ما يؤكده رجال الإطفاء في لبنان، وفي أنحاء العالم، أن مشاركتهم في مهمات الإنقاذ والإطفاء واجب في إطار عمل يتطلب درجة عالية من التنظيم والتعاون بينهم وبين باقي عناصر الوكالات المكلّفة بتنفيذ عمليات الإغاثة. وهم يواجهون دائماً تحديات كبيرة في التعامل مع عمليات ميدانية معقدة، فكيف الحال في الحرب؟
أغرقت الحرب الإسرائيلية لبنان في الدمار والحرائق التي استمرت بعضها أياماً. وكانت المهمات الأولى لرجال الإطفاء التدخل لإنقاذ ما أمكن من ممتلكات ومقتنيات، بعد قصفها بصواريخ شديدة الانفجار، والمشاركة في عمليات البحث عن أحياء بين الأنقاض.
وهذه المهمات واجهت، إلى جانب قلّة الإمكانيات، وهو أمر يعرفه الجميع في لبنان وخارجه، في ظل الأزمة الاقتصادية الكبيرة القائمة منذ سنوات، مشكلة عدم احترام العدوان الرسالة الإنسانية لرجال الإطفاء، على غرار مسعفي الدفاع المدني، وسواهم من عاملي الإغاثة، الذين سقط منهم شهداء وجرحى، ولا يزالون، في أنحاء لبنان.
ويوضح مسؤول في جهاز الإطفاء أن المعوقات والصعوبات الميدانية قائمة دائماً، خصوصاً أن العناصر يتعاملون مع مشاركة أناس ليسوا من أصحاب الاختصاص ميدانياً في عمليات البحث والإنقاذ، ومع وجود مدنيين وأهالٍ في المباني المدمرة. ومن المعوقات أيضاً استهلاك المعدات التي يعمل عناصر الجهاز على صيانتها دائماً كي تكون بأعلى جاهزية.
ويصرّ رجال الإطفاء في لبنان على أن رسالتهم من خلال المشاركة في عمليات الإنقاذ في هذه الحرب "هي أن الشعب اللبناني واحد، وأن العدوان لا يميّز بين أحد، لذا يجب أن يتكاتف الجميع".
(العربي الجديد)