الكتائب الإلكترونية تدعم رغدة...لامتصاص غضب المصريين على مجازر حلب؟

01 مايو 2016
محاولة تشويه لحقائق حلب (تويتر)
+ الخط -
"الخطة يا افندم علشان نضرب التعاطف مع حلب... نجيب الفنانة رغدة اللي الناس بتحبها مع لميس وتدافع عن بشار... بعض مواقعنا وكتائبنا تدور على صور مش من حلب ونقول دي صور غلط وحلب تمام مافيهاش حاجة... تمام يا أفندم جاري تنفيذ الخطة"، هكذا تخيل ناشطون الحوار الذي دار بين اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأذرعه الإعلامية.

رغدة المعروفة بتطرفها في تأييد الأسد، ظهرت في حوار مطول على فضائية "سي بي سي"، في الوقت الذي تعاطف العالم كله مع حلب التي تدكها طائرات النظام السوري، لتتغزل في بشار الأسد ونظامه.

أكدت رغدة إصرارها على تأييد النظام السوري، بدعوى وقوفه أمام المخطط المتآمر لإسقاطه، على غرار المجلس العالمي وحروب الجيل الرابع في مصر، وأن الأسد وجيشه هو المسمار المتبقي في وجه الإرهابيين والإخوان الممولين.

وحينما حاولت لميس بصوت منخفض تذكير رغدة بالثلاثمائة قتيل في حلب، و"احتمال" مسؤولية الأسد عنهم، ردت رغدة بدم بارد: "هم أكتر من كدة لكن كل ده مايخلنيش أغير وجهة نظري وتأييد الرئيس الدكتور بشار والجيش السوري".

وحاولت رغدة استخدام موهبتها التمثيلية وألفاظها العربية، في الترويج لبشار ونظامه، وقالت إنها "نذرت أن تقصر شعرها في حلب بعد رحيل آخر داعشي وإخواني ممول".

ولجأت لنفس أسطوانة المصريين المؤيدين للانقلاب، حين بدأت تتكلم عن الجيش ودعمه وأهميته، والهوية التي يحاول الإرهابيون تغييرها، ويقف بشار ونظامه ضدهم، في ظل دعم ولو بالسكوت من جانب لميس، التي لم يعتد منها السكوت، حتى أثناء حواراتها مع الراحل محمد حسين هيكل.


الكتائب الإلكترونية للنظام المصري، استقبلت تصريحات رغدة بالترحاب، ودشت وسمًا يحمل اسمها، استطاع بدعم من حسابات القناة والمؤيدين الوصول لقائمة الأكثر تداولاً على "تويتر"، يطبلون فيه لرغدة ووطنيتها، رغم بعض الناشطين الذي شاركوا في الوسم للهجوم على رغدة والنظام السوري.

فسخر منها محمد وقال: "هي عايشه بمصر، لو عايشة بسورية كانت غيرت رأيها، ما تروح تعيش مع بشار جايز ينوبها من الحب جانب". وتعجبت أماني قائلة: "هي الناس مالها متفاجأة من موقف #رغده كده! من اول احداث سورية ومن 18 مارس وهو ده موقفها...".

وبشكل مواز لفيلم رغدة ولميس، أكملت الأذرع الإلكترونية الخطة المرسومة لامتصاص غضب الشارع المصري، وتعاطفه مع السوريين في حلب، والتصدي لكم السخط الواقع على النظام السوري، والسيل المنهمر من الدعوات المطالبة بالقفز لإجراءات على الأرض، في الوقت الذي تثبت الأيام العلاقات السرية التي تربطه بالنظام المصري. وقامت بعض المواقع الإخبارية المعروفة بصلاتها الأمنية القوية وعلى رأسها "الموجز"، بنشر فرضية تهدف للتشكيك في مصداقية الصور القادمة من حلب، وقيام بعض من العاملين في الحقل الإعلامي بدعم تلك الفرضية، وبث الكراهية تجاه تركيا وقطر والإخوان، بدعوى أنهم يقومون ببث الصور لدعم المعارضة، وضرب نظام الأسد.



وكان من المتفاعلين مع خطة امتصاص التعاطف مع حلب، المذيع يوسف الحسيني، المغضوب عليه مؤخرا، الذي جمد برنامجه "السادة المحترمون" على "أون تي في" لأجل غير مسمى، إثر "تجاوزه الخطوط الحمراء"، والسخرية من السيسي شخصيا، ويبدو أنه يحاول مداعبة السلطة من جديد، والذي علق قائلا: "أمر يدعو للغرابة أو الضحك بمرارة عندما تجد الكثيرين يقعون في نفس الفخ أكثر من مرة وبنفس الأسلوب، فأغلب الصور التي روجت عن حلب ما هي إلا صور قديمة بعضها يصل إلى 2012، وقد يأتي سؤال لماذا الخلط المتعمد؟! وما هو المقصود به".

لكن البعض تصدى لتلك الحملة وسخر منها، فقالت الناشطة ميرنا الهلباوي: "تعريف النباهة: اللي بيكتب على فيسبوك إن صور حلب دي من 2015.. ماتزعلوش يا جماعة دي من كام شهر مش دلوقتي ولا حاجة.. حفلتنا كاساتنا وعلى وضعكم". في إشارة إلى أنّ الجريمة لا تنتفي مع مرور الوقت.
المساهمون