"آثار تدمر ليست أهم من أرواح ناسها"

17 مايو 2015
(GETTY)
+ الخط -

على وقع أخبار المعارك في تدمر، وبين محاولات تنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة على المدينة الأثريّة، وقصف النظام السوري، سارع الناشطون على مواقع التواصل إلى الحديث عن الموضوع. فنشروا صوراً لآثار المدينة من المسرح الأثري، قوس النصر، والتماثيل والمتاحف مع وضع عبارة "نظرة الوداع، شاهد قبل الحذف"، مع مخاوف من تكرار ما فعلته داعش بآثار الموصل العراقية، وأن حضارة تدمر اليوم مهددة بالزوال.

انتشرت عبارات "تدمر"، "سجن تدمر"، "داعش"، بالإضافة إلى وسمي "#تدمر"، و#أنقذوا_تدمر. وبينما أعرب عدد من المغردين عن خوفهم على آثار المدينة، اعتبر آخرون أنّ "آثار المدينة ليست أهم من أرواح ناسها". كما تحدث آخرون عن سجن تدمر.

وغرّدت سالي: "أبعدوا داعش عن آثارنا، اتركوا شيئاً للتاريخ كيف يفخر به الحاضر". وعلّق محمد: "داعش والنظام تقاسما المهمة، الطغيان لتدمير الإنسان ومستقبله، وداعش لتدمير الإنسان وماضيه، وأن العالم لا يبالي بدمنا ولا أولادنا أو مستقبلنا، فكيف بماضينا وتراثنا".

فيما تذمر بعضهم من التباكي والندب على آثار تدمر، في الوقت الذي حرقت فيه قوات الأسد البلد بمن فيه، واستباحت الدم والأرض، مؤكدين شعارهم الذي أطلقوه منذ اشتعال الثورة في سورية "الأسد أو نحرق البلد". 

اقرأ أيضاً: المواجهة في تدمر مؤجلة: النظام يستعيد السيطرة و"داعش" يحاصرها

وكتب علي الآتاسي: "من سكت على تدمير حلب القديمة، واستيقظ ضميره على تدمر، فهو حتماً لا ضمير". وقالت هيا، "كل شبر في سورية صار فيه آثار وبيوت مدمرة لأشخاص ماتوا أو هجروا دون عودة، عندنا مخزون من الآثار يكفي ليوم القيامة، لا تخافوا أيها المتباكون!".

ورأى ناشطون أن موجة تدمير الآثار والمعالم التاريخية وسرقتها وتهريبها، بدأت منذ عام 2012 على يد قوات الأسد وبشكل ممنهج، حيث قال شيخ موس علي، إن "نظرة واحدة من خلال خدمة غوغل، تظهر حجم الدمار الذي قام به الجيش السوري من حفر للخنادق - بناء دشم ترابية - شق طرق - تمركز آليات عسكرية في المنطقة الأثرية بالإضافة إلى تعرض بعض المدافن للنهب من قبل لصوص الآثار وقصف بعض المباني مثل معبد بعل".

وقالت زينة الباشا: "آثار ‫تدمر، كلها صارت بالقرداحة وطرطوس منذ ثلاث سنوات، سرقت في وضح النهار، اليوم لا يوجد إلا العواميد، لزوم وكالات الأنباء العالمية ومرهفي الحس التاريخي الوطنيين، وعدد من الصخور والتماثيل لزوم المشاهد التصويرية المتوقعة لقوات البغدادي".

وقال آخرون، إن داعش والنظام وجهان لعملة واحدة، ولا يجري بينهما قتال وينتهي لمصلحة داعش، إلا حيث النفط والآثار، في حين يدعي النظام أنه حامي الحضارات.

اقرأ أيضاً: كنوز تدمر بين "النظام وداعش"

فيما حذر رواد مواقع التواصل، من كارثة إنسانية متوقع حدوثها في حال سيطرة داعش على المدينة التاريخية، مع استمرار قصف قوات النظام، وقال عمر الملا إن "بداية المأساة ستكون بالعطش إذا تم قصف محطة الكهرباء، لأن اللآبار الرئيسية توجد على بعد 15 كم ويتم جر المياه عن طريق محولات كهربائية، وستكون هناك أزمة طحين في حال تم قطع طريق حمص المنفذ الوحيد لإرسال الطحين".

واستعرض الناشطون الأهمية الاستراتيجية لمدينة تدمر التي يتمركز فيها ثاني أكبر مطار عسكري "تيفور"، وغرد "رأفت العلي" أن "تدمر تعتبر بوابة السيطرة على بادية سورية، وبوابة تحرير حمص ودمشق مروراً بالقلمون الشرقي، كما تحتوي على ثاني أكبر مستودع للأسلحة، وسجن يعتبر من أسوأ 10 سجون في العالم، والذي يضم 10 آلاف سجين".

المساهمون