نجوم الشاشة الصغيرة المخلصون في إدارة ترامب

23 نوفمبر 2024
محمد أوز في تجمع انتخابي في بنسلفانيا، 7 نوفمبر 2022 (لقمان فورال إيليبول/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قام دونالد ترامب بترشيح شخصيات إعلامية بارزة من "فوكس نيوز" لمناصب حكومية، مما يعكس استخدامه للإعلام كأداة سياسية قوية، رغم قلة خبرتهم في الخدمة العامة.
- أثار هذا التوجه انتقادات واسعة، حيث اعتبرت منظمة "ميديا ماترز" أن هناك "باباً دواراً" بين "فوكس نيوز" والبيت الأبيض، مما يعزز نفوذ القناة في السياسة الأميركية.
- العلاقة بين ترامب و"فوكس نيوز" كانت معقدة، حيث امتدحها وانتقدها، وأثارت القناة غضبه خلال انتخابات 2020 بإعلان فوز بايدن في أريزونا.

بنى دونالد ترامب سمعته في مجال تلفزيون الواقع، وهو الآن يضم نجوماً من الشاشة الصغيرة إلى إدارته الجديدة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

رشح ترامب مقدّم البرامج في "فوكس نيوز" بيت هيغسيث لشغل منصب وزير الدفاع. وقال ترامب في بيان بمناسبة ترشيحه: "مع وجود بيت في القيادة، سيكون أعداء أميركا قد أُنذروا (...) قواتنا العسكرية ستكون عظيمة مجدداً، وأميركا لن تتراجع أبداً"، ووصفه بأنه "صلب وذكي ومؤمن فعلاً بإعطاء الأولوية للولايات المتحدة". هيغسيث ضابط سابق في الحرس الوطني الأميركي وخدم في العراق وأفغانستان، وانضم إلى "فوكس نيوز" في عام 2014 متعاوناً، وبات الآن يشارك في تقديم برنامج "فوكس أند فرندز ويك أند". وقد ألف كتباً عدة. لكنه يواجه اتهامات بالاعتداء الجنسي على امرأة في وقائع تعود لعام 2017.

كما اختار ترامب الجرّاح محمد أوز، الذي طارت شهرته بفضل برنامجه التلفزيوني "عرض الدكتور أوز"، ليتسلم منصباً صحّياً رئيسياً في الولايات المتحدة، إذ عيّنه مديراً لبرنامج التأمين الصحي العمومي العملاق. وقال الرئيس المنتخب في بيان إنّ "الولايات المتحدة غارقة في أزمة صحة عامة، وما من طبيب مؤهل أكثر من الدكتور أوز لكي يعيد لأميركا صحّتها". وأكّد ترامب أنّ هذا التعيين "سيؤدّي أيضاً إلى تقليل الهدر والاحتيال في الوكالة الحكومية الأكثر كلفة في بلادنا". وأوز المولود قبل 64 عاماً لأبوين مهاجرين تركيّين حقّق نجّاحاً باهراً في عالم التلفزيون، لدرجة أنه حاز نجمة على "ممشى المشاهير" في هوليوود. في المقابل، فشل هذا الجرّاح في دخول عالم السياسة من بوابة الانتخابات، بعدما ترشّح عام 2022 بدعم من ترامب لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا.

وتعليقاً على اختياره أوز وهيغسيث، قال النائب الديمقراطي جيم هايمز: "نحن بصدد أن نصبح أول برنامج لتلفزيون الواقع في العالم لديه أسلحة نووية".

وستتولى ليندا ماكماهون، التي شغلت سابقاً منصب الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة للاتحاد العالمي للمصارعة الترفيهية (WWE)، منصب وزيرة التعليم في إدارة ترامب. أما شون دافي، نجم تلفزيون الواقع في قناة إم تي في الذي تحول إلى مذيع في قناة فوكس بزنس، فسيتولى إدارة وزارة النقل.

الشخصيات الأربع المذكورة تشتهر بحضورها الإعلامي أكثر من سجلاتها في مجال الخدمة العامة. وفي هذا السياق، قال الأستاذ المشارك في جامعة مدينة نيويورك ومؤلف كتاب "شعبوية فوكس" ريس بيك، لوكالة فرانس برس، أمس الجمعة: "ترامب مخلوق إعلامي؛ كان موجوداً في وسائل الإعلام الشعبية منذ ثمانينيات القرن العشرين. وكان سبب شهرته برنامجه لتلفزيون الواقع (المتدرب). نجح في تشكيل نفسه في التلفزيون بصفة رجل أعمال ناجح وقائد". وأضاف بيك: "الدرس الذي تعلمه ترامب من ذلك هو أن قوة وسائل الإعلام هي قوة سياسية. لا أعتقد أنه كان هناك سياسي في التاريخ الأميركي يتبع هذه الفلسفة أكثر من ترامب. الناس يسخرون منه، ولكن أعتقد أن نظريته عن القوة السياسية أثبتت صحتها في الغالب".

وقد انتقدت منظمة مراقبة الإعلام ذات الميول اليسارية "ميديا ماترز" ما وصفته بـ"الباب الدوار" بين "فوكس نيوز"، وهي جزء من إمبراطورية قطب الإعلام روبرت مردوخ، والبيت الأبيض. فإلى جانب هيغسيث ودافي على طاولة مجلس الوزراء، سيحضر توم هومان، "قيصر الحدود" المكلف بالإشراف على الطرد الجماعي الموعود للمهاجرين غير المسجلين، والذي أصبح مدافعاً صريحاً عن سياسات ترامب في مجال الهجرة على "فوكس" بعد فترة قيادته لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك خلال فترة ولاية ترامب الأولى.

وعلق ماثيو غيرتز، من "ميديا ماترز"، على هذا الأمر قائلاً لـ"فرانس برس": "فوكس نيوز تتمتع بنفوذ كبير. إنها شبكة تدعمه (ترامب) إلى أقصى حد. لقد عملت خلال إدارته كنوع من منافذ التلفزيون الحكومية التي كانت تمدحه باستمرار وتهاجم أعداءه".

كانت شخصيات إعلامية تتبوأ مناصب خلال الإدارات الديمقراطية للرئاسة الأميركية. لكن قرب ترامب بهذا الشكل من "فوكس نيوز"، التي يتشارك العديد من المعلقين فيها حماسته للخطاب المناهض للنخبة والشعبوية، غير مسبوق. في بعض الأحيان يمدح ترامب القناة، ويوجه لها انتقادات لاذعة في أحيان أخرى، وهو يتابعها باستمرار بشغف، ويستشهد بها مطولاً على وسائل التواصل الاجتماعي. خلال فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض، كان يدعو نفسه إلى البرنامج الشهير "فوكس أند فرندز". شخصية بارزة أخرى في القناة هي شون هانيتي، الذي يُقارن أحياناً برئيس أركان البيت الأبيض الظلي بسبب وصوله المباشر إلى الرئيس المنتخب.

خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020، أغضبت شبكة روبرت مردوخ معسكر ترامب، عندما قالت إن ولاية أريزونا صبت في صالح جو بايدن قبل جميع منافسيها الإعلاميين، وهو أمر صحيح. في الأسابيع التي تلت ذلك، رددت قناة فوكس نيوز نظريات المؤامرة التي تبناها ترامب، والتي زعمت أن الانتخابات زورت لصالح بايدن، ما أجبرها على الموافقة على تسوية، دفعت بموجبها 787.5 مليون دولار لشركة تصنيع آلات التصويت دومينيون، والتي كانت هدفاً للادعاءات الكاذبة. وشهدت قناة فوكس نيوز، التي تنفي مزاعم استغلالها مخاوف المشاهدين بشأن الأمن القومي والهجرة، ارتفاعاً في تقييماتها في أعقاب الانتخابات الرئاسية، وهو ما أدى إلى تقدمها أكثر على منافستيها "سي أن أن" و"إم إس إن بي سي".

المساهمون