ولاية شرناق التركية: المكان الذي غرقت فيه سفينة نوح

25 يوليو 2021
يعتبر جبل جودي من أهم المعالم في شرق تركيا (Getty)
+ الخط -

لم تعرف ولاية شرناق ذات الغالبية السكانية الكرديّة الاستقرار التام، منذ أن أعلنت تركيا حظر التجوال وحربها على "حزب العمال الكردستاني" بين عامي 2015 و2016 والذي كان يأخذ من الولاية مركزاً له.

ماض من التوتّر
ربما يؤرخ الأتراك زيارة رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو إلى الولاية وصلاة الجمعة فيها في 4 مارس/آذار 2016، رداً على دعوة رئيس حزب الشعوب الديمقراطية، المعتقل الآن، صلاح الدين دميرطاش، للأكراد ليتجمعوا بشرناق، بداية للحملة الأمنية التركية الأخيرة في ولاية تشهد نزاعات منذ عام 1927 حين صدر قرار المفتشيات التركية وفق القانون 1164 الذي يعتبره الأكراد بداية تتريكهم. ويقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بإسطنبول، محمد كامل ديمريل لـ"العربي الجديد" إن الحملات العسكرية استمرت حتى عام 2002 (ضد حزب العمال الكردستاني) لتأخذ بعد ذاك شكل تعاط خاص، هدفه منح كامل الحقوق لسكان المناطق وتخصيصهم بمشروعات تنموية، ووجدنا عودة الصراع بين عامي 2005 و2006 بعد فشل المصالحة التي استمرت لأعوام".

كنوز حضارية
ويختم ديمريل أن جنوبي شرق البلاد يحتوي على كنوز تاريخية وحضارية تعود بالتدريج للواجهة السياحية، بعد أن ركزت الحكومات المتعاقبة الجهود لإعادة الإعمار وتنفيذ المشروعات الكبرى مثل طريق شرناق الدولي الذي بقي معطلاً بسبب الحرب لأكثر من عشرين سنة. وتعتبر مدينة شرناق عاصمة ولاية محافظة شرناق من مواقع تركيا السياحية المؤجلة، وبدأ الكشف عن أسرارها أخيراً. فشرناق تحتضن جبل جودي الشهير ومرقد النبي نوح ومضيق قصريك، وربما الأكثر شهرة فيها، مقبرة مم وزين، العاشقان اللذان أرّخ قصتهما أولاً، الكاتب والشاعر الكردي أحمد خاني بالقرن السابع عشر. وكتبت بعده عشرات القصص وحتى الروايات حول العاشقين، كما خط الشيخ السوري الشهير، محمد سعيد رمضان البوطي روايته.

عودة الاهتمام الحكومي
يقول المختص بالسياحة، محمت أرسلان لـ"العربي الجديد"، إن الاهتمام الحكومي يتزايد بالترويج لشرناق والولايات الجنوبية الشرقية عموماً، فبعد ترميم وإعادة إعمار ما خلفته الحرب، وتوزيع مساكن على الناس، وتنفيذ العديد من المشاريع التنموية والسياحية، خرجت شرناق من شرنقتها ودخلت ضمن برامج الترويج اليوم. ويقول "لم يعق زيارتها خلال العامين الأخيرين سوى وباء كورونا" لأن مشروع التنويع السياحي تم إعلانه منذ عام 2019، لكن الوباء عطّل السياحة بشرناق كما بعموم تركيا. وحول آثار المدينة يضيف أرسلان أنّ أهم ما في المدينة الضاربة بالقدم، هو موقع فينيك وقلعته وأولو جامع والمدرسة الحمراء، وما يزيد جمالها اختراق نهر جهنم للمدينة ووجود مساجد تاريخية مثل أولو جامع، والمدرسة الحمراء، ومقام وضريح العالم الجزري وقلعة جيزرة. وتساهم جامعة شرناق اليوم، بعمليات الترويج والتأهيل السياحي للولاية بحسب سادات تشليك عضو هيئة التدريس بكلية السياحة والفنادق في جامعة شرناق، والذي قال خلال تصريحات أخيراً، إنه تم تنفيذ مشروع "التنويع السياحي المستدام" بهدف التعريف بالمنطقة وتغيير الصورة السلبية المكوّنة عنها.

سفينة نوح
ولنعرف أي تاريخ وعراقة لشرناق، ربما يكفي أن نعرّج سريعاً على جبل جودي أو "حمرين" وهو أهم المعالم جنوب شرقي تركيا، فهو بحسب الروايات التركية والتفاسير التي وردت في القرآن، تحديدًا في سورة هود، حيث ربط الله هذا الجبل بقصة نوح، وهو المكان الذي رست عليه سفينة نوح بعد أن أرسل الله الطوفان على قوم نوح وأغرقهم جميعاً. وقد وصفه العديد من العلماء والمؤرخين، كالحسن بن أحمد الهمداني، بأنه بقعة خالدة وتم ذكره في القرآن. وتؤكد مصادر تركية أن الباحثين توصلوا حديثاً لوجود بقايا من سفينة نوح، ما زاد من الإقبال على ولاية شرناق لرؤية بقايا سفينة قصة الطوفان الشهيرة.

المساهمون