هل تتناول السُكّر بكثرة؟ احذر هذه الأضرار على صحتك

25 يونيو 2021
تناول السكر يعرض البشرة إلى الشيخوخة المبكرة (Getty)
+ الخط -

يعتقد الخبراء أن استهلاك السكّر هو السبب الرئيسي للسمنة وللعديد من الأمراض المزمنة. يوجد السكر المضاف في أكثر المنتجات الغذائية، حتى غير المتوقعة منها، كالخبز والصلصات وتوابل السلطة والفاكهة المجمدة. فما هي أضرار السكر على الصحة؟

تُعتبر زيادة الوزن من المخاطر الكبيرة التي تنتج عن استهلاك السكر المُضاف، إذ تحتوي الأطعمة والمشروبات السكرية على نسبة عالية من السعرات الحرارية الفارغة، بمعنى أنها لا تعطي أي فائدة غذائية، لذلك يؤدي استهلاك الكثير منها إلى زيادة الوزن. كما أن تناول الكثير من السكر يعطل إشارات هرمون اللبتين (هو الهرمون الذي يعزز الشعور بالامتلاء)، ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن.

وتزيد الأنظمة الغذائية عالية السكر من احتمال الإصابة بأمراض القلب، وهي السبب الأول للوفاة في جميع أنحاء العالم. وأظهرت دراسة نشرتها مجلة Progress in Cardiovascular Diseases أن تناول الكثير من السكر يؤدي إلى السمنة والالتهابات وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية وضغط الدم، وجميع عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. وخلصت دراسة أميركية أُجريت على أكثر من 30 ألف شخص إلى أن أولئك الذين يستهلكون 17-21% من السعرات الحرارية من السكر المضاف لديهم خطر أكبر للوفاة بأمراض القلب بنسبة 38% مقارنة بأولئك الذين يستهلكون 8% فقط من السعرات الحرارية من السكر المضاف.

وترتبط السكريات المضافة، خاصة من المشروبات المحلاة بالسكر، ارتباطًا وثيقًا بالإصابة بمرض السكري من النوع 2، وبينت الدراسات أن تناول مشروب واحد محلى بالسكر يوميًا، يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 13%، بغض النظر عن تسببها بأي زيادة في الوزن. ويزيد السكر من خطر الإصابة بمرض السكري بشكل مباشر وغير مباشر، فالخطر المباشر بسبب تأثير الفركتوز على الكبد، بما في ذلك تعزيز الكبد الدهني والالتهابات ومقاومة الأنسولين. أما الخطر غير المباشر، فيأتي من خلال المساهمة في زيادة الوزن وزيادة الدهون في الجسم.

كما أن تناول السكر يعرض البشرة إلى الشيخوخة المبكرة؛ لأن السكر يرتبط بالبروتينات في مجرى الدم، ما يؤدي إلى تكوين منتجات نهائية تضر بإنتاج الكولاجين والإيلاستين، وتتسبب في تجعد الجلد وتيبس الخلايا. النظام الغذائي الغني بالسكريات المكررة، بما في ذلك الأطعمة والمشروبات السكرية، يزيد من إفراز الزيوت والهرمونات المسببة لحب الشباب.

تغذية صحية
التحديثات الحية

يشبه تأثير السكر على الجسم تأثير الكوكايين، وهو المسؤول عن التقلبات المزاجية، لأنه يحفز إفراز الدوبامين (مادة كيميائية في الدماغ تشعرنا بالسعادة)، فتنتج أجسامنا المزيد من مستقبلات الدوبامين التي تقودنا إلى الرغبة في تناول المزيد من السكر، ما يؤدي إلى حلقة مفرغة من استهلاك هذه المادة. وعند الإقلاع عن السكر، تصاحبه أعراض انسحابية، مثل التهيج والاكتئاب والقلق والتعب المزمن، لمدة قد تصل إلى أسبوعين.

ويتسبب السكر في إضعاف جهاز المناعة، فتناول 100 غرام منه يخفض من كفاءة خلايا الدم البيضاء في قتل البكتيريا ومكافحة الأمراض والعدوى بنسبة تصل إلى 50%، وهذا التأثير قد يستمر لعدة ساعات بعد الاستهلاك.

وقد ربطت دراسات بين الإفراط في تناول السكر وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتقليل تناول السكريات إلى أقل من 10% من إجمالي السعرات الحرارية التي نتناولها، أي ما يعادل 25 غراماً يومياً (ما لا يزيد عن 5 ملاعق صغيرة من السكر للبالغين يوميًا). وينصح بالحصول عليها من السكريات الطبيعية الموجودة في الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان، لأنها مصدر دائم للطاقة، وتحتوي على الألياف ومجموعة من الفيتامينات والمعادن.
ومن المهم جدًا قراءة ملصقات العلب الغذائية للمنتجات التي نتناولها قبل استهلاكها.

ولتجنب استهلاك "السكريات المخفية"، لا بد من الإشارة إلى أن بعض الأطعمة السكرية قد لا تتضمن كلمة سكر في قائمة المكونات، لأن السكر غالبًا ما يتم إخفاؤه تحت أسماء مختلفة لا تكتب مباشرة على المنتج، مثل شراب الذرة وشراب الفركتوز والسكروز وسكر الفواكه وسكر العنب والمالتوز ودبس السكر، وهي كلها مفردات أخرى تعادل كلمة السكر.

المساهمون