الصحافة الأوروبية ترحّب بـ"هزيمة الشعبوية" في هولندا

17 مارس 2017
تيلغراف:الاشتباك مع أنقرة سمح لروتي بتطمين الهولنديين (كارل كورت/Getty)
+ الخط -

بعد اتفاقية "بريكسيت" في المملكة المتحدة وانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وقبل الاستحقاق الرئاسي الفرنسي المرتقب، توجّهت الأنظار إلى الانتخابات التشريعية الهولندية التي تشكّل محطة رئيسية في الاستفتاء على الوحدة الأوروبية والصعود الكبير لليمين المتطرف الشعبوي.

وعلى الرغم من حصول الزعيم المتطرف خيرت فيلدرز على المركز الثاني، بعد حزب رئيس الوزراء الهولندي الليبرالي مارك روتي، فإن "أوروبا تنفست الصعداء بعد أن خفق قلبها ليل الأربعاء خوفاً من خسارة هولندا أوروبية"، وفقاً لصحيفة "لوموند" الفرنسية. 

صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية عنونت "صعود للخضر، إحباط فيلدرز، الهولنديون يقولون لا للشعبوية". ونقلت نتائج الانتخابات التي وصفتها بـ "الساخنة"، وقالت إن "خسارة مارك روتي عدداً من المقاعد مقارنة بانتخابات 2012، لم تمنع رئيس الوزراء من الاحتفال بهذا الفوز، لكنه سيضطر إلى تشكيل حكومة ائتلافية مع الديمقراطيين والتقدميين". 

وذكرت اليومية الفرنسية أنّ ارتياحاً كبيراً خيّم على أجواء القادة الأوروبيين، بدءاً من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي وجّه تحية لوعي الهولنديين، ونوّه بـ "انتصار أوروبي واضح ضد التطرف"، وصولاً إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي عبّرت عن سعادتها باستمرار التعاون الأوروبي مع صديقها روتي.

أما الصحافة البريطانية، فركّزت على الحذر الواجب من تلك النتائج، ورأت "ذا غارديان" أنّ الانتخابات الهولندية تعد مرحلة تجريبية بين صدمة "بريكسيت" وانتخاب ترامب من جهة، والانتخابات الفرنسية والألمانية من جهة ثانية، والخوف من صعود اليمين المتطرف الشعبوي إلى رأس السلطة في البلدين. 

صحيفة "ذا تيلغراف" أجرت مقابلة مع المحلل السياسي والمحاضر في جامعة أمستردام، أندريه كرويل الذي رأى "أن الاشتباك مع أنقرة سمح لرئيس الوزراء مارك روتي بتطمين الهولنديين ونسج خطاب منفتح لا يستفز مسلمي البلاد".

وأضاف كرويل أن "الرابح الأكبر من تلك الانتخابات هو ائتلاف اليسار/الخضر الذي حقق 4 أضعاف مقاعده مقارنة بانتخابات 2012. هذا يعود بشكل رئيسي لديناميكية جيسي كلافر (رئيس حزب اليسار الأخضر) ونشاطه، وقدرته على صياغة خطاب يساري ملتزم بمبادئ الخضر". 

في ألمانيا، سخر ديريك شومير في صحيفة "داي ويلت" من التهليل الكبير لخسارة اليمين المتطرف. ورأى أنّ "التخوف من فوز فيلدرز مبالغ فيه، لأنّ كل الأحزاب الهولندية لم تكن ترغب في التعاون معه، وبطبيعة الحال فإنّ الغالبية المطلقة لا يمكن تحقيقها وعلى الفائز أن يتوّج انتصاره بحكومة ائتلافية". 

وفي افتتاحية "ديرشبيغل"، كتب كلاوس هيكينغ مقالاً بعنوان "انتصار المنطق"، قال فيه إن "مارك روتي قدم نفسه كرجل حل للأزمة، وساعده كثيراً الهجوم التركي على بلاده، ما جعل الكثير من الناخبين يصطفون خلفه في هذا الاستحقاق". 

أما صحيفة "إلبايس" الإسبانية فعلّقت على خسارة فيلدرز، بالقول إن "أوروبا تتنفس مجدداً"، معتبرة أن "خسارة حزب إسلاموفوبي وشعبوي في أوروبا ستشكل ضربة معنوية لليمين الشعبوي في فرنسا وإيطاليا وستدعم النزعة الأوروبية بشكل أكبر". 

دلالات