488 صحافيًا معتقلًا في العالم

16 ديسمبر 2021
جيمي لاي أكبر الصحافيين المسجونين في العالم (أنتوني كوان/Getty)
+ الخط -

أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود"، في تقريرها السنوي، الخميس، أنّ 488 عاملًا في مجال الإعلام، بينهم 60 امرأة، مسجونون في العالم حاليًا، في عدد قياسي، هذا فيما يحتجز 65 آخرون كرهائن. في المقابل، أحصت المنظمة في تقريرها السنوي مقتل 46 صحافيًا عام 2021، في أدنى حصيلة منذ عشرين عامًا. وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الصحافة "لم يكن يومًا عدد الصحافيين المسجونين مرتفعًا إلى هذه الدرجة منذ إنشاء الحصيلة السنوية لمنظمة مراسلون بلا حدود عام 1995"، مشيرةً إلى أنّ النسبة تزيد بـ20 بالمئة عن العدد في العام الماضي.

أكدت المنظمة أنّ هذه الزيادة الاستثنائية في الاحتجاز التعسفي تعود إلى ثلاث دول: ميانمار، حيث استعاد الجيش السلطة في انقلاب، في 1 فبراير/ شباط 2021، وبيلاروسيا التي شهدت حملة قمع كبيرة منذ إعادة انتخاب ألكسندر لوكاشينكو التي تعترض عليها المعارضة في أغسطس/ آب 2020، والصين التي تشدد قبضتها على هونغ كونغ، المنطقة الإدارية الخاصة التي كان يُنظر إليها ذات مرة على أنها نموذج إقليمي لاحترام حرية الصحافة. وقال الأمين العام لـ"مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار، إن "العدد الكبير للغاية من الصحافيين المحتجزين تعسفياً هو من عمل ثلاثة أنظمة دكتاتورية. إنه انعكاس لتعزيز القوة الديكتاتورية في جميع أنحاء العالم، وتراكم الأزمات، وعدم وجود أي رادع لهذه الأنظمة. وقد يكون أيضًا نتيجة علاقات قوة جيوسياسية جديدة لا تخضع فيها الأنظمة الاستبدادية لضغوط كافية لكبح حملات القمع التي تمارسها".

الصين أكبر سجن للصحافيين في العالم للسنة الخامسة

ولم تسجل "مراسلون بلا حدود" من قبل هذا العدد الكبير من الصحافيات في السجون، إذ يتم احتجاز 60 صحافية حاليًا بسبب عملهن، أي بنسبة 33 بالمئة أكثر من هذا الوقت من العام الماضي، فيما يمثل الرجال معظم عدد الصحافيين المسجونين في العالم (حوالي 87 بالمئة). والصين، أكبر دولة تسجن الصحافيين في العالم للسنة الخامسة على التوالي، هي أيضا أكبر سجّان للصحافيات، حيث توجد 19 محتجزات هناك حالياً. ومن بين هؤلاء، المدونة التي وثقت تفشي فيروس كورونا تشانغ تشان، والحائزة على جائزة حرية الصحافة لعام 2021، وهي الآن في حالة صحية حرجة. وتشان محكوم عليها بالسجن أربع سنوات. فيما تسجن بيلاروسيا حاليًا عددًا من الصحافيات (17) أكبر من عدد الصحافيين (15)، من بينهنّ صحافيتان في قناة بيلسات التلفزيونية البيلاروسية المستقلة ومقرها بولندا - داريا تشولتسوفا وكاتسيارينا أندرييفا - اللتان حكم عليهما بالسجن لمدة عامين في معسكر اعتقال "لتقديمهما تغطية حية لمظاهرة غير مصرح بها". ومن بين 53 صحافياً وعاملاً إعلامياً محتجزين في ميانمار، هناك تسع نساء.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ومن السمات البارزة الأخرى في التقرير السنوي لهذا العام، انخفاض عدد الصحافيين الذين قُتلوا بسبب عملهم. 46 قتلوا من 1 يناير/ كانون الثاني إلى 1 ديسمبر/ كانون الأول 2021. ويعود الانخفاض هذا العام في الغالب إلى انخفاض حدة النزاعات في سورية والعراق واليمن وإلى الحملات التي تقوم بها منظمات حرية الصحافة من أجل تنفيذ الآليات الدولية والوطنية التي تهدف إلى حماية الصحافيين.

60 صحافية سجينة حول العالم في 2021

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الانخفاض الملحوظ، ما زال هناك ما يقرب من صحافي واحد في الأسبوع يُقتل بسبب عمله. وأثبتت "مراسلون بلا حدود" أن 65 بالمئة من الصحافيين الذين قُتلوا في عام 2021 تم استهدافهم بشكل متعمد. ومرة أخرى، تعد المكسيك وأفغانستان أكثر دولتين دموية، حيث قتل سبعة صحافيين في المكسيك وستة في أفغانستان. فيما تشترك اليمن والهند في المركز الثالث، حيث قتل أربعة صحافيين في كل بلد منهما. كما ارتفعت نسبة الصحافيات في صفوف القتلى هذا العام، مع مقتل أربع صحافيات، مقابل اثنتين في العام الماضي.

بالإضافة إلى هذه الأرقام، يشير التقرير السنوي في 2021 أيضًا إلى بعض الحالات الأكثر لفتًا للانتباه في العام. أطول عقوبة سجن هذا العام، 15 عاما، صدرت على كل من علي أبو الرحم في السعودية وفام تشي دونغ في فيتنام. أطول المحاكمات هي محاكمة أمادو فامولكي في الكاميرون وعلي أنوزلا في المغرب. أكبر الصحافيين المعتقلين هما جيمي لاي في هونغ كونغ وكيفان صميمي بهبهاني في إيران، ويبلغان من العمر 74 و73 عامًا. وكان الصحافي الفرنسي أوليفييه دوبوا هو الصحافي الأجنبي الوحيد الذي اختطف هذا العام، وهو محتجز كرهينة في مالي منذ 8 إبريل/ نيسان. فيما كان جميع الصحافيين الرهائن الباقين في ثلاث دول هي: سورية 44 صحافيًا، والعراق 11، واليمن 9.

انخفاض حدة النزاعات في سورية والعراق واليمن أدى إلى انخفاض عدد الصحافيين المقتولين في 2021

تختلف هذه الأرقام عن تلك التي أعلنتها "لجنة حماية الصحافيين" هذا الشهر، كون CPJ لا تعترف بالمواطنين الصحافيين في جدولها. وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت "لجنة حماية الصحافيين" في تقرير، إنّ عدد الصحافيين السجناء بسبب عملهم وصل إلى 293، بعدما كان 280 العام الماضي، وقُتل ما لا يقل عن 24 صحافياً بسبب تغطيتهم الصحافية، فيما توفي 18 صحافياً آخرون في ظروف غامضة.

المساهمون