قبيل حلول عيد الفطر، ووسط الحديث عن احتمال التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار، حلم الفلسطينيون في قطاع غزة بقضاء أيام العيد بهدوء، من دون تحليق مستمر للطائرات الحربية والقصف والموت المتواصل. في ذلك الوقت، أعدوا الكعك ووضعوا بعض الزينة، إلا أن الحرب لم تتوقف، وكل الأمل بالحد الأدنى من السلام تلاشى. كانوا يرضون بالعيش وسط الدمار والمأساة، وأملهم الوحيد هو توقف الحرب.
واليوم، يحل عيد الأضحى وسط ظروف أكثر سوءاً. مر أكثر من شهر على بدء العملية العسكرية في رفح، ما أدى إلى دمار في نصف المحافظة. يلملم الناس أنفسهم وبعضاً من أمتعتهم المهترئة، إلى أمكنة تصنّف آمنة، وإن لا مكان آمناً في قطاع غزة.
يسيرون وسط الدمار والعدم، بعدما دمر الاحتلال الكثير من القطاع. ربما سيعدّون كعك العيد، ويذبحون الأضاحي، وفي الوقت نفسه، يودعون شهداء جدداَ، ويخسرون المزيد من المنازل والكثير غيرها.
ومجدداً، سيحلمون بانتهاء العدوان، عسى أن يتمكنوا من تهنئة بعضهم البعض بلا موت. ذلك الاحتمال الذي يلاحقهم في كل دقيقة، بل كل ثانية. لن تمحو بهجة العيد أشهر المأساة وفقدان أكثر من 37 ألف شهيد، عدا عن آلاف الجرحى والمفقودين. لن يمحو العيد أصوات الاستغاثة ونحيب الأمهات والآباء وصرخات الأطفال الخائفين. لن تمحو شيئاً. العيد مجرد فرصة للإلهاء وتقديم الأضاحي والتضرع إلى الله.
(العربي الجديد)