3 كتب سينمائية لأمير العمري: منشورات سابقة "تريد" إعادة قراءتها

23 فبراير 2022
فانيسا ريدغريف وفشل مقاطعة إسرائيل: سينما الهلاك (فيليبّو مونتفورتي/فرانس برس)
+ الخط -

أصدر الناقد السينمائي المصري أمير العمري 3 كتب سينمائية عن "خطوط وظلال للنشر والتوزيع" (عمّان): "أفلامكم تشهد عليكم" (الطبعة الأولى، 2021)، و"أشكال واتجاهات الفيلم التسجيلي" (الطبعة الأولى، 2021)، و"سينما الهلاك، اتجاهات وأشكال السينما الصهيونية" (الطبعة الثالثة، 2021).

يذكر العمري أنّ كتابه الأول "مجموعة مختارة بعناية من الكتابات النقدية التي تُحلِّل وتتوقّف أمام اهتمامات السينما العربية ومشاكلها وطرق تعبيرها، لكن من خلال الأفلام نفسها، أي من خلال أفلامٍ ذات أوجه متعدّدة، من فلسطين ومصر وتونس ولبنان والمغرب والجزائر وسورية والسعودية". ويُشير إلى أنّ الهدف الأساسي من هذا الكتاب "تناول الفيلم الروائي تحديداً"، مخصّصاً الفصل الأول لدراسة "مستقبل الفيلم الروائي، في سياق الصراع الدائر بين الثقافات"، و"في خضمّ ما يطرأ يومياً من ابتكارات واختراعات جديدة، توفّرها تكنولوجيا الصورة".

أما الكتاب الثاني، فينطلق من كون الفيلم التسجيلي (لا يزال عربٌ كثيرون، خاصة المصريين، يستخدمون مفردة "تسجيلي" لوصف الفيلم الوثائقي، المتطوّر للغاية منذ سنين عدّة) خطا خطوات كبيرة في الأعوام الـ10 الأخيرة، شكلاً ومضموناً، مُضيفاً التالي: "لم تعد اهتمامات صنّاع الأفلام التسجيلية في العالم محصورة في ما يُسمّى بـ"تصوير أحداث الواقع"، حسب التعريف الكلاسيكي (...)، بل انفتحوا على آفاق جديدة، جعلت التسجيلي يتجاوز الشكل التوثيقي أو التربوي والإعلامي، ليُصبح عملاً فنياً إبداعياً قائماً بذاته".

 

 

كتابه الثالث (الطبعة الأولى، 1993، "دار سينا للنشر"، القاهرة؛ والطبعة الثانية، 2006، على نفقة العمري نفسه) يتوغّل في مسألة مفتوحة على السياسة والثقافة والتاريخ، انطلاقاً من فنّ السينما وما يحيط به من فنون وتقنيات. يذكر الناقد أنّ قارئ الطبعة الجديدة سيُلاحظ الكثير من التحديث الذي أدخل على بعض فصول الطبعة الأساسية، مؤكّداً حرصه على تلافي "بعض ما ورد من أخطاء طفيفة"، ومُشيراً إلى استجابته "لما أبداه بعض الأصدقاء من ملاحظات على طريقة كتابة أسماء بعض الشخصيات اليهودية والإسرائيلية، إلى جانب إدخال بعض التحديث وتطوير المعلومات" في فصول أخرى.

رغم مسار "التطوّرات السياسية"، الحاصلة في الفترة الممتدة بين منتصف تسعينيات القرن الـ20 وعشية صدور الطبعة الثانية، يكتب العمري في مقدمة تلك الطبعة أنّ "الظواهر السينمائية والإعلامية والفكرية، المرتبطة بالصهيوينة، لا تزال قائمة، بل وراسخة، تلتف وتُغيّر جلدها وأساليبها وأشكالها، لكن مضمونها الفكري يظلّ واحداً على الدوام".

الكتب الـ3 لأمير العمري تمنح القارئ المهتمّ فرصة التعرّف إلى أسلوبه في صوغ مقالاته ودراساته، وإلى كيفية معاينته أفلاماً ومسائل وشخصيات، مع أنّ معظم مؤلّفاته المطبوعة، الجديدة والقديمة، مرتكزة على جمع منشورات سابقة له في صحفٍ ومجلّات مختلفة. فبعض المنشور حديثاً في كتبه هذه قابلٌ لأنْ يكون مرجعاً، أو منفذاً إلى تفتيشٍ عن مرجع، أو دافعاً إلى مشاهدة/ إعادة مشاهدة ما يكتب عنه، أو استعادة مسائل معيّنة. لكنّه لن يحول دون تنبّه المهتمّ إلى ما فيه من أخطاءٍ متداولة في صناعة الكتب السينمائية العربية، المؤلَّفة أساساً، والمُترجَمة أيضاً.

المساهمون