وسائل إعلام دولية تحظر أداةً للذكاء الاصطناعي من الوصول إلى محتواها

25 اغسطس 2023
تستعمل "أوبن إيه آي" أدوات مثل GTBot لتطوير برامجها (نيكولاس كوكوفليس/ Getty)
+ الخط -

قامت أخيراً مجموعة من وسائل الإعلام، أبرزها صحيفة ذا نيويورك تايمز وشبكة سي أن أن ووكالة رويترز وهيئة الإذاعة الأسترالية، بحظر أداة من شركة أوبن إيه آي، المتخصصة ببرمجيات الذكاء الاصطناعي، ممّا حدّ من قدرة الشركة على الوصول إلى محتوى هذه المؤسسات، بحسب ما أوردته صحيفة ذا غارديان البريطانية، اليوم الجمعة.

وابتكر "أوبن إيه آي" واحداً من أفضل برامج الدردشة الآلية المعروفة في مجال الذكاء الاصطناعي، ChatGPT، والذي يستعين بأداة تعرف باسم GTBot لقراءة صفحات الويب والمساعدة في تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة به.

وكان موقع ذا فيرج أوّل من أشار في تقرير، الثلاثاء الماضي، إلى قيام "ذا نيويورك تايمز" بحظر GTBot على موقعها على الإنترنت. قبل أن تكتشف "ذا غارديان" أنّ مؤسسات أخرى، منها "سي أن أن" و"رويترز" و"شيكاغو تريبيون" وغيرها حذت حذو الصحيفة الأميركية.

تتطلب نماذج المحاكاة اللغوية والذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT كميات هائلة من البيانات لتدريب أنظمتها والسماح لها بالإجابة عن استفسارات المستخدمين بلغة تشبه اللغة البشرية. لكن غالباً ما تتكتم الشركات التي تقف وراءها حول وجود مواد محمية بحقوق الطبع والنشر في مجموعات البيانات التي تجمعها.

يمكن رؤية الحظر المفروض على GTBot في ملفات robots.txt الخاصة بالناشرين، والتي تدل أدوات من محركات البحث والكيانات الأخرى على الصفحات المسموح لها بزيارتها.

كذلك، قامت جميع المؤسسات الإعلامية التي حظرت GTBot بحظر أداة مشابهة تحمل اسم CCBot، والذي يستخدم أيضاً في مشاريع الذكاء الاصطناعي.

وأكدت شبكة سي أن أن الأميركية لـ"ذا غارديان" أنها حظرت أخيراً GTBot، لكنها لم تعلق على ما إذا كانت العلامة التجارية تخطط لاتخاذ مزيد من الإجراءات بشأن استخدام محتواها في أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وأفاد متحدث باسم "رويترز" بمراجعة شروط وأحكام ملف robots.txt والموقع بانتظام. وقال: "نظراً لأن الملكية الفكرية هي شريان الحياة لنموذج عملنا، من الضروري أن نحمي حقوق الطبع والنشر للمحتوى الذي ننتجه".

كذلك، حدّثت "ذا نيويورك تايمز" شروط الخدمة على موقعها أخيراً لجعل الحظر المفروض على "نسخ المحتوى الخاص بنا للتدريب على الذكاء الاصطناعي وتطويره أكثر وضوحاً"، وفقًا لما قاله متحدث رسمي.

ومنذ 3 أغسطس/ آب الحالي، صار موقع الصحيفة الأميركية على الإنترنت ينصّ صراحةً على حظرها استخدام محتواها "لتطوير أي برنامج، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، تدريب نظام التعلم الآلي أو نماذج الذكاء الاصطناعي" من دون الحصول على موافقتها.

تواجه وسائل الإعلام العالمية قرارات حول ما إذا كان سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي كجزء من جمع الأخبار وكذلك كيفية التعامل مع المحتوى الذي يحتمل أنه يتم استعماله من قبل الشركات التي تعمل على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

في مطلع أغسطس الحالي، وقع عددٌ من وسائل الإعلام، بما في ذلك وكالة فرانس برس و"غيتي"، رسالة مفتوحة تدعو إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي.

وطالب الموقّعون على الرسالة بتدابير تنظيمية تشمل خصوصاً "الشفافية" حول أساليب التدريب على الذكاء الاصطناعي، وضرورة الاستحصال على موافقة "أصحاب حقوق الملكية الفكرية" قبل استخدام محتواهم، مثل الصور أو المقالات الصحافية، لتدريب الذكاء الاصطناعي.

المساهمون