لليوم الثالث على التوالي، يواصل ناشطون ومحتجون عراقيون الكتابة عبر وسم "#أنقذوا_سجناء_تشرين"، داعين القضاء العراقي للنظر في قضايا عدد من زملائهم الناشطين الذين اعتقلوا خلال فترة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد نهاية عام 2019.
وقال أحد منسقي الحملة، ساهر شنون، إن "الحكومة والسلطات القضائية أهملت ملف السجناء والمعتقلين بتهم كيدية وغير حقيقية من ناشطي ومتظاهري أكتوبر/تشرين الأول 2019، بالتالي فإن المطالبة بالكشف عن مصير بعضهم والإفراج عن الآخرين هو مطلب جميع العراقيين".
وبيّن شنون لـ"العربي الجديد" أن "الحملة انطلقت قبل ثلاثة أيام، وستستمر عبر الإعلان عن أسماء السجناء والمغيبين على دفعات، وتتضمن الدفعة الأولى الصحافي باسم الزعاك من بغداد، وزيد الأسمر من النجف، وكاظم هادي وعباس علي عزيز ومحمد عطا وحسن صدام من واسط، وسجاد العراقي من ذي قار، وعلي جاسب من ميسان.
وكتب الناشط العراقي أحمد الوشاح على "فيسبوك" أن "ناشطي واسط وبقية المحافظات يستعدون لتظاهرات حاشدة أمام مجلس القضاء الأعلى في بغداد. لن نترك إخوتنا في السجون".
ورأى الناشط محمد الركابي أن "الجميع مقصر في المطالبة بأحمد جمعة على وجه الخصوص، ثوار واسط ليش اخوتي هذا ثائر وخوكم اليوم يرجع يحكم مرة ثانية بسبب تلفيق الدعاوي الكيدية، يجب أن تكون هناك وقفة جادة لكل الثوار وفي كل المحافظات للمطالبة بإطلاق سراح أحمد وجميع المعتقلين".
وانتقد المتظاهر حيدر الحلفي "التغاضي والصمت من قبل منظمات حقوق الإنسان والحكومة والجهات المعنية عن اتخاذ أي إجراء بقضية من سجنوا واعتقلوا ظلماً في انتفاضة تشرين"، مؤكداً أن "الحكومة أطلقت الوعود الكاذبة بالإفراج عن الذين نزلوا إلى الشوارع سلميين مطالبين بإحقاق الحق وإنقاذ الوطن من الظلم والفساد والقتل".
وطالب السياسي العراقي ليث شبر، عبر صفحته في "فيسبوك"، الجهات القضائية والتحقيقية بإعادة التحقيق وغلق القضايا الملفقة بحق الشباب القابعين في السجون.
وكان رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي وافق، في فبراير/شباط الماضي، على طلب تقدّم به النائب المستقل سجاد سالم، لتشكيل لجنة متخصصة لتقصي الحقائق حول الضحايا المغيّبين لتظاهرات 2019 وما تلاها من حراك احتجاجي.
وهذه اللجنة هي الثالثة من نوعها في العراق بشأن مصير الناشطين المدنيين والمتظاهرين الذين جرى تغييبهم على يد جماعات مسلحة، عقب تفجّر الاحتجاجات الشعبية في الربع الأخير من عام 2019، في مدن جنوب ووسط العراق والعاصمة بغداد، والتي استمرت لأكثر من 14 شهراً، وسط تساؤلات اليوم حول مدى قدرة اللجنة الجديدة على تحقيق نتائج، بعدما فشلت لجنتان سابقتان في هذا الشأن في مهماتهما.
ومن أبرز الوجوه التي اختفت منذ اندلاع الانتفاضة المحامي العراقي علي جاسب الذي قتل والده جاسب الهليجي، بعد عرضه وثائق تدين فصيلاً مسلحاً بتغييب نجله، والكاتب مازن لطيف، وصحافي التحقيقات توفيق التميمي، والمدون والناشط عبد المسيح روميو سركيس، والناشطان حيدر البابلي وعلي ساجت، وكذلك الناشط من مدينة الناصرية سجاد العراقي، ناهيك عن أسماء غُيبت قبل ذلك ولم تعد تُذكر في الإعلام، مثل جلال الشحماني وفرج البدري.