تقدّم مدير الأخبار في مجموعة MBC، مساعد الثبيتي، باستقالته أخيراً، بعد أكثر من أسبوع على التقرير الذي بثته القناة بعنوان "ألفية الخلاص من الإرهابيين"، ووصف قيادات المقاومة الفلسطينية بـ"الإرهابيين". وبحسب مصادر من داخل الشبكة السعودية، فإن تغييرات ستطرأ على السياسة التحريرية في مختلف قنوات MBC، خصوصاً بعد الانتقادات العنيفة التي تلقتها قناتا العربية والحدث، التابعتان للمجموعة في تغطية حرب الإبادة في غزة، والعدوان على لبنان.
استقالة الثبيتي، خطوة مؤثرة، كونه من الشخصيات الرئيسية في قسم الأخبار في المجموعة، ومسؤولاً عن المحتوى الإخباري.
كانت MBC قد عرضت قبل عشرة أيام تقريراً مصوراً من إعداد الصحافي محمد المشاري حمل عنوان "ألفية الخلاص من الإرهابيين.. الشخصيات التي روّعت العالم وسفكت الدماء"، وصف فيه الشهيد إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، إضافة إلى يحيى السنوار، بأنهم "إرهابيون". وتلت العرض ردات فعل غاضبة من القناة، أبرزها لهيئة الإعلام والاتصالات العراقية، التي أوقفت عمل المحطة السعودية في العراق. جاء في بيان صادر عن الهيئة: "انطلاقاً من واجبنا الموكل إلينا بموجب القوانين والتشريعات في تنظيم قطاع الإعلام ومنع التجاوزات وردع المخالفين للقيم الوطنية والآداب العامة، وبالنظر لانتهاك قناة MBC الفضائية لوائح البث الإعلامي، من خلال تجاوزاتها المتكررة، وتطاولها على الشهداء قادة النصر وقادة المقاومة الأبطال الذين يخوضون معركة الشرف ضد الكيان الصهيوني الغاصب، فإننا نؤكد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة كافة، وإيقافها عن العمل في العراق"، وهاجم عراقيون مقر المحطة في بغداد، وأضرموا النار بداخله.
وبعد بث التقرير بيوم واحد، أعلنت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية، في بيان، إحالة "مسؤولين في إحدى القنوات التلفزيونية إلى التحقيق، بسبب تقرير إخباري مخالف للأنظمة والسياسة الإعلامية للمملكة، لاستكمال الإجراءات النظامية تجاه هذه المخالفة". وأكدت الهيئة، في البيان نفسه، أنها "تتابع باستمرار مدى التزام وسائل الإعلام بالأنظمة الإعلامية للمملكة وضوابط المحتوى، ولن تتهاون في تطبيق النظام تجاه أي مخالفة".
في معلومات خاصة بـ"العربي الجديد"، فإن هيئة الإعلام في السعودية قررت إجراء تغييرات في ما يتعلق باستراتيجية العمل التحريري والخط المفترض أن يُتبع في المستقبل، خصوصاً أمام الانتقادات التي تطاول المجموعة، وما ترتب على هذه السياسة في الأشهر الأخيرة. وتقول المعلومات إن مساعد الثبيتي أُجبر على تقديم استقالته، بعد التقرير الذي هاجم المقاومة الفلسطينية، وأدى إلى انطلاق دعوات واسعة لمقاطعة المجموعة عربياً، وهو أمر توقف عنده مالك المجموعة وليد آل الإبراهيم، الذي طالب باستقالة مدير الأخبار بعد ساعات من بث التقرير الخاص عن حركات المقاومة.
من جهتها، سبق أن أصدرت حركة حماس أكثر من بيان انتقدت فيه تغطية شبكة MBC وقناتي العربية والحدث، وانحيازهما للرواية الإسرائيلية، في ظل تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.