قد يصحّ حقاً القول إن "الحرارة المرتفعة أطلّت برأسها باكراً في العالم هذه السنة"، باعتبار أن فصل الصيف لم يحل فعلياً إلا قبل أيام قليلة. والأكيد أن موجات حرارة أشد ستضرب العالم في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين، وهما الشهران الأكثر حراّ في السنة.
الشهر الماضي، أوردت مجلة "نيتشر كوميونيكيشن" البريطانية أن باحثين حددوا عبر احتساب كمية الحرارة التي يجلبها الطقس الحار في أنحاء العالم، كمية الحرارة التراكمية (مجموع الدرجات الأعلى من حدّها الطبيعي) خلال فصل الصيف بـ 80 درجة مئوية في أستراليا، وتجاوزها 200 درجة مئوية في سيبيريا وحوض البحر الأبيض المتوسط. وأوضح هؤلاء أنه "كل عشر سنوات تزداد درجات الحرارة التراكمية بمعدل يتراوح بين درجة واحدة و4.5 درجات مئوية، وصولاً إلى 10 درجات مئوية في مناطق بالشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا الجنوبية، وذلك بسبب استمرار أيام الحر فترة أطول". واعتبروا أن "البلدان التي لا تملك بنى تحتية متطورة، ستتضرر بزيادة موجات الحر أكثر من غيرها".
وأفادت دراسة عن موجات الحر في دول الخليج تحديداً بأنه "حين تكون درجات حرارة البصلة الرطبة مرتفعة جداً، يعني ذلك أن ثمّة رطوبة كثيرة في الهواء، ما يجعل التعرق غير فاعل في التخلص من حرارة الجسم الزائدة". وتابعت: "بعد ست ساعات أو أكثر، سيؤدي هذا إلى فشل أعضاء الجسم والموت في حال عدم وجود تبريد اصطناعي".
(العربي الجديد)