وإن اختلفت الطقوس الرمضانية والروحانيات بين البلدان والمجتمعات، يبقى أن معظم الدول تشترك في العديد منها، كالإفطارات الجماعية، والمسحراتي، والصلاة في المساجد والكثير غيرها. وجرت العادة منذ القدم أن يتناول الناس وجبة الإفطار مجتمعين، سواء في بيوتهم مع الأهل والأقارب، أو في الخارج مع الجيران والأصدقاء. هذه العادات المبنية على التشارك لا تزال من أساسيات هذا الشهر، وإن كان للأزمات الاقتصادية التي تعيشها العديد من البلدان بعض التأثير عليها.
وعلى الرغم من أن أحداً لم يعد بحاجة إلى المسحراتي لإيقاظه لتناول وجبة السحور، إلا أن هذه الشخصية لا تزال تظهر خلال شهر رمضان في العديد من الدول. والمسحراتي هو ذلك الشخص الذي يجول الشوارع والحارات في ليالي شهر رمضان لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور. وتعود أصوله إلى الحضارة العربية الإسلامية القديمة، حين كان الناس في حاجة ماسة لمن يوقظهم قبل بدء صيام النهار. ولا يزال تقليداً أساسياً من هذا الشهر.
كما يقصد الكبار والصغار المساجد لأداء صلاة التراويح وقراءة القرآن. وكثيراً ما يذهب الناس إلى المساجد مع أقربائهم أو جيرانهم، إذ تسود الألفة هذا الشهر، ويحرص كثيرون على الاستمتاع بالروحانيات مع بعضهم بعضاً. ظروف كثيرة أثرت على طقوس هذا الشهر، إلا أنها لم تؤد إلى إلغائها.
(العربي الجديد)