظل إعلاء شأن ودولة القانون.

ودأب رسلان قبل الانقلاب عليه من جانب أجهزة الدولة، في الهجوم على معارضي النظام السياسي والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي لدرجة جعلته يعمد لتكفير عدد منهم في أكثر من مناسبة سابقة.

ووصف رسلان في خطبة له قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شهدتها مصر في مارس/ آذار الماضي، أمام حشد من أتباعه ومريديه، الداعين لانتخابات رئاسية، والرافضين لتعديل الدستور ومد فترة ولاية الرئيس، بـالمتآمرين الذين يريدون هدم الدولة وإثارة الفوضى، قائلاً "إن ولي الأمر المسلم الذي ولاه الله منصبه لا ينازع ولا ينافس في منصبه وهذا ما يقوله الشرع وينص عليه، وإن من يسعون لغير هذا فهم يريدون إسقاط الدولة لخدمة أهداف أعداء الأمة.

ويوجه دعاة ومراقبون اتهامات لرسلان، بليّ النصوص الدينية وتطويعها لخدمة النظام السياسي، وإضفاء قدسية على تحركاته وقراراته.
دلالات